مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

رئيس التحرير جعفر الخابوري

المواضيع الأخيرة

التبادل الاعلاني


    بحار الا نوار 1

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:06 pm

    باب 23 : من ادّعى الرؤية في الغيبة الكبرى وانه يشهد ويرى الناس ولايرونه وسائر أحواله عليه السلام في الغيبة

    1 - ج : خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمري : ياعلي بن محمد السمري اسمع ! أعظم الله أجر إخوانك فيك : فانك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولاتوص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الامد ، وقسوة القلوب ، وامتلاء الارض جورا ، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألافمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    ك : الحسن بن أحمد المكتب مثله ( 1 ) .
    بيان : لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الاخبار من جانبه عليه السلام إلى الشيعة ، على مثال السفراء لئلا ينافي الاخبار التي مضت وستأتي فيمن رآه عليه السلام والله يعلم .
    2 - ك : أبي وابن الوليد ، وابن المتوكل ، وما جيلويه ، والعطار جميعا عن محمد العطار ، عن الفزاري ، عن إسحاق بن محمد ، عن يحيى بن المثنى ، عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : يفقد الناس إمامهم فيشهدهم الموسم فيراهم ولايرونه .
    ك : أبي عن سعد ، عن الفزاري مثله ( 2 ) .
    ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن الحسن بن محمد الصيرفي ، عن يحيى بن

    ___________________________________________________________
    ص 151 ) ( 1 ) المصدر ج 2 ص 193 .
    ( 2 ) المصدر ج 2 ص 16 و 21 .
    *

    [152]


    المثنى مثله .
    غط : جماعة ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن علي ، عن الاسدي ، عن سعد عن الفزاري مثله .
    نى : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن الحسن بن محمد الصيرفي عن يحيى بن المثنى مثله .
    نى : الكليني ، عن محمد العطار ( عن جعفر بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ) ( 1 ) مثله .
    نى : الكليني ، عن الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن القاسم بن إسماعيل عن يحيى بن المثنى مثله .
    3 ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفربن أحمد عن ابن فضال ، عن الرضا عليه السلام قال : إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وإنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا ترى شخصه وإنه ليحضر حيث ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ، وإنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين وسيؤنس الله به وحشة قائمنا عليه السلام في غيبته ويصل به وحدته ( 2 ) .
    4 ك : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن محمد بن عثمان العمري قال : سمعته يقول : والله إن صاحب هذا الامر يحضر الموسم كل سنة ، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه ( 3 ) .

    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 152 سطر 19 الى ص 160 سطر 18 5 - غط : أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان ، عن ( هامش ص 152 ) ( 1 ) ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع أعنى النسخة المشهورة بكمبانى ، راجع غيبة النعمانى ص 91 و 92 ، الكافى ج 1 ص 337 و 339 .
    ( 2 ) تراه في المصدر ج 2 ص 61 .
    باب ماروى من حديث الخضر عليه السلام .
    ( 3 ) راجع المصدر ج 2 ص 114 والضمير في " قال " يرجع إلى الحميرى ، وفي " سمعته " يرجع إلى العمرى .
    *

    [153]


    عبدالله بن جبلة ، عن عبدالله بن المستنير ، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : إن لصاحب هذا الامر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ، ويقول بعضهم قتل ، ويقول بعضهم ذهب ، حتى لايبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير ، لايطلع على موضعه أحد من ولده ، ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره .
    نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمدبن محمد ، عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، وحدثنا القاسم بن محمد ابن الحسين بن حازم ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة ، عن ابن المستنير ، عن المفضل عنه عليه السلام مثله .
    6 - غط : بهذا الاسناد ( 1 ) ، عن الفضل ، عن ابن أبي نجران ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لابد لصاحب هذا الامر من عزلة ولابد في عزلته من قوة ، وما بثلاثين من وحشة ، ونعم المنزل طيبة ( 2 ) .
    7 - غط : ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن عبدالله بن حمدويه بن البراء ، عن ثابت ، عن إسماعيل ، عن عبدالاعلى مولى آل سام قال : خرجت مع أبي عبدالله عليه السلام فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلا عليها ، فقال : لي : ترى هذا الجبل ؟ هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا ، أما إن فيه كل شجرة مطعم ، ونعم أمان للخائف مرتين أما إن لصاحب هذا الامر فيه غيبتين واحدة قصيرة والاخرى طويلة ( 3 ) .


    ___________________________________________________________
    ص 153 ) ( 1 ) يعنى : أحمدبن ادريس ، عن على بن محمد ، عن الفضل بن شاذان وكان الانسب أن يصرح بذلك .
    راجع المصدر ص 111 .
    ( 2 ) العزلة - بالضم اسم للاعتزال ، والطيبة اسم المدينة الطيبة فيدل على كونه عليه السلام غالبا فيها وفى حواليها ، وعلى أن معه ثلاثين من مواليه وخواصه ، ان مات أحدهم قام آخر مقامه .
    منه رحمه الله .
    ورواه الكافى في ج 1 ص 340 ولفظه : لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ، ولابد له في غيبته من عزلة الخ .
    وسيجى تحت الرقم 20 .
    ( 3 ) تراه في المصدر ص 112 .
    والذى بعده في ص 112 .
    *

    [154]






    8 - غط : الفضل بن شاذان ، عن عبدالله بن جبلة ، عن سلمة بن جناح الجعفي ، عن حازم بن حبيب قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ياحازم إن لصاحب هذا الامر غيبتين يظهر في الثانية إن جاءك من يقول : إنه نقض يده من تراب قبره فلا تصدقه .
    9 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى العلوي ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي نجران ، عن فضالة ، عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول : إن في صاحب هذا الامر لشبه من يوسف فقلت : لكأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة ؟ ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير من ذلك ؟ إن إخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء أسباطا أولاد أنبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتاجروه ورادوه ( 1 ) وكانوا إخوته وهو أخوهم ، لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه ، وقال لهم : أنا يوسف فعرفوه حينئذ فماينكر هذه الامة المتحيرة أن يكون الله عزوجل يريد في وقت ( من الاوقات ) أن يستر حجته عنهم ، لقد كان يوسف إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد أن يعلمه مكانه لقدر على ذلك ( والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر ) ( 2 ) .
    فما تنكر هذه الامة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون صاحب المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الامر يتردد بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ فرشهم ، ولايعرفونه حتى يأذن الله له أن يعرفهم نفسه ، كما أذن ليوسف حتى قال له إخوته : إنك لانت يوسف قال : أنا يوسف .
    نى : الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن أبي نجران مثله .


    ___________________________________________________________
    ص 154 ) ( 1 ) في المصدر ص 84 : راودوه .
    ( 2 ) ما بين العلامتين موجود في نسخة الكافى ج 1 ص 337 وفي نسخة النعمانى للغيبة مع رمزخ صح في الهامش .
    *

    [155]


    دلائل الامامة للطبري : عن علي بن هبة الله ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن فضالة مثله .
    10 - نى : ابن عقدة عن علي بن الحسن التيملي ، عن عمرو بن عثمان ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : للقائم غيبتنا إحداهما طويلة والاخرى قصيرة ، فالاولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعة ، والاخرى لايعلم بمكانه فيها ( إلا ) خاصة مواليه في دينه .
    11 - نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب عن إسحاق قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاخرى طويلة ( الغيبة ) الاولى لايعلم بمكانه ( فيها إلا خاصة شيعته ، والاخرى لايعلم بمكانه فيها ) إلا خاصة مواليه في دينه ( 1 ) .
    12 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن ابن أبي نجران ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن إبرهيم بن عمر الكناسي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن لصاحب هذا الامر غيبتين ، وسمعته يقول : لايقوم ( القائم ) و ( لاحد ) في عنقه بيعة .
    13 - نى : ( ابن عقدة ، عن ) ( 2 ) القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم ، من كتابه عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة ، عن سلمة بن جناح ، عن حازم بن حبيب ( 3 ) قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له : أصلحك الله إن أبواي هلكا ولم يحجا وإن الله قد رزق وأحسن فما ترى في الحج عنهما ؟ فقال : افعل فانه يبرد لهما .
    ( 1 ) تراه في الكافى ج 1 ص 240 وغيبة النعمانى ص 89 وهكذا ما يليها .
    وما جعلناه بين العلامتين ساقط عن الاصل المطبوع فراجع .
    ( 2 ) صدر السند ساقط من الاصل المطبوع ، وعبيس بن هشام هو عباس بن هشام أبوالفضل الناشرى الاسدى ثقة جليل القدر كثير الرواية .
    كره اسمه فقيل عبيس .
    ( 3 ) كذا في المصدر ص 89 وفي الاصل المطبوع ص 143 " خارجة بن حبيب " وهو سهو لما يأتى في السند الاتى .
    *

    [156]


    ثم قال لي : يا حازم إن لصاحب هذا الامر غيبتين يظهر في الثانية فمن جاءك يقول : إنه نقض يده من تراب قبره فلا تصدقه .
    14 - نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن رباح الزهري ( 1 ) عن أحمد بن علي الحميري عن الحسن بن أيوب ، عن عبدالكريم بن عمرو عن أبي حنيفة السائق ، عن حازم بن حبيب قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن أبي هلك وهو رجل أعجمي وقد أردت أن أحج عنه وأتصدق فما ترى في ذلك ؟ فقال : افعل فانه يصل إليه ، ثم قال لي : ياحازم إن لصاحب هذا الامر غيبتين وذكر الحديث الذي قبله سواء .
    15 - نى : بهذا الاسناد ( 2 ) عن عبدالكريم ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه سمعه يقول : إن للقائم غيبتين يقال في إحداهما هلك ، ولا يدرى في أي وادسلك .
    16 - نى : بهذا الاسناد ( 3 ) عن عبدالكريم ، عن أبي بكر ويحيى بن المثنى عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن للقائم غيبتين يرجع في إحداهما والاخرى لايدرى أين هو ؟ يشهد المواسم ، يرى الناس ولا يرونه .
    بيان : لعل المراد برجوعه رجوعه إلى خواص مواليه وسفرائه أو وصول خبره إلى الخلق .
    17 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس وسعدان بن إسحاق بن سعيد ، وأحمد بن الحسن بن عبدالملك ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم الخارفي ( 4 ) ، عن

