مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

رئيس التحرير جعفر الخابوري

المواضيع الأخيرة

التبادل الاعلاني


    «البخل» والسياسة ولّدا مدارس آيلة للسقوط

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    «البخل» والسياسة ولّدا مدارس آيلة للسقوط Empty «البخل» والسياسة ولّدا مدارس آيلة للسقوط

    مُساهمة  جعفر الخابوري الأربعاء أكتوبر 29, 2014 12:54 pm

    «البخل» والسياسة ولّدا مدارس آيلة للسقوط

    • [ltr]«البخل» والسياسة ولّدا مدارس آيلة للسقوط 55[/ltr]

    • [ltr]هاني الفردان ... كاتب بحريني[/ltr]

    • [ltr]hani.alfardan [at] alwasatnews.com[/ltr]


    تصغير الخطتكبير الخط
     
    الحديث عن أوضاع مدارس البحرين، وخصوصاً في مناطق معينة والقرى، حديث ذو شجون، تجدد آلامه أحداث لا تتوقف، ومسلسلات من «الفضائح» المدوية، كفضيحة غرق مدارس بسبب سقوط الأمطار، أو استمرار وجود صفوف خشبية رغم دخولنا القرن الحادي والعشرين، بينما الوزارة تتكلم عن مشاريع «مدارس المستقبل»!
    تأتي حادثة «انهيار أجزاء من سقف مبنى بمدرسة الدراز الإعدادية للبنين، لتكشف عمق فشل مسئولي وزارة التربية في تنفيذ مشاريع صيانة دورية لتلك المدارس البالية، إذا ما عرفنا أن مدرسة الدراز موضع الحديث على حالها منذ بنائها في العام 1977، كما يوجد بعض أعضاء مجلس أولياء أمور الطلبة في المدرسة.
    وكالعادة، سارعت وزارة التربية والتعليم إلى تكذيب أي خبر عن «انهيار مبنى في المدرسة»، وأصدرت بياناً وصفت ذلك الحديث بـ «أكاذيب ملفقة لا أساس لها من الصحة»، مؤكّدةً أنها بالتعاون مع وزارة الأشغال، تقومان بشكل مستمر بتفقد المنشآت المدرسية ضمن جدول زمني محدد.
    هذا الحديث الغريب من قبل الوزارة سبقه بيان رسمي من وزارة الأشغال أيضاً، يبدو أن مسئولي وزارة التربية والتعليم لم يطلعوا عليه فسارعوا لتكذيب الخبر! إلا أن وزارة الأشغال اعترفت بوجود المشكلة، وأكّدت في بيانها الصادر يوم الاثنين (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) سقوط بعض القطع الأسمنتية من سقف مبنيين في مدرسة الدراز، اللذين يعانيان من التصدعات والشروخ في الأعمدة خلال العطلة الأسبوعية!
    وزارة التربية تكذّب وزارة الأشغال، التي أوضحت في بيانها حول سقوط أجزاء من مبنيين دراسيين في مدرسة الدراز الإعدادية للبنين خلال العطلة الأسبوعية، بأنها كُلفت من قبل وزارة التربية والتعليم، حيث طلبت منها تقييم الحالة الإنشائية للمدرسة المذكورة وتقديم الاستشارة الفنية لها.
    وبينت وزارة الأشغال بأنه على ضوء طلب التقييم من قبل وزارة التربية، فقد قام فريق هندسي من إدارة هندسة المواد بقطاع الخدمات الفنية بوزارة الأشغال، بمعاينة المدرسة، وأفاد الفريق في التقرير الفني عن الحالة الإنشائية للمباني - ومنها المبنيان رقم (5،7) -والذي أرسل إلى مدير إدارة الخدمات بوزارة التربية بتاريخ 23 أكتوبر 2014، بأن «عدداً» من «مباني المدرسة» غير آمنة للاستخدام في حال عدم صيانتها أو إعادة تأهيلها «بصفة عاجلة».
