بنت الزبال ..
هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا وفي كل مكان.. نسوا اسمي وأصبحوا يطلقون علي ( بنت الزبال ) .
أبي كان عامل في البلدية وكان بيتنا بسيط .. لم نكن نأكل زبالة متل ما كان يعتقدون .. كنا عائلة مثل اي عائلة نطبخ ونسهر ونضحك معا .
3 صبيان و 2 بنات وانا أكبرهم ..لم ينتبهوا لتفوقي في المدرسة فقط لأني "بنت الزبال" ، القليل منهم من كان يكلمني والأغلبية كانوا يخجلون من الجلوس معي .
ولما سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري جاوبتها طالبة "حلمها تلم الزبالة" وضحكوا كلهم علي ولكني بكيت بحرقة.
ضمتني معلمتي لصدرها وهمست بأذني لا تزعلي ولا تخجلي من عمل والدك .. فوالدي كان يعمل حارس عمارة ويشطف الدرج و يلم الثياب القديمة ونلبسها ونفرح فيها كمان ... كوني قوية !
نعم سوف أكون قوية ..هكذا قررت .. لن أضعف ولن أدع أحد يضحك علي ! علمت اخوتي أن يكونو أقوى مني.. علمتهم انه يجب أن لا نضعف ولا نسمح للزمن أن يكسرنا.
مرت سنين طويلة ونجحت بالبكالوريا وتفوقت ودخلت كلية الطب.. تغير الوضع وأصبح الجميع ينادون : جاءت الدكتورة وذهبت الدكتورة .
شعرت أني أطير .. فرحت بنفسي وكأني كسرت كل شي كان قاهرني .. جميع من ضحك علي أحتاجني والله اني لم أقصر بحق أحداً منهم.
والان اخواني الشباب اثنين منهم مهندسين والثالث يدرس طب أسنان واختي بكلية الصيدلة ... تزوجت و أصبحت أم لولدين .. وكبروا اخواني وتزوجوا .. ولكن مستحيل أن ننسى انه بيوم من الأيام كان اسمنا "ولاد الزبال" .
كانت هذه الكلمة تذبح والدي أكثر منا ولكننا لم ننسى فضله علينا وبعمرنا ما خجلنا من عمله . المهم ربانا عاللقمة الحلال .
علموا أولادكم أن يحترموا الغير علموا اولادكم الحب والاحترام وعدم التفرقه بين الغفير والوزير .
* أستاذة طب الأعصاب في جامعة حلب الدكتورة رولا الأبيض
هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا وفي كل مكان.. نسوا اسمي وأصبحوا يطلقون علي ( بنت الزبال ) .
أبي كان عامل في البلدية وكان بيتنا بسيط .. لم نكن نأكل زبالة متل ما كان يعتقدون .. كنا عائلة مثل اي عائلة نطبخ ونسهر ونضحك معا .
3 صبيان و 2 بنات وانا أكبرهم ..لم ينتبهوا لتفوقي في المدرسة فقط لأني "بنت الزبال" ، القليل منهم من كان يكلمني والأغلبية كانوا يخجلون من الجلوس معي .
ولما سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري جاوبتها طالبة "حلمها تلم الزبالة" وضحكوا كلهم علي ولكني بكيت بحرقة.
ضمتني معلمتي لصدرها وهمست بأذني لا تزعلي ولا تخجلي من عمل والدك .. فوالدي كان يعمل حارس عمارة ويشطف الدرج و يلم الثياب القديمة ونلبسها ونفرح فيها كمان ... كوني قوية !
نعم سوف أكون قوية ..هكذا قررت .. لن أضعف ولن أدع أحد يضحك علي ! علمت اخوتي أن يكونو أقوى مني.. علمتهم انه يجب أن لا نضعف ولا نسمح للزمن أن يكسرنا.
مرت سنين طويلة ونجحت بالبكالوريا وتفوقت ودخلت كلية الطب.. تغير الوضع وأصبح الجميع ينادون : جاءت الدكتورة وذهبت الدكتورة .
شعرت أني أطير .. فرحت بنفسي وكأني كسرت كل شي كان قاهرني .. جميع من ضحك علي أحتاجني والله اني لم أقصر بحق أحداً منهم.
والان اخواني الشباب اثنين منهم مهندسين والثالث يدرس طب أسنان واختي بكلية الصيدلة ... تزوجت و أصبحت أم لولدين .. وكبروا اخواني وتزوجوا .. ولكن مستحيل أن ننسى انه بيوم من الأيام كان اسمنا "ولاد الزبال" .
كانت هذه الكلمة تذبح والدي أكثر منا ولكننا لم ننسى فضله علينا وبعمرنا ما خجلنا من عمله . المهم ربانا عاللقمة الحلال .
علموا أولادكم أن يحترموا الغير علموا اولادكم الحب والاحترام وعدم التفرقه بين الغفير والوزير .
* أستاذة طب الأعصاب في جامعة حلب الدكتورة رولا الأبيض
الخميس أكتوبر 03, 2024 1:51 am من طرف جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الأربعاء أكتوبر 02, 2024 9:31 pm من طرف جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الأربعاء أكتوبر 02, 2024 9:30 pm من طرف جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الجمعة يونيو 14, 2024 7:35 pm من طرف جعفر الخابوري
» جمعية ابو الصنقيع الثقافيه الدوليه رئيس الجمعيه جعفر الخابوري
الثلاثاء يونيو 11, 2024 7:24 pm من طرف جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الثلاثاء يونيو 11, 2024 7:19 pm من طرف جعفر الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
الإثنين يونيو 03, 2024 12:01 pm من طرف جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الأحد مايو 19, 2024 9:53 am من طرف جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الأحد مايو 19, 2024 8:59 am من طرف جعفر الخابوري