    ___________________________________________________________
    ص 156 ) ( 1 ) أى مولاهم وفى الاصل المطبوع الزبيرى وهو سهو ، والرجل هو أحمد بن محمد ابن على بن عمر بن رباح القلاء السواق ، كان مولى آل سعدبن أبى وقاص الزهرى ، واقفى .
    ( 2 ) و ( 3 ) السند مصرح به في المصدر والمصنف حيث ذكر هذه الروايات متتالية اختصر الاسناد .
    راجع ص 90 و 92 .
    ( 4 ) هو ابراهيم بن زياد الخارفى الكوفى وفي المصدر ص 90 الحازمى وفي الاصل المطبوع الخارجى وكلاهما تصحيف .
    *

    [157]


    أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : كان أبوجعفر عليه السلام يقول : لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الاخرى ؟ فقال : نعم ، ولايكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة ، ويظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل يلجؤن فيه إلى حرم الله وحرم رسوله .
    18 - نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن المفصل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن لصاحب هذا الامر غيبتين في إحداهما يرجع فيها إلى أهله ، والاخرى يقال : في أي واد سلك ، قلت : كيف نصنع إذا كان ذلك ؟ قال : إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله .
    19 - نى ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد ، عن عبيس بن هشام ، عن عبدالله ابن جبلة ، عن أحمد بن نضر ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن لصاحب هذا الامر غيبة يقول فيها " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين " .
    20 - نى : الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء عن ( علي ) أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة .
    نى : الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم مثله ( 1 ) .


    ___________________________________________________________
    ص 157 ) ( 1 ) الموجود في المصدر هكذا : أخبرنا محمد بن يعقوب ، عن عدة من رجاله ، عن أحمد بن محمد ، عن على بن الحكم ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان بلغكم عن صاحبكم غيبة فلاتنكروها .
    ( ثم قال ) : حدثنا محمد بن يعقوب قال : حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبى عمير عن أبى أيوب الخزاز ، عن محمدبن مسلم مثله .
    *

    [158]


    ( بيان : في الكافي في السند الاول عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ( 1 ) والعزلة بالضم اسم الاعتزال ، والطيبة اسم المدينة الطيبة ، فيدل على كونه عليه السلام غالبا فيها وفي حواليها وعلى أن معه ثلاثين من مواليه خواصه إن مات أحدهم قام آخر مقامه ) .
    21 - نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحد بن محمد بن رباح ، عن محمد بن العباس ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن لصاحب الامر بيتا يقال له : بيت الحمد فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف لايطفى .
    غط : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن عطاء ، عن سلام بن أبي عميرة ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .


    ___________________________________________________________
    ص 158 ) فالظاهر أن نسخة المصنف - رضوان الله عليه - من غيبة النعمانى كانت ناقصة هناك أو سقط من قلم الكتاب فخلط بين الحديثين .
    وانما لم نجعل ما سقط في الصلب ، لان الحديث لايناسب هذا الباب .
    راجع غيبة النعمانى ص 99 ، الكافى ج 1 ص 338 و 340 .
    ( 1 ) رأيناه مصرحا باسمه في المصدر ص 99 كما في الكافى ج 1 ص 340 فجعلناه بين العلامتين .
    *

    [159]


    باب 24 : في ذكر من رآه عليه السلام في الغيبة الكبرى قريبا من زماننا

    أقول : وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الابيض أحببت ايرادها لاشتمالها على ذكر من رآه ، ولما فيه من الغرائب .
    وإنما أفردت لها باب لاني لم أظفربه في الاصول المعتبرة ولنذكرها بعينها كما وجدتها : ( 1 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لمعرفته ، والشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيد بريته ، محمد الذي اصطفاه من بين خليقته ، وخصنا بمحبة علي والائمة المعصومين من ذريته ، صلى الله عليهم أجمعين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .
    وبعد : فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام ، وسيد الوصيين ، وحجة رب العالمين ، وإمام المتقين ، علي بن أبي طالب عليه السلام بخط الشيخ الفاضل والعالم العامل ، الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الكوفي قدس الله روحه ما هذا صورته : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم .
    وبعد : فيقول الفقير إلى عفو الله سبحانه وتعالى الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الامامي الكوفي عفى الله عنه : قد كنت سمعت من الشيخين الفاضلين العالمين الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلي والشيخ جلال الدين عبدالله بن الحرام الحلي قدس الله روحيهما ونور ضريحيهما في مشهد سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء مولانا وإمامنا أبي عبدالله الحسين عليه السلام في النصف من شهر شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة من

    ___________________________________________________________
    ص 159 ) ( 1 ) هذه قصة مصنوعة تخيلية ، قد سردها كاتبها على رسم القصاصين ، وهذا الرسم معهود في هذا الزمان أيضا يسمونه " رمانتيك " وله تأثير عظيم في نفوس القارئين لانجذاب النفوس اليه .
    فلابأس به ، اذا عرف الناس أنها قصة تخيلية .
    *

    [160]


    الهجرة النبوية على مشرفها محمد وآله أفضل الصلاة وأتم التحية ، حكاية ماسمعاه من الشيخ الصالح التقي الفاضل الورع الزكي زين الدين علي بن فاضل المازندراني ، المجاور بالغري - على مشرفيه السلام - حيث اجتمعابه في مشهد الامامين الزكيين الطاهرين المعصومين السعيدين عليهما السلام بسر من رأى وحكى لهما حكاية ماشاهده ورآه في البحر الابيض ، والجزيرة الخضراء من العجائب فمر بي باعث الشوق إلى رؤياه ، وسألت تيسير لقياه ، والاستماع لهذا الخبر من لقلقة فيه باسقاط رواته ، وعزمت على الانتقال إلى سر من رأى للاجتماع به .
    فاتق أن الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني انحدرمن سر من رأى إلى الحلة في أوائل شهر شوال من السنة المذكورة ليمضي على جاري عادته ويقيم في المشهد الغروي على مشرفيه السلام .
    فلما سمعت بدخوله إلى الحلة وكنت يومئذ بها قد أنتظر قدومه فاذا أنابه وقد أقبل راكبا يريد دار السيد الحسيب ، ذي النسب الرفيع ، والحسب المنيع السيد فخر الدين الحسن بن علي الموسوي المازندراني نزيل الحلة أطال الله بقاه ولم أكن إذ ذاك الوقت أعرف الشيخ الصالح المذكور لكن خلج في خاطري أنه هو .
    فلما غاب عن عيني تبعته إلى دار السيد المذكور فلما وصلت إلى باب الدار رأيت السيد فخر الدن واقفا على باب داره مستبشرا فلما رآني مقبلا ضحك في وجهي وعرفني بحضوره فاستطار قلبي فرحا وسرورا ولم أمرك نفسى على الصبر
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 160 سطر 19 الى ص 168 سطر 18 على الدخول إليه في غيره الوقت .
    فدخلت الدار مع السيد فخر الدين فسلمت عليه ، وقبلت يديه ، فسأل السيد عن حالى ، فقال له : هو الشيخ فضل بن الشيخ يحيى الطيبي صديقكم فنهض واقفا وأقعدني في مجلسه ورحب بي وأحفى السؤال عن حال أبي وأخي الشيخ صلاح الدين لانه كان عارفا بهما سابقا ولم أكن في تلك الاوقات حاضرا بل كنت في بلدة واسط ، أشتغل في طلب العلم عند الشيخ العالم العامل الشيخ أبي إسحاق
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:06 pm

    إبراهيم بن محمد الواسطي الامامي تغمده الله برحمته ، وحشره في زمرة أئمته عليهم السلام .
    فتحادثت مع الشيخ الصالح المذكور متع الله المؤمنين بطول بقائه فرأيت في كلامه أمارات تدل على الفضل في أغلب العلوم من الفقه والحديث ، والعربية بأقسامها ، وطلبت منه شرح ما حدث به الرجلان الفاضلان العالمان العاملان الشيخ شمس الدين والشيخ جلال الدين الحليان المذكوران سابقا عفى الله عنهما فقص لي القصة من أولها إلى آخرها بحضور السيد الجليل السيد فخر الدين نزيل الحلة صاحب الدار ، وحضور جماعة من علماء الحلة والاطراف ، قد كانوا أتوا لزيارة الشيخ المذكور وفقه الله ، وكان ذلك في اليوم الحادي عشر من شهر شوال سنة تسع وتسعين وستمائة وهذه صورة ما سمعته من لفظه أطال الله بقاءه و ربما وقع في الالفاظ التي نقلتها من لفظة تغيير ، لكن المعاني واحدة قال حفظه الله تعالى : قد كنت مقيما في دمشق الشام ، منذ سنين ، مشتغلا بطلب العلم ، عند الشيخ الفاضل الشيخ عبدالرحيم الحنفي وفقه الله لنور الهداية في علمي الاصول و العربية ، وعند الشيخ زين الدين علي المغربي الاندلسي المالكي في علم القراءة لانه كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع وكان له معرفة في أغلب العلوم من الصرف ، والنحو ، والمنطق ، والمعاني ، والبيان ، والاصولين ( 1 ) و كان لين الطبع لم يكن عنده معاندة في البحث ولا في المذهب لحسن ذاته .
    فكان إذا جرى ذكر الشيعة يقول : قال علماء الامامية .
    بخلاف من المدرسين فانهم كانوا يقولون عند ذكر الشيعة : قال علماء الرافضة ، فاختصصت به وتركت التردد إلى غيره ، فأقمنا على ذلك برهة من الزمان أقرأ عليه في العلوم المذكورة .
    فاتفق أنه عزم على السفر من دمشق الشام ، يريد الديار المصرية ، فلكثرة

