مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

رئيس التحرير جعفر الخابوري

المواضيع الأخيرة

التبادل الاعلاني


    قضيّة مدرّس القرآن الآثم!

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    قضيّة مدرّس القرآن الآثم! Empty قضيّة مدرّس القرآن الآثم!

    مُساهمة  جعفر الخابوري الجمعة مايو 22, 2015 11:39 am

    قضيّة مدرّس القرآن الآثم!

    • [ltr]قضيّة مدرّس القرآن الآثم! W189_1357368977[/ltr]

    • [ltr]مريم الشروقي ... .[/ltr]

    • [ltr]maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com[/ltr]


    تصغير الخطتكبير الخط
     
    استغل وافد آسيوي من الجنسية البنغالية يبلغ من العمر 40 عاماً، (مدرس تحفيظ وتجويد القرآن الكريم)، الثقة التي منحتها إياه إحدى العوائل لتدريس ابنيها لحفظ القرآن الكريم، إلا أنه لم يتّعظ حتى من آيات الله المحكمات، واعتدى على عرض طفلة لم تكمل الرابعة عشرة. وكان المتهم منذ 6 أعوام يقوم بتدريس ولد وبنت إحدى الأسر، بعدما اتفق معه رب الأسرة (رجل أعمال)، وبتاريخ 31 مارس/ آذار 2015، أبلغ الابن والده أن المتهم قام بالتقاط صورة شخصية له، بالإضافة إلى تصويره فيديو من الخلف، فقام بأخذ هاتفه ليمسح الصورة والفيديو، إلا أنه تفاجأ بوجود فيديو يخص شقيقته كانت تظهر فيه عاريةً من الملابس، وعند حضور المتهم في اليوم التالي كالعادة لتحفيظهما القرآن قام الوالد بتفحص هاتفه بنفسه، وتأكد فعلاً من وجود الفيديو.
    كم قصّة من هذا النوع كتبنا عنها؟ وكم مرّةً طلبنا مناقشة عقاب المتحرّش بالأطفال؟ من يُرجع لهذين الطفلين وغيرهما حقّهما؟ وكيف نتعامل مع المتحرّشين بالأطفال؟ هل نفضحهم ونزّجهم في السجن مدى الحياة كما تقوم بعض الدول؟ وإذا كنّا ننوي معالجتهم، فهل هناك علاج فعلي وسحري لذلك؟ فقد أجمع علماء النفس والاجتماع على أنّ المتحرّشين بالأطفال هم مدمنون على أصعب أنوا ع الإدمان، الذي لم يجد له العلم علاجاً بعد.
    من هو المتحرّش بالطفل؟ خيّاط أم بنّاء أم قاضٍ أم مهندس أم طبيب أم شيخ يحفّظ القرآن ويتعبّد في المسجد! ليس هناك صفة معيّنة أو مركز معيّن نستطيع عن طريقهما كشف المتحرّش بالأطفال، ولكن نعلم بأنّ هناك عوامل أدّت إلى عشق الكبير أيّاً كان مركزه أو شكله أو أصله بالطفل الصغير، وأوّل هذه العوامل كما أكّدها الباحثون، تعرّض المعتدي لأنواع من الإساءات في طفولته، إضافة إلى الاعتداء الجنسي عليه. كما أن هناك عوامل مستفزّة للمعتدي، ترجع إلى الأحداث والسلوك الذي يمكن أن يعيدا إحياء صدمة سابقة لديه؛ وكذلك عوامل إجرامية ترجع إلى مظاهر الإجرام الجنسي التي تكون لها دلالة، وهذه العوامل الثلاث لا تعمل بمعزل عن بعضها، بل هي جزءٌ لا يتجزّأ من بعضها البعض، وهي ليست السبب الوحيد في الاعتداء والتحرّش على الأطفال، فهناك أسباب اجتماعية كعدم تربية الطفل وإكسابه الصفات الاجتماعية السويّة، وتخويفه وإرعابه من الجنس الطبيعي، وعدم التحدّث معه وتثقيفه.
    لا نستطيع إعطاء الجلاد سبباً واحداً، ولكنّنا نستطيع أن نساعد المعنيين باتخاذ قراراهم تجاه هؤلاء، فإن وصفنا لهم بالوحوش لا يكفي، وإن وصفناهم بالمرضى فإننا نقلّل من وقع المصيبة، وإن وصفناهم بالمدمنين فإننا ننتظر العلاج غير الموجود أبداً. إذاً ماذا نريد؟ نريد التأكّد من عدم قيام هذا المريض النفسي (السيكوبات) بالتعرّض لطفل آخر في المستقبل!
    انتهت قصّة البنغالي وقد يذهب إلى السجن سنوات عدّة ويتم ترحيله إلى وطنه، حتى يبحث عن صيد آخر يتلذّذ به، وتبقى المعاناة محفورة في قلب الضحايا وأسرهم، فالصدمة والآثار المترتّبة بعد الاعتداءات الجنسية، والمواقف المتّخذة بعد ذلك تتغير وأنّى لها الرجوع.
    أحد الأطفال الذين تمّ الاعتداء عليه توقّف عن الذهاب إلى المسجد، وعندما سأله والده عن السبب قال: كل يوم أدعو الله أن يحفظني، وأنتَ تدعو كذلك يا أبي، والله لم يحفظني، فلماذا أُصلّي؟
    كلام جارح ومؤلم من طفل هرم عقله وشاخ، وأصبح يشكّك في الخالق عزّ وجل الذي لا شكّ فيه، لا لشيء إلاّ بسبب هذا الشخص المريض وأمثاله، فكيف نستطيع إجابة هذا الطفل وإقناعه، وكيف لنا بمساعدته لمسح ما وقع عليه، وكيف لنا حفظ الأبناء من هؤلاء إلاّ بالقانون الرّادع الصارم؟ وجمعة مباركة.
    اضغط لقراءة المزيد من مقالات: مريم الشروقي
    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4640 - الجمعة 22 مايو 2015م الموافق 04 شعبان 1436هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:59 am