    وعليه، قامت وزارة الأشغال باتخاذ الإجراءات الاحترازية، حيث تم تسوير المباني الأكثر تضرراً، كما تم أيضاً وضع دعائم مؤقتة للأجزاء المتضررة من المباني وإزالة القطع الاسمنتية الآيلة للسقوط.
    ونظراً لحالة المبنيين اللذين يعانيان من التصدعات والشروخ في الأعمدة والأسقف، أدى ذلك إلى سقوط بعض القطع الأسمنتية منهما خلال العطلة الأسبوعية. وعليه قامت وزارة التربية والتعليم باتخاذ الإجراءات اللازمة وتوفير البدائل وتوزيع الطلبة على فصول أخرى، بما لا يؤثر على السير الطبيعي للدراسة ويسهل أعمال الصيانة الوقائية.
    مع ذلك التوصيف الدقيق لوزارة الأشغال لحالة انهيار وسقوط أجزاء من مبنيين في مدرسة الدراز، تتحدث وزارة التربية والتعليم عن «أكاذيب ملفقة»، في موقف رسمي «مخجل» وغير قادر على تحمل المسئولية وتبعاتها، والاعتراف بالأخطاء بشجاعة، بدل اللف والدوران، ومن ثم البدء في معالجتها ومحاسبة المسئولين المقصّرين عنها، وفي ظل حديث الوزارة الدائم والمجترّ، قبل أي موسم دراسي، عن صيانة شاملة للمدارس!
    سقوط الأجزاء كان في الإجازة الأسبوعية وفي ظل غياب الطلبة، ولكن ماذا لولا قدر الله، حدث ذلك السقوط في فترة الدوام الرسمي وتواجد الطلبة؟
    مدارس البحرين تعاني من حالة عدم اهتمام وقصور، فمن يرتبط بمدارس قرى البحرين سيجد هذا التقصير الكبير، وعدم الاهتمام والاكتراث، ونحن لسنا ببعيدين عن مشهد قريب من ذلك، عندما تساقطت الأمطار العام الماضي وعلّقت الدراسة في بعض المدارس، وتبرّعت وزارة التربية والتعليم بـ «طوب» لصفّه أمام تلك المدارس وفتح طرق للطلبة للوصول إلى صفوفهم، في مشهدٍ يعد أيضاً «فضيحة» لبلدٍ يعد من البلدان الخليجية النفطية، علاوة على ذلك منعت الوزارة إدارات ومنتسبي المدارس من الحديث عن ذلك.
    مع ذلك قد يعتقد البعض أن السبب الرئيسي وراء سوء أوضاع المدارس في بعض مناطق وقرى البحرين، يعود لأسباب مالية، وضعف الموازنات والمخصصات، إلا أن ذلك ليس حقيقياً إذا ما عرفنا أن وزارة التربية والتعليم في العام 2013 لم تصرف من الموازنة المخصّصة لها سوى 60 في المئة، وأعادت إلى خزينة الدولة 40 في المئة، مع وجود تلك الأوضاع المتردية لمدارس في عدة مناطق، وكذلك وجود أكثر من 300 فصل خشبي! وذلك بحسب ما أكده النائب خالد المالود في 24 يونيو/ حزيران 2014.
    نعتقد أن الأسباب كثيرة وراء عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بالمدارس في مناطق معينة، قد يكون من بين تلك الأسباب أمور سياسية، فليس منطقياً بقاء مدارس على حالها منذ عشرات السنين دون اهتمام أو حتى صيانة حقيقية، تمنع وقوع كوارث بشرية لا قدر الله، في ظلّ وجود موازنات مالية مقرّة أصلاً للوزارة ترفض استخدامها، وتصر على إرجاعها إلى خزينة الدولة!
    هاني الفردان
    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4435 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 06 محرم 1436هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:13 pm