    ___________________________________________________________
    ص 161 ) ( 1 ) كانه يريد اصول الفقه واصول الدين ، واماما في الاصل المطبوع : الاصوليين .
    فهو تصحيف .
    *

    [162]


    المحبة التي كانت بيننا عز علي مفارقته ، وهو أيضا كذلك فآل ( 1 ) الامر إلى أنه هداه الله صمم العزم على صحبتي له إلى مصر ، وكان عنده جماعة من الغرباء مثلي ، يقرؤون عليه فصحبه أكثرهم .
    فسرنا في صحبته إلى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالفاخرة ، وهي أكبر من مدائن مصر كلها ، فأقام بالمسجد الازهر مدة يدرس ، فتسامع فضلاء مصر بقدومه ، فوردوا كلهم لزيارته وللانتفاع بعلومه ، فأقام في قاهرة مصر مدة تسعة أشهر ، ونحن معه على أحسن حال وإذا بقافلة قد وردت من الاندلس ومع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرفه فيه بمرض شديد قد عرض له وأنه يتمنى الاجتماع به قبل الممات ، ويحثه فيه على عدم التأخير .
    فرق الشيخ من كتاب أبيه وبكى ، وصمم العزم على المسير إلى جزيرة الاندلس ، فعزم بعض التلامذة على صحبته ، ومن الجملة أنا ، لانه هداه الله قد كان أحبني محبة شديدة وحسن لي المسير معه فسافرت إلى الاندلس في صحبته فحيث وصلنا إلى أول قرية من الجزيرة المذكورة ، عرضت لي حمى منعتني عن الحركة .
    فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رق لي وبكى ، و : قال يعز علي مفارقتك ، فأعطى خطيب تلك القرية التي وصلنا إليها عشرة دراهم ، وأمره أن يتعاهدني حتى يكون مني أحد الامرين ، وإن من الله بالعافية أتبعه إلى بلده هكذا عهد إلي بذلك وفقه الله بنور الهداية إلى طريق الحق المستقيم ، ثم مضى إلى بلد الاندلس ، ومسافة الطريق من ساحل البحر إلى بلده خمسة أيام .
    فبقيت في تلك القرية ثلاثة أيام لا أستطيع الحركة لشدة ما أصابني من الحمى ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمى ، وخرجت أدور في سكك تلك القرية فرأيت قفلا قد وصل من جبال قريبة من شاطئ البحر الغربي يجلبون الصوف و السمن والامتعة ، فسألت عن حالهم فقيل : إن هؤلاء يجيئون من جهة قريبة من

    ___________________________________________________________
    ص 162 ) ( 1 ) في المطبوعة : قال .
    وهو تصحيف .
    *

    [163]


    أرض البربر ، وهي قريبة من جزائر الرافضة .
    فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت إليهم ، وجذبني باعث الشوق إلى أرضهم فقيل لي : إن المسافة خمسة وعشرون يوما ، منها يومان بغير عمارة ولا ماء ، و بعد ذلك فالقرى متصلة ، فاكتريت معهم من رجل حمارا بمبلغ ثلاثة دراهم ، لقطع تلك المسافة التي لا عمارة فيها ، فلما قطعنا معهم تلك المسافة ، ووصلنا أرضهم العامرة ، تمشيت راجلا وتنقلت على اختياري من قرية إلى اخرى ( إلى ) أن وصلت إلى أول تلك الاماكن ، فقيل لي : إن جزيرة الروافض قد بقي بينك و بينها ثلاثة أيام ، فمضيت ولم أتأخر .
    فوصلت إلى جزيرة ذات أسوار أربعة ، ولها أبراج محكمات شاهقات ، وتلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطئ البحر ، فدخلت من باب كبيرة يقال لها : باب البربر ، فدرت في سككها أسأل عن مسجد البلد ، فهديت عليه ، ودخلت إليه فرأيته جامعا كبيرا معظما واقعا على البحر من الجانب الغربي من البلد ، فجلست في جانب المسجد لاستريح وإذا بالمؤذن يؤذن للظهر ونادى بحي على خير العمل ولما فرغ دعا بتعجيل الفرج للامام صاحب الزمان عليه السلام .
    فأخذتني العبرة بالبكاء ، فدخلت جماعة بعد جماعة إلى المسجد ، وشرعوا في الوضوء ، على عين ماء تحت الشجرة في الجانب الشرقي من المسجد ، وأنا أنظر إليهم فرحا مسرورا لما رأيته من وضوئهم المنقول عن أئمة الهدى عليهم السلام .
    فلما فرغوا من وضوئهم وإذا برجل قد برز من بينهم بهي الصورة ، عليه السكينة والوقار ، فتقدم إلى المحراب ، وأقام الصلاة ، فاعتدلت الصفوف وراءه وصلى بهم إماما وهم به مأمومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن أئمتنا عليهم السلام على الوجه المرضي فرضا ونفلا وكذا التعقيب والتسبيح ومن شدة ما لقيته من وعثاء السفر ، وتعبي في الطريق لم يمكني أن اصلي معهم الظهر .
    فلما فرغوا ورأوني أنكروا علي عدم اقتدائي بهم ، فتوجهوا نحوي بأجمعهم وسألوني عن حالي ومن أين أصلي وما مذهبي ؟ فشرحت لهم أحوالي وأني

    [164]






    عراقي الاصل ، وأما مذهبي فانني رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ( بالهدى ) ودين الحق ليظهره على الاديان كلها ولو كره المشركون .
    فقالوا لي : لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك في دار الدنيا لم لا تقول الشهادة الاخرى لتدخل الجنة بغير حساب ؟ فقلت لهم : وماتلك الشهادة الاخرى ؟ اهدوني إليها يرحمكم الله ، فقال لي إمامهم : الشهادة الثالثة هي أن تشهد أن أميرالمؤمنين ، ويعسوب المتقين ، وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب والائمة الاحد عشر من ولده أو صياء رسول الله ، وخلفاؤه من بعده بلا فاصلة ، قد أوجب الله عزو جل طاعتهم على عباده ، وجعلهم أولياء أمره ونهيه ، وحججا على خلقه في أرضه ، وأمانا لبريته ، لان الصادق الامين محمدا رسول رب العالمين صلى الله عليه واله أخبربهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عزوجل له عليه السلام في ليلة معراجه إلى السماوات السبع ، وقد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى ، وسماهم له واحدا بعد واحد ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
    فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك ، وحصل عندي أكمل السرور ، وذهب عني تعب الطريق من الفرح ، وعرفتهم أني على مذهبهم ، فتوجهوا إلي توجه إشفاق ، وعينوا لي مكانا في زوايا المسجد ، وما زالوا يتعاهدوني بالعزة والاكرام مدة إقامتي عندهم ، وصار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلا ولا نهارا .
    فسألته عن ميرة بلده ( 1 ) من أين تأتي إليهم فاني لا أرى لهم أرضا مزروعة ، فقال : تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الابيض ، من جزائر أولاد الامام صاحب الامر عليه السلام ، فقلت له : كم تأتيكم ميرتكم في السنة ؟ فقال : مرتين ، وقد أتت مرة وبقيت الاخرى فقلت : كم بقي حتى تأتيكم ؟ قال : أربعة أشهر .


    ___________________________________________________________
    ص 164 ) ( 1 ) الميرة : الطعام والارزاق .
    *

    [165]


    فتأثرت لطول المدة ، ومكثت عندهم مقدار أربعين يوما أدعو الله ليلا ونهارا بتعجيل مجيئها ، وأنا عندهم في غاية الاعزاز والاكرام ، ففي آخريوم من الاربعين ضاق صدري لطول المدة فخرجت إلى شاطئ البحر ، أنظر إلى جهة المغرب التي ذكروا أهل البلد أن ميرتهم تأتي إليهم من تلك الجهة .
    فرأيت شبحامن بعيد يتحرك ، فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد وقلت لهم : هل يكون في البحر طير أبيض ؟ فقالوا لي : لا ، فهل رأيت شيئا ؟ قلت : نعم فاستبشرواو قالوا : هذه المراكب التي تأتي إلينا في كل سنة من بلاد أولاد الامام عليه السلام .
    فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب ، وعلى قولهم إن مجيئها كان في غير الميعاد ، فقدم مركب كبير وتبعه آخر وآخر حتى كملت سبعا ، فصعد ( 1 ) من المركب الكبير شيخ مربوع القامة ، بهي المنظر ، حسن الزي ، ودخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن أئمة الهدى عليهم السلام ، وصلى الظهرين ، فلما فرغ من صلاته التفت نحوي مسلما علي فرددت عليه السلام فقال : ما اسمك وأظن أن اسمك علي ؟ قلت : صدقت فحادثني بالسر محادثة من يعرفني فقال : ما اسم أبيك ؟ ويوشك أن يكون فاضلا ، قلت : نعم ، ولم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق .
    فقلت : أيها الشيخ ! ما أعرفك بي وبأبي ؟ هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام إلى مصر ؟ فقال : لا ، قلت : ولا من مصر إلى الاندلس ؟ قال : لا - ومولاي صاحب العصر ، قلت له : فمن أين تعرفني باسمي واسم أبي ؟ .
    قال : اعلم أنه قد تقدم إلي وصفك ، وأصلك ، ومعرفة اسمك وشخصك و هيئتك واسم أبيك ، وأنا أصحبك معي إلى الجزيرة الخضراء .
    فسررت بذلك حيث قد ذكرت ولي عندهم اسم ، وكان من عدته أنه لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام فأقام اسبوعا وأوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم ، فلما

    ___________________________________________________________
    ص 165 ) ( 1 ) أى صعد على الساحل .
    *

    [166]


    أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم ، عزم على السفر ، وحملني معه ، وسرنا في البحر .
    فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماء أبيض فجعلت اطيل النظر إليه ، فقال لي الشيخ واسمه محمد : ما لي أراك تطيل النظر إلى هذا الماء ؟ فقلت له : إني أراه على غير لون ماء البحر .
    فقال لي : هذا هو البحر الابيض ، وتلك الجزيرة الخضراء ، وهذا الماء مستدير حولها مثل السور من أي الجهات أتيته وجدته ، وبحكمة الله تعالى إن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت وإن كانت محكمة ببركة مولانا وإمامنا صاحب العصر عليه السلام فاستعملته وشربت منه ، فاذا هو كماء الفرات .
    ثم إنا لما قطعنا ذلك الماء الابيض ، وصلنا إلى الجزيرة الخضراء لا زالت عامرة أهله ، ثم صعدنا من المركب الكبير إلى الحزيرة ودخلنا البلد ، فرأيته محصنا بقلاع وأبراج وأسوار سبعة واقعة على شاطئ البحر ، ذات أنهار وأشجار مشتملة على أنواع الفواكه والاثمار المنوعة ، وفيها أسواق كثيرة ، وحمامات عديدة وأكثر عمارتها برخام شفاف وأهلها في أحسن الزي والبهاء فاستطار قلبي سرورا لما رأيته .
    ثم مضى بي رفيقي محمد بعد مااسترحنا في منزله إلى الجامع المعظم ، فرأيت فيه جماعة كثيرة وفي وسطهم شخص جالس عليه من المهابة والسكينة والوقار مالا أقدر ( أن ) أصفه ، والناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم ، ويقرؤون عليه القرآن والفقه ، والعربية بأقسامها ، واصول الدين والفقه الذي يقرؤونه عن صاحب الامر عليه السلام مسألة مسألة ، وقضية قضية ، وحكما حكما .
    فلما مثلت بين يديه ، رحب بي وأجلسني في القرب منه ، وأحفى السؤال عن تعبي في الطريق وعرفني أنه تقدم إليه كل أحوالي ، وأن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه .
    ثم أمرلي بتخلية موضع منفرد في زاوية من زوايا المسجد ، وقال لي : هذا

    [167]


    يكون لك إذا أردت الخلوة والراحة ، فنهضت ومضيت إلى ذلك الموضع ، فاسترحت فيه إلى وقت العصر ، وإذا أنا بالموكل بي قد أتى إلي وقال لي : لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد وأصحابه لاجل العشاء معك ، فقلت : سمعا وطاعة .
    فما كان إلا قليل وإذا بالسيد سلمه الله قد أقبل ، ومعه أصحابه ، فجلسوا ومدت المائدة فأكلنا ونهضنا إلى المسجد مع السيد لاجل صلاة المغرب والعشاء فلما فرغنا من الصلاتين ذهب السيد إلى منزله ، ورجعت إلى مكاني وأقمت على هذه الحال مدة ثمانية عشر يوما ونحن في صحبته أطال الله بقاءه .
    فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة ، فلما انقضت الصلاة قلت : يا سيدي قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة ؟ قال : نعم لان شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت فقلت في نفسي : ربما كان الامام عليه السلام حاضرا .
    ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة : هل كان الامام حاضرا ؟ فقال : لا ولكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه عليه السلام فقلت : يا سيدي وهل رأيت الامام عليه السلام ؟ قال : لا ، ولكني حدثني أبي - رحمه الله - أنه سمع حديثه ولم ير شخصه وأن جدي - رحمه الله - سمع حديثه ورأى شخصه .
    فقلت له : ولم ذاك يا سيدي يختص بذلك رجل دون آخر ؟ فقال لي : يا أخي إن الله سبحانه وتعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده ، وذلك لحكمة بالغة وعظمة قاهرة ، كما أن الله تعالى اختص من عباده الانبياء والمرسلين ، والاوصياء المنتجبين ، وجعلهم أعلاما لخلقه ، وحججا على بريته ، ووسيلة بينهم وبينه ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، ولم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم ، ولا بد لكل حجة من سفير يبلغ عنه .
    ثم إن السيد سلمه الله أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم ، وجعل يسير معي نحو البساتين ، فرأيت فيها أنهارا جارية ، وبساتين كثيرة ، مشتملة على أنواع الفواكه ، عظيمة الحسن والحلاوة ، من العنب والرمان ، والكمثرى وغيرها

    [168]


    ما لم أرها في العراقين ، ولا في الشامات كلها .
    فبينما نحن نسيرمن بستان إلى آخر إذ مربنا رجل بهي الصورة ، مشتمل ببردتين من صوف أبيض فلما قرب منا سلم علينا وانصرف عنا ، فأعجبتني هيئته فقلت للسيد سلمه الله : من هذا الرجل ؟ قال لي : أتنظر إلى هذا الجبل الشاهق ؟ قلت : نعم ، قال : إن في وسطه لمكانا حسنا وفيه عين جارية ، تحت شجرة ذات أغصان كثيرة ، وعندها قبة مبنية بالآجر ، وإن هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبة ، وأنا أمضي إلى هناك في كل صباح جمعة ، وأزور الامام عليه السلام منها واصلي ركعتين ، وأجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين ، فمهما تضمنته الورقة أعمل به ، فينبغي لك أن تذهب إلى هناك وتزور الامام عليه السلام من القبة .
    فذهبت إلى الجبل فرأيت القبة على ما وصف لي سلمه الله ، ووجدت هناك خادمين ، فرحب بي الذي مر علينا وأنكرني الآخر فقال له : لا تنكره فاني رأيته في صحبة السيد شمس الدين العالم ، فتوجه إلي ورحب بي وحادثاني وأتيالي بخبز وعنب فأكلت وشربت من ماء تلك العين التي عند تلك القبة ، وتوضأت و صليت ركعتين .
    وسألت الخادمين عن رؤية الامام عليه السلام فقالا لي : الرؤية غير ممكنة وليس معنا إذن في إخبار أحد ، فطلبت منهم الدعاء ، فدعيا لي ، وانصرفت عنهما ، ونزلت من ذلك الجبل إلى أن وصلت إلى المدينة .

    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 168 سطر 19 الى ص 176 سطر 18 فلما وصلت إليها ذهبت إلى دار السيد شمس الدين العالم ، فقيل لي : إنه خرج في حاجة له ، فذهبت إلى دارالشيخ محمد الذي جئت معه في المركب فاجتمعت به وحكيت له عن مسيري إلى الجبل ، واجتماعي بالخادمين ، وإنكار الخادم علي فقال لي : ليس لاحد رخصة في الصعود إلى ذلك المكان ، سوى السيد شمس الدين وأمثاله ، فلهذا وقع الانكار منه لك ، فسألته عن أحوال السيد شمس الدين أدام الله إفضاله ، فقال : إنه من أولاد أولاد الامام ، وإن بينه وبين الامام عليه السلام خمسة آباء

    [169]


    وإنه النائب الخاص عن أمر صدر منه عليه السلام .
    قال الشيخ الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري على مشرفه السلام : واستأذنت السيد شمس الدين العالم ، أطال الله بقاءه في نقل بعض المسائل التي يحتاج إليها عنه ، وقراءة القرآن المجيد ، ومقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدينية وغيرها فأجاب إلى ذلك وقال : إذا كان ولابد من ذلك فابدء أولا بقراءة القرآن العظيم .
    فكان كلما قرأت شيئا فيه خلاف بين القراء أقول له : قرأ حمزة كذا ، و قرأ الكسائي كذا ، وقرأ عاصم كذا ، وأبوعمروبن كثير كذا .
    فقال السيد سلمه الله : نحن لا نعرف هؤلاء ، وإنما القرآن نزل على سبعة أحرف ، قبل الهجرة من مكة إلى المدينة وبعدها لما حج رسول الله صلى الله عليه واله حجة الوداع ، نزل عليه الروح الامين جبرئيل عليه السلام ، فقال : يا محمد اتل علي القرآن حتى اعرفك أوائل السور ، و أواخرها ، وشأن نزولها ( 1 ) .
    فاجتمع إليه علي بن أبي طالب ، وولداه الحسن والحسين عليهم السلام وابي بن كعب ، وعبدالله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، وجابر بن عبدالله الانصاري ، و أبوسعيد الخدري ، وحسان بن ثابت ، وجماعة رضي الله عن المنتجبين منهم ، فقرأ النبي صلى الله عليه واله القرآن من أوله إلى آخره ، فكان كلما مر بموضع فيه اختلاف بينه له جبرئيل عليه السلام ، و أميرالمؤمنين عليه السلام يكتب ذاك في درج من أدم فالجميع قراءة أميرالمؤمنين ووصي رسول رب العالمين .
    فقلت له : يا سيدي أرى بعض الآيات غير مرتبطة بما قبلها ، وبما بعدها كأن فهمي القاصر ، لم يصر إلى غورية ( 2 ) ذلك .


    ___________________________________________________________
    ص 169 ) ( 1 ) هذا وجه جمع بين الروايات الدالة على أن " القرآن نزل على سبعة أحرف " والروايات النافية لذلك المصرحة بأن " القرآن واحد ، نزل من عند الواحد ، وانما الاختلاف يجئ من قبل الرواة " .
    ( 2 ) كذا في الاصل المطبوع والقياس " غور ذلك " يقال غار في الامر غورا : اى دقق النظر فيه .
    *

    [170]


    فقال : نعم ، الامر كما رأيته وذلك ( أنه ) لما انتقل سيد البشر محمد بن عبدالله من دارالفناء إلى دار البقاء وفعل صنما قريش ما فعلاه ، من غصب الخلافة الظاهرية ، جمع أميرالمؤمنين عليه السلام القرآن كله ، ووضعه في إزار وأتى به إليهم وهم في المسجد .
    فقال لهم : هذا كتاب الله سبحانه أمرني رسول الله صلى الله عليه واله أن أعرضه إليكم لقيام الحجة عليكم ، يوم العرض بين يدي الله تعالى ، فقال له فرعون هذه الامة ونمرودها : لسنا محتاجين إلى قرآنك ، فقال عليه السلام : لقد أخبرني حبيبي محمد صلى الله عليه واليه بقولك هذا ، وإنما أردت بذلك إلقاء الحجة عليكم .
    فرجع أميرالمؤمنين عليه السلام به إلى منزله ، وهو يقول : لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك لا راد لما سبق في علمك ، ولا مانع لما اقتضته حكمتك ، فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك .
    فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين ، وقال لهم : كل من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها ، فجاءه أبوعبيدة بن الجراح ، وعثمان ، وسعد بن أبي وقاص ومعاوية بن أبي سفيان ، وعبدالرحمان بن عوف ، وطلحة بن عبيدالله ، وأبوسعيد الخدري ، وحسان بن ثابت ، وجماعات المسلمين وجمعوا هذا القرآن ، وأسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم ، بعد وفاة سيدالمرسلين صلى الله عليه واله ( 1 ) فلهذا ترى الآيات غيرمرتبطة والقرآن الذي جمعه أميرالمؤمنين عليه السلام بخطه محفوظ عند صاحب الامر عليه السلام فيه كل شئ حتى أرش الخدش ، وأما هذااقرآن ، فلا شك ولا شبهة في صحته ، وإنما كلام الله سبحانه هكذا صدر عن صاحب الامر عليه السلام .
    قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل : ونقلت عن السيد شمس الدين حفظه الله مسائل كثيرة تنوب على تسعين مسألة ، وهي عندي ، جمعتها في مجلد وسميتها بالفوائد الشمسية ولا أطلع عليها إلا الخاص من المؤمنين ، وستراه إنشاء الله تعالى .
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:07 pm


    فلما كانت الجمعة الثانية وهي الوسطى من جمع الشهر ، وفرغنا من الصلاة وجلس السيد سلمه الله في مجلس الافادة للمؤمنين وإذا أنا أسمع هرجا ومرجا وجزلة ( 1 ) عظيمة خارج المسجد ، فسألت من السيد عما سمعته ، فقال لي : إن امراء عسكرنا يركبون في كل جمعة من وسط كل شهر ، وينتظرون الفرج فاستأذنته في النظر إليهم فأذن لي ، فخرجت لرؤيتهم ، وإذاهم جمع كثير يسبحون الله ويحمدونه ، ويهللونه عزوجل ، ويدعون بالفرج للامام القائم بأمرالله والناصح لدين الله م ح م د بن الحسن المهدي الخلف الصالح ، صاحب الزمان عليه السلام .
    ثم عدت إلى مسجد السيد سلمه الله فقال لي : رأيت العسكر ؟ فقلت : نعم قال : فهل عددت امراءهم ؟ قلت : لا قال : عدتهم ثلاث مائة ناصروبقي ثلاثة عشر ناصرا ، ويعجل الله لوليه الفرج بمشيته إنه جواد كريم .
    قلت : يا سيدي ومتى يكون الفرج ؟ قال : يا أخي إنما العلم عندالله والامر متعلق بمشيته سبحانه وتعالى حتى أنه ربما كان الامام عليه السلام لا يعرف ذلك بل له علامات وأمارات تدل على خروجه .
    من جملتها أن ينطق ذوالفقار بأن يخرج من غلافه ، ويتكلم بلسان عربي مبين : قم ياولي الله على اسم الله ، فاقتل بي أعداءالله .
    ومنها ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلهم الصوت الاول : أزفت الازفة يا معشر المؤمنين ، والصوت الثاني : ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد عليهم السلام والثالث بدن يظهر فيرى في قرن الشمس يقول : إن الله بعث صاحب الامر م ح م د بن الحسن المهدي عليه السلام فاسمعوا له وأطيعوا .
    فقلت : يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الامر عليه السلام أنه قال لما امر بالغيبة الكبرى : من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف فيكم من يراه ؟ فقال : صدقت إنه عليه السلام إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته وغير هم من فراعنة بني العباس ، حتى أن الشيعة يمنع بعضها

    ___________________________________________________________
    ص 171 ) ( 1 ) من قولهم : " جزل الحمام : صاح " فالمراد بالجزلة صياح الناس ولغتهم .
    *

    [172]


    بعضا عن التحدث بذكره ، وفي هذالزمان تطاولت المدة وأيس منه الاعداء وبلادنا نائية عنهم وعن ظلمهم وعنائهم ، وببركته عليه السلام لا يقدر أحد من الاعداء على الوصول إلينا .
    قلت : يا سيدي ! قد روت علماء الشيعة حديثا عن الامام عليه السلام أنه أباح الخمس لشيعته ، فهل رويتم عنه ذلك ؟ قال : نعم إنه عليه السلام رخص وأباح الخمس لشيعته من ولد علي عليه السلام وقال : هم في حل من ذلك ، قلت : وهل رخص للشيعة أن يشتروا الاماء والعبيد من سبي العامة ؟ قال : نعم ، ومن سبي غير هم لانه عليه السلام قال : عاملوهم بما عاملوا به أنفسهم ، وهاتان المسألتان زائدتان على المسائل التي سميتها لك .
    وقال السيد سلمه الله : إنه يخرج من مكة بين الركن والمقام في سنة وتر فلير تقبها المؤمنون .
    فقلت : يا سيدي قد أحببت المجاورة عندكم إلى أن يأذن الله بالفرج فقال لي : اعلم يا أخي أنه تقدم إلي كلام بعودك إلى وطنك ، ولا يمكنني وإياك المخالفة ، لانك ذوعيال وغبت عنهم مدة مديدة ، ولا يجوز لك التخلف عنهم أكثر من هذا ، فتأثرت من ذلك وبكيت .
    وقلت : يا مولاي وهل تجوز المراجعة في أمري ؟ قال : لا ، قلت : يا مولاي وهل تأذن لي في أن أحكي كلما قد رأيته وسمعته ؟ قال : لا بأس أن تحكي للمؤمنين لتطمئن قلوبهم ، إلا كيت وكيت وعين مالا أقوله .
    فقلت : يا سيدي أما يمكن النظر إلى جماله وبهائه عليه السلام ، قال : لا ، ولكن اعلم يا أخي أن كل مؤمن مخلص يمكن أن يرى الامام ولا يعرفه ، فقلت : يا سيدي أنا من جملة عبيده المخلصين ، ولا رأيته .
    فقال لي : بل رأيته مرتين مرة منها لما أتيت إلى سر من رأى وهي أول مرة جئتها ، وسبقك أصحابك وتخلفت عنهم ، حتى وصلت إلى نهر لا ماء فيه فحضر عندك فارس على فرس شهباء ، وبيده رمح طويل ، وله سنان دمشقي ، فلما رأيته حفت

    [173]


    على ثيابك فلما وصل إليك قال لك : لا تخف اذهب إلى أصحابك ، فانهم ينتظرونك تحت تلك الشجرة فأذكرني والله ما كان فقلت : قد كان ذلك يا سيدي .
    قال : والمرة الاخرى حين خرجت من دمشق تريد مصرا مع شيخك الاندلسي ، وانقطعت عن القافلة ، وخفت خوفا شديدا ، فعارضك فارس على فرس غراء محجلة ، وبيده رمح أيضا ، وقال لك : سرو لا تخف إلى قرية على يمينك ونم عند أهلها الليلة ، وأخبرهم بمذهبك الذي ولدت عليه ، ولا تتق منهم فانهم مع قرى عديدة جنوبي دمشق ، مؤمنون مخلصون ، يدينون بدين علي بن أبيطالب والائمة المعصومين من ذريته عليهم السلام .
    أكان ذلك يا ابن فاضل ؟ قلت : نعم - و ذهبت إلى عند أهل القرية ونمت عندهم فأعزوني وسألتهم عن مذهبم ، فقالوا لي - من غير تقية مني - : نحن على مذهب أميرالمؤمنين ، ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب والائمة المعصومين من ذريته عليهم السلام فقلت لهم : من أين لكم هذاالمذهب ؟ ومن أوصله إليكم ؟ قالوا : أبوذرالغفاري رضي الله عنه حين نفاه عثمان إلى الشام ، ونفاه معاوية إلى أرضنا هذه ، فعمتنا بركته ، فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة فجهزوا معي رجلين ألحقاني بها ، بعد أن صرحت لهم بمذهبي .
    فقلت له : يا سيدي هل يحج الامام عليه السلام في كل مدة بعد مدة ؟ قال لي : يا ابن فاضل ! الدنيا خطوة مؤمن ، فكيف بمن لم تقم الدنيا إلا بوجوده ووجود آبائه عليهم السلام ، نعم يحج في كل عام ويزور آباءه في المدينة والعراق ، وطوس ، على مشرفيها السلام ، ويرجع إلى أرضنا هذه .
    ثم إن السيد شمس الدين حث علي بعدم التأخير بالرجوع إلى العراق وعدم الاقامة في بلاد المغرب ، وذكر لي أن ذراهمهم مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله محمد بن الحسن القائم بأمر الله .
    وأعطاني السيد منها خمسة دراهم وهي محفوظة عندي للبركة .
    ثم إنه سلمه الله وجهني مع المراكب التي أتيت معها إلى أن وصلنا إلى

    [174]






    تلك البلدة التي أول ما دخلتها من أرض البربر ، وكان قد أعطاني حنطة وشعيرا فبعتها في تلك البلدة بمائة وأربعين دينارا ذهبا ، من معاملة ( 1 ) بلاد المغرب ولم أجعل طريقي على الاندلس امتثالا لامر السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه وسافرت منها مع الحجج المغربي ( 2 ) إلى مكة شرفها الله تعالى وحججت ، وجئت إلى العراق واريد المجاورة في الغري على مشرفيها السلام حتى الممات .
    قال الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني : لم أرلعلماء الامامية عندهم ذكرا سوى خمسة : السيد المرتضى الموسوي ، والشيخ أبوجعفر الطوسي ومحمد بن يعقوب الكليني ، وابن بابويه ، والشيخ أبوالقاسم جعفربن سعيد الحلي .
    هذا آخر ما سمعته من الشيخ الصالح التقي والفاضل الزكي علي بن فاضل المذكور أدام الله إفضاله وأكثر من علماء الدهر وأتقيائه أمثاله ، والحمدلله أولا وآخرا ، ظاهرا وباطنا ، وصلى الله على خير خلقه سيدالبرية ، محمد وعلى آله الطاهرين المعصومين وسلم تسليما كثيرا .
    بيان : " اللقلقة " بفتح اللامين : الصوت ، والقفل بالتحريك اسم جمع للقافل ، وهو الراجع من السفر ، وبه سمي القافلة قوله : " تنوف " أي تشرف وترتفع وتزيد .
    أقول : و لنلحق بتلك الحكاية ، بعض الحكايات التي سمعتها عمن قرب من زماننا .
    فمنها ما أخبرني جماعة عن السيد الفاضل أمير علام قال : كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدسة بالغري على مشرفها السلام وقد ذهب كثير من الليل ، فبينا أنا أجول فيها ، إذ رأيت شخصا مقبلا نحو الروضة المقدسة فأقبلت إليه فلما قربت منه عرفت أنه استاذنا الفاضل العالم التقي الذكي مولانا أحمد الاردبيلي قدس الله روحه .


    ___________________________________________________________
    ص 174 ) ( 1 ) المعاملة : قد يطلق ويراد به ما يتعامل به من الدينار والدرهم ( 2 ) الحجج بضمتين : جمع للحجاج شاذ - اللسان - .
    *

    [175]


    فأخفيت نفسي عنه ، حتى أتى الباب ، وكان مغلقا ، فانفتح له عند وصوله إليه ، ودخل الروضة ، فسمعته يكلم كأنه يناجي أحدا ثم خرج ، واغلق الباب فمشيت خلفه حتى خرج من الغري وتوجه نحو مسجد الكوفة .
    فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أميرالمؤمنين صلوات الله عليه عنده ، ومكث طويلا ثم رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغري .
    فكنت خلفه حتى قرب من الحنانة فأخذني سعال لم أقدر على دفعه ، فالتفت إلي فعرفني ، وقال : أنت مير علام ؟ قلت : نعم ، قال : ما تصنع ههنا ؟ قلت : كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن واقسم عليك بحق صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك في تلك الليلة ، من البداية إلى النهاية .
    فقال : اخبرك على أن لا تخبربه أحدا ما دمت حيا فلما توثق ذلك مني قال : كنت افكر في بعض المسائل وقد أغلقت علي ، فوقع في قلبي أن آتي أميرالمؤمنين عليه السلام وأسأله عن ذلك ، فلما وصلت إلى الباب فتح لي بغير مفتاح كما رأيت فدخلت الروضة وابتهلت إلى الله تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك ، فسمعت صوتا من القبر : أن ائت مسجد الكوفة وسل عن القائم عليه السلام فانه إمام زمانك فأتيت عند المحراب ، وسألته عنها واجبت وها أنا أرجع إلى بيتي .
    ومنها ما أخبرني به والدي رحمه الله قال : كان في زماننا رجل شريف صالح كان يقال له : أمير إسحاق الاستر ابادي ، وكان قد حج أربعين حجة ماشيا وكان قد اشتهر بين الناس أنه تطوى له الارض .
    فورد في بعض السنين بلدة إصفهان ، فأتيته وسألته عما اشتهر فيه ، فقال : كان سبب ذلك أني كنت في بعض السنين مع الحاج متوجهين إلى بيت الله الحرام فلما وصلنا إلى موضع كان بيننا وبين مكة سبعة منازل أو تسعة تأخرت عن القافلة لبعض الاسباب حتى غابت عني ، وضللت عن الطريق ، وتحيرت وغلبني العطش حتى أيست من الحياة .


    [176]


    فناديت : يا صالح يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله فتراءى لي في منتهى البادية شبح ، فلما تأملته حضر عندي في زمان يسير فرأيته شابا حسن الوجه نقي الثياب ، أسمر ، على هيئة الشرفاء ، راكبا على جمل ، ومعه أداوة ، فسلمت عليه فرد علي السلام وقال : أنت عطشان ؟ قلت : نعم فأعطاني الاداوة فشربت ثم قال : تريد أن تلحق القافلة ؟ قلت : نعم ، فأردفني خلفه ، وتوجه نحو مكة .
    وكان من عادتي قراءة الحرز اليماني في كل يوم ، فأخذت في قراءته فقال عليه السلام في بعض المواضع : اقرأ هكذا ، قال : فما مضى إلا زمان يسير حتى قال لي : تعرف هذا الموضع ؟ فنظرت فاذا أنا بالابطح فقال : انزل ، فلما نزلت رجعت وغاب عني .
    فعند ذلك عرفت أنه القائم عليه السلام فندمت وتأسفت على مفارقته ، وعدم معرفته فلما كان بعد سبعة أيام أتت القافلة ، فرأوني في مكة بعد ما أيسوا من حياتي فلذا اشتهرت بطي الارض .
    قال الوالد - رحمه الله - : فقرأت عنده الحرز اليماني وصححته وأجازني والحمد لله .
    ومنها ما أخبرني به جماعة عن جماعة عن السيد السند الفاضل الكامل ميرزا محمد الاستر ابادي نورالله مرقده أنه قال : إني كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه ، فأخذ في الطواف ، فلما قرب مني أعطاني طاقة ورد أحمر في غير أوانه ، فأخذت منه وشممته ، وقلت له : من أين
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 176 سطر 19 الى ص 184 سطر 18 يا سيدي ، قال : من الخرابات ثم غاب عني فلم أره .
    ومنها ما أخبرني به جماعة من أهل الغري على مشرفه السلام أن رجلا من أهل قاشان أتى إلى الغري متوجها إلى بيت الله الحرام ، فاعتل علة شديدة حتى يبست رجلاه ، ولم يقدر على المشي ، فخلفه رفقاؤه وتركوه عند رجل من الصلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدسة ، وذهبوا إلى الحج .


    [177]


    فكان هذا الرجل يغلق عليه الباب كل يوم ، ويذهب إلى الصحاري للتنزه ولطلب الدراري التي تؤخذ منها ، فقال له في بعض الايام : إني قد ضاق صدري واستوحشت من هذا المكان ، فاذهب بي اليوم واطرحني في مكان واذهب حيث شئت .
    قال : فأجابني إلى ذلك ، وحملني وذهب بي إلى مقام القائم صلوات الله عليه خارج النجف فأجلسني هناك وغسل قميصه في الحوض وطرحها على شجرة كانت هناك ، وذهب إلى الصحراء ، وبقيت وحدي مغموما افكر فيما يؤول إليه أمري فاذا أنا بشاب صبيح الوجه ، أسمر اللون ، دخل الصحن .
    وسلم علي وذهب إلى بيت المقام ، وصلى عند المحراب ركعات ، بخضوع وخشوع لم أر مثله قط فلما فرغ من الصلاة خرج وأتاني وسألني عن حالي فقلت له : ابتليت ببلية ضقت بها لا يشفيني الله فأسلم منها ، ولا يذهب بي فأستريح ، فقال : لا تحزن سيعطيك الله كليهما ، وذهب .
    فلما خرج رأيت القميص وقع على الارض ، فقمت وأخذت القميص وغسلتها وطرحتها على الشجر ، فتفكرت في أمري وقلت : أنا كنت لا أقدر على القيام والحركة ، فكيف صرت هكذا ؟ فنظرت إلى نفسي فلم أجد شيئا مما كان بي فعلمت أنه كان القائم صلوات الله عليه ، فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحدا فندمت ندامة شديدة .
    فلما أتاني صاحب الحجرة ، سألني عن حالي وتحير في أمري فأخبرته بما جرى فتحسر على مافات منه ومني ، ومشيت معه إلى الحجرة .
    قالوا : فكان هكذا سليما حتى أتى الحاج ورفقاؤه ، فلما رآهم وكان معهم قليلا ، مرض ومات ، ودفن في الصحن ، فظهر صحة ما أخبره عليه السلام من وقوع الامرين معا .
    وهذه القصة من المشهورات عند أهل المشهد ، وأخبرني به ثقاتهم وصلحاؤهم .


    [178]


    ومنها ما أخبرني به بعض الافاضل الكرام ، والثقات الاعلام ، قال : أخبرني بعض من أثق به يرويه عمن يثق به ، ويطريه أنه قال : لما كان بلدة البحرين تحت ولاية الافرنج ، جعلوا واليها رجلا من المسلمين ، ليكون أدعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها ، وكان هذا الوالي من النواصب وله وزير أشد نصبا منه يظهر العداوة لاهل البحرين لحبهم لاهل البيت عليهم السلام ويحتال في إهلاكهم وإضرارهم بكل حيلة .
    فلما كان في بعض الايام دخل الوزير على الوالي وبيده رمانة فأعطاها الوالي فاذا كان مكتوبا عليها " لا إله إلا الله محمد رسول الله أبوبكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله " فتأمل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن يكون من صناعة بشر ، فتعجب من ذلك وقال للوزير : هذه آية بينة ، وحجة قوية ، على إبطال مذهب الرافضة ، فما رأيك في أهل البحرين .
    فقال له : أصلحك الله إن هؤلاء جماعة متعصبون ، ينكرون البراهين ، وينبغي لك أن تحضرهم وتريهم هذه الرمانة ، فان قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك ، وإن أبوا إلا المقام على ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث : إما أن يؤدوا الجزية وهم صاغرون ، أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البينة التي لا محيص لهم عنها أو تقتل رجالهم وتسبى نساءهم وأولادهم ، وتأخذ بالغنيمة أموالهم .
    فاستحسن الوالي رأيه ، وأرسل إلى العلماء والافاضل الاخيار ، والنجباء والسادة الابرار ، من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرمانة ، وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف : من القتل والاسر وأخذ الاموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفار ، فتحيروا في أمرها ، ولم يقدروا على جواب ، وتغيرت وجوههم وارتعدت فرائصهم .
    فقال كبراؤهم : أمهلنا أيها الامير ثلاثة أيام لعلنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلا فاحكم فينا ما شئت ، فأمهلهم ، فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحيرين .
    فاجتمعوا في مجلس وأجالوا الرأي في ذلك ، فاتفق رأيهم على أن يختاروا

    [179]


    من صلحاء البحرين وزهادهم عشرة ، ففعلوا ، ثم اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لاحدهم : اخرج الليلة إلى الصحراء واعبدالله فيها ، واستغث بام زماننا ، وحجة الله علينا ، لعله يبين لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء .
    فخرج وبات طول ليلته متعبدا خاشعا داعيا باكيا يدعو الله ، ويستغيث بالامام عليه السلام ، حتى أصبح ولم ير شيئا ، فأتاهم وأخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم ، فرجع كصاحبه ولم يأتهم بخبر ، فازداد قلقهم وجزعهم .
    فأحضروا الثالث وكان تقيا فاضلا اسمه محمد بن عيسى ، فخرج الليلة الثالثة حافيا حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى ، وتوسل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البلية عنهم واستغاث بصاحب الزمان .
    فلما كان آخر الليل ، إذا هو برجل يخاطبه ويقول : يا محمد بن عيسى مالي أراك على هذه الحالة ، ولماذا خرجت إلى هذه البرية ؟ فقال له : أيها الرجل دعني فإني خرجت لامر عظيم وخطب جسيم ، لات أذكره إلا لامامي ولا أشكوه إلا إلى من يقدر على كشفه عني .
    فقال : يا محمد بن عيسى ! أنا صاحب الامر فاذكر حاجتك ، فقال : إن كنت هو فأنت تعلم قصتي ولا تحتاج إلى أن أشرحها لك ، فقال له : نعم ، خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة ، وما كتب عليها وما أوعدكم الامير به ، قال : فلما سمعت ذلك توجهت إليه وقلت له : نعم يا مولاي ، قد تعلم ما أصابنا ، وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا .
    فقال صلوات الله عليه : يا محمد بن عيسى إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئا من الطين على هيئة الرمانة ، وجعلها نصفين وكتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة ، وشدهما عليها وهي صغيرة فأثر فيها ، وصارت هكذا .
    فاذا مضيتم غدا إلى الوالي ، فقل له : جئتك بالجواب ولكني لا ابديه إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك ، ترى فيها غرفة ، فقل للوالي : لا اجيبك

    [180]


    إلا في تلك الغرفة ، وسيأبى الوزير عن ذلك ، وأنت بالغ في ذلك ولا ترض إلا بصعودها فاذا صعد فاصعد معه ، ولا تتركه وحده يتقدم عليك ، فاذا دخلت الغرفة رأيت كوة فيها كيس أبيض ، فانهض إليه وخذه فترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ، ثم ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال .
    وأيضا يا محمد بن عيسى قل للوالي : إن لنا معجزة اخرى وهي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد والدخان وإن أردت صحة ذلك فاءمر الوزير بكسرها ، فاذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته .
    فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الامام ، فرح فرحا شديدا وقبل بين يدي الامام صلوات الله عليه ، وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور .
    فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كل ما أمره الامام وظهر كل ما أخبره ، فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال له : من اخبرك بهذا ؟ فقال : إمام زماننا ، وحجة الله علينا ، فقال : ومن إمامكم ؟ فأخبره بالائمة واحدا بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الامر صلوات الله عليهم .
    فقال الوالي : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الخليفة بعده بلا فصل أميرالمؤمنين علي عليه السلام ثم أقر بالائمة إلى آخرهم عليهم السلام وحسن إيمانه ، وأمر بقتل الوزير واعتذر إلى أهل البحرين وأحسن إليهم وأكرمهم .
    قال : وهذه القصة مشهورة عند أهل البحرين وقبر محمد بن عيسى عندهم معروف يزوره الناس .
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:08 pm

    باب 25 : علامات ظهوره صلوات الله عليه من السفياني والدجّال وغير ذلك وفيه ذكر بعض أشراط الساعة

    1 - لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن هشام بن جعفر ، عن حماد ، عن عبدالله بن سليمان وكان قارئا للكتب ، قال : قرأت في الانجيل ، وذكر أوصاف النبي صلى الله عليه واله إلى أن قال تعالى لعيسى : أرفعك إلي ثم اهبطك في آخر الزمان لترى من امة ذلك النبي العجائب ، ولتعينهم على اللعين الدجال ، اهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم امة مرحومة .
    2 - ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه واله قال : كيف بكم إذا فسد نساؤكم ، وفسق شبانكم ، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ، فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم وشر من ذلك ؟ كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ، ونهيتم عن المعروف ، قيل يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال : نعم ، وشر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا .
    3 - ب : عنهما ( 1 ) عن حنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن خسف البيداء قال : أما صهرا ( 2 ) على البريد على اثني عشر ميلا من البريد الذي بذات الجيش .
    4 - فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " إن الله قادر على أن ينزل آية " ( 3 ) وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الارض والدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، وطلوع الشمس من مغربها .
    وعنه عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا

    ___________________________________________________________
    ص 181 ) ( 1 ) في المصدر ص 77 ( ط - الحروفية ) و 58 ( ط - الحجرية ) : محمد بن عبدالحميد وعبدالصمد بن محمد جميعا ، عن حنان بن سدير ، والمصنف اضمر عنهما في غير موضعه .
    ( 2 ) كذا في الاصل المطبوع وفيه " مصرا " خ ل ، وفى المصدر " مصيرا " ولا يفهم المراد منه ولعله مصحف " صفرا " وهو واد بين الحرمين كذات الجيش فتحرر .
    ( 3 ) الانعام : 37 .
    *

    [182]


    من فوقكم " ( 1 ) قال : هو الدجال والصيحة " أو من تحت أرجلكم " وهو الخسف " أو يلبسكم شيعا " وهو اختلاف في الدين ، وطعن بعضكم على بعض " ويذيق بعضكم بأس بعض " وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكل هذا في أهل القبلة .
    5 - ب : ابن عيسى ، عن ابن أسباط قال : قلت لابي الحسن عليه السلام : جعلت فداك إن ثعلبة بن ميمون حدثني عن علي بن المغيرة ، عن زيد العمي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة قال : يقوم القائم بلا سفياني ؟ إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني ، قلت : جعلت فداك فيكون في هذه السنة ، قال : ما شاء الله قلت : يكون في التي يليها قال : يفعل الله ما يشاء .
    6 - ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : قدام هذا الامر قتل بيوح قلت : وما البيوح ؟ قال : دائم لا يفتر .
    بيان : قال الفيروز آبادي : " البوح " بالضم الاختلاط في الامر وباح ظهر و بسره بوحا وبؤوحا أظهره ، وهو بؤوح بما في صدره ، واستباحهم استأصلهم وسيأتي تفسير آخر للبيوح ( 2 ) .
    7 - ب : بالاسناد ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : يزعم ابن أبي حمزة أن جعفرا زعم أن أبي القائم وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله ، فوالله لقد قال الله تبارك وتعالى يحكي لرسوله صلى الله عليه واله " ما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي " ( 3 ) وكان أبو جعفر عليه السلام يقول : أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدل على خروجه منها أحداث قد مضى منها ثلاثة وبقي واحد ، قلنا : جعلنا فداك وما مضى منها ؟ قال : رجب خلع فيه صاحب خراسان ، ورجب وثب فيه على ابن زبيدة ، ورجب يخرج فيه محمد بن إبراهيم بالكوفة ، قلنا له : فالرجب الرابع

    ___________________________________________________________
    ص 182 ) ( 1 ) الانعام : 65 .
    ( 2 ) سيجئ انه اليوم الشديد الحر تحت الرقم 112 .
    ( 3 ) الاحقاف : 9 .
    *

    [183]


    متصل به ؟ قال : هكذا قال أبوجعفر .
    بيان : أي أجمل أبوجعفر عليه السلام ولم يبين اتصاله ، وخلع صاحب خراسان كأنه إشاره إلى خلع الامين المأمون عن الخلافة وأمره بمحو اسمه عن الدراهم والخطب ، والثاني إشارة إلى خلع محمد الامين ، والثالث إشارة إلى ظهور محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن عليه السلام المعروف بابن طبا طبا بالكوفة لعشر خلون من جمادى الآخرة في قريب من مائتين من الهجرة .
    ويحتمل أن يكون المراد بقوله " هكذا قال أبوجعفر عليه السلام " تصديق اتصال الرابع بالثالث ، فيكون الرابع إشارة إلى دخوله عليه السلام خراسان فانه كان بعد خروج محمد بن إبراهيم بسنة تقريبا ، ولا يبعد أن يكون دخوله عليه السلام خراسان في رجب .
    8 - ب : بالاسناد قال : سألت الرضا عليه السلام عن قرب هذا الامر فقال : قال أبوعبدالله عليه السلام ، حكاه عن أبي جعفر عليه السلام قال : أول علامات الفرج سنة خمس وتسعين ومائة وفي سنة ست وتسعين ومائة تخلع العرب أعنتها وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الفنا ، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلا ، فقال : أما ترى بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم ؟ فقلت : لهم الجلا ؟ قال : وغيرهم ، وفي سنة تسع وتسعين ومائة يكشف الله البلاء إن شاء الله وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء .
    فقلنا له : جعلنا فداك أخبرنا بما يكون في سنة المائتين قال : لو أخبرت أحدا لاخبرتكم ، ولقد خبرت بمكانكم ، فما كان هذا من رأي أن يظهر هذا مني إليكم ، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالى إظهار شئ من الحق لم يقدر العباد على ستره .
    فقلت له : جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الاول حكيت عن أبيك أن انقضاء ملك آل فلان على رأس فلان وفلان ليس لبني فلان سلطان بعدهما ، قال : قد قلت ذاك لك ، فقلت : أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك يملك أحد من قريش يستقيم عليه الامر ؟ قال : لا ، قلت : يكون ماذا ؟ قال : يكون الذي تقول أنت

    [184]






    وأصحابك ، قلت : تعني خروج السفياني ؟ فقال : لا ، فقلت ، فقيام القائم قال : يفعل الله ما يشاء ، قلت : فأنت هو ؟ قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
    وقال : إن قدام هذا الامر علامات ، حدث يكون بين الحرمين قلت : ما الحدث ؟ قال : عضبة تكون ( 1 ) ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا .
    بيان : قوله " أول علامات الفرج " إشارة إلى وقوع الخلاف بين الامين و المأمون ، وخلع الامين المأمون عن الخلافة ، لان هذا كان ابتداء تزلزل أمر بني العباس وفي سنة ست وتسعين ومائة ، اشتد النزاع وقام الحرب بينهما ، وفي السنة التي بعده كان فناء كثير من جندهم ، وفيما بعده كان قتل الامين وإجلاء أكثر بني العباس .
    وذكر بني هاشم كان للتورية والتقية ولذا قال عليه السلام : " وغير هم " وفي سنة تسع وتسعين كشف الله البلاء عن أهل البيت عليهم السلام لخذلان معانديهم ، وكتب المأمون إليه عليه السلام يستمد منه ويستحضره .
    وقوله : " وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء " إشارة إلى شدة تعظيم المأمون له وطلبه ، وفي السنة التي بعده أعني سنة إحدى ومائتين دخل خراسان وفي شهر رمضان عقد مأمون له البيعة .
    قوله عليه السلام : " ولقد خبرت بمكانكم " أي بمجيئكم في هذاالوقت ، وسؤالكم مني هذا السؤال ، والمعنى أني عالم بما يكون من الحوادث ، لكن ليست المصلحة في إظهارها لكم .

    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 184 سطر 19 الى ص 192 سطر 18 وقوله عليه السلام : " ويقتل فلان " إشارة إلى بعض الحوادث التي وقعت على بني العباس في أواخر دولتهم أو إلى انقراضهم في زمن هلاكوخان .
    9 - فس : أبي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

    ___________________________________________________________
    ص 184 ) ( 1 ) العضب : القطع ويقال : سيف عضب : أى قاطع ويقال " ماله عضبه الله " دعاء عليه بقطع يديه ورجليه ، وعضب فلانا بلسانه : تناوله بلسانه وشتمه وبالعصا : ضربه وبالرمح طعنه .
    فالمراد من العضبة : الهلاك والاستئصال .
    *

    [185]


    قلت له : جعلت فداك ، بلغنا أن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين ، فهل انتهى إليك من علم ذلك شئ ؟ قال : أما آل جعفرفليس بشئ ولا إلى شئ ، وأما آل العباس فان لهم ملكا مبطئا يقربون فيه البعيد ، ويباعدون فيه القريب ، وسلطانهم عسير ليس فيه يسير ، حتى إذا أمنوا مكرالله ، وأمنوا عقابه ، صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم مناد يجمعهم ولا يسمعهم ، وهو قول الله " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت " ( 1 ) الآية .
    قلت : جعلت فداك ، فمتى يكون ذلك ؟ قال : أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت ، ولكن إذا حدثناكم بشئ فكان كما نقول ، فقولوا : صدق الله ورسوله ، و إن كان بخلاف ذلك فقولوا : صدق الله ورسوله ، تؤجروا مرتين .
    ولكن إذا اشتدت الحاجة والفاقة ، وأنكرالناس بعضهم بعضا ، فعند ذلك توقعوا هذا الامر صباحاو مساء .
    قلت : جعلت فداك الحاجة والفاقة قد عرفناها ، فما إنكار الناس بعضهم بعضا ؟ قال : يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه ويكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه ( 2 ) .
    10 - فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " قل أرأيتكم إن أتيكم عذابه بياتا - يعني ليلا - أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون " ( 3 ) فهذا عذاب ينزل في آخرالزمان على فسقه أهل القبلة ، وهم يجحدون نزول العذاب عليهم .
    11 - فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت " ( 4 ) قال : من الصوت ، وذلك الصوت من السماء وقوله :

    ___________________________________________________________
    ص 185 ) ( 1 ) يونس : 24 .
    ( 2 ) وسيجئ تحت الرقم 126 و 157 ما يكون كالشرح والتفصيل لالفاظ هذا الحديث ومعناء .
    ( 3 ) يونس : 50 .
    ( 4 ) السبأ : 51 .
    *

    [186]


    " واخذوا من مكان قريب " قال : من تحت أقدامهم خسف بهم .
    بيان : قال البيضاوي " ولو ترى إذ فزعوا " عند الموت أو البعث أو يوم بدر و جواب " لو " محذوف : لرأيت أمرا فظيعا .
    " فلا فوت " فلا يفوتون الله بهرب ولا تحصن " واخذوا من مكان قريب " من ظهر الارض إلى بطنها أو من الموقف إلى النار أومن صحراء بدر إلى القليب " وأنى لهم التناوش " ومن أين لهم أن يتناولوا الايمان تناولا سهلا .
    أقول : قال صاحب الكشاف : روي عن ابن عباس أنها نزلت في خسف البيداء .
    وقال الشيخ أمين الدين الطبرسي - رحمه الله - : قال أبوحمزة الثمالي : سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي عليهم السلام يقولون : هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم .
    قال : وحدثني عمرو بن مرة ، وحمران بن أعين أنهما سمعا مهاجرا المكي يقول : سمعت ام سلمة تقول : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يعوذ عائذ بالبيت ، فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسف بهم .
    وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه واله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبيناهم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون ( بها ) ثلاثمائة كبش من بني العباس .
    ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم ، لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها .
    ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبرئيل

    [187]


    فيقول : يا جبرئيل ! اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة ، فلذلك جاء القول " وعند جهينة الخبر اليقين " ( 1 ) فذلك قوله : " ولو ترى إذ فزعوا " إلى آخرها ، أورده الثعلبي في تفسيره .
    وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عليه السلام ، عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما السلام مثله .
    " وقالوا " أي ويقولون في ذلك الوقت وهو يوم القيامة ، أو عند رؤية البأس أو عند الخسف ، في حديث السفياني " آمنا به وأنى لهم التناوش " أي ومن أين لهم الانتفاع بهذا الايمان الذي الجئوا إليه ، بين سبحانه أنهم لا ينالون به نفعا كما لا ينال أحد التناوش من مكان بعيد ( 2 ) .
    12 - فس : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن جمهور ، عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله " وأنى لهم التناوش من مكان بعيد " قال : إنهم طلبوا المهدي عليه السلام من حيث لا ينال ، وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال .
    بيان : قوله " من حيث لا ينال " أي بعد سقوط التكليف وظهور آثار القيامة ، أو بعد الموت أو عند الخسف ، والاخير أظهر من جهة الخبر .
    13 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن علي بن الصباح المدائني عن الحسن بن محمد بن شعيب ، عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر

    ___________________________________________________________
    ص 187 ) ( 1 ) قال الفيروز آبادى : وعند جفينة الخبر اليقين " هو اسم خمار ، ولا تقل جهينة أو قد يقال : لان حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من بنى جهينة يقال له : الاخنس .
    فنزلا منزلا فقام الجهنى إلى الكلابى فقتله ، وأخذ ماله و كانت صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم فقال الاخنس في اشعار له : تسائل عن حصين كل ركب * وعند جهينة الخبر اليقين أقول : ترى تفصيل ذلك في الامثال للميدانى ج 2 ص 3 .
    فراجع .
    ( 2 ) راجع مجمع البيان ج 8 ص 397 و 398 .
    *

    [188]


    عليه السلام قال : يخرج القائم فيسير حتى يمر بمر ، فيبلغه أن عامله قد قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ، ولا يزيد على ذلك شيئا ، ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج جيشان للسفياني فيأمرالله عزوجل الارض أن تأخذ بأقدامهم وهو قوله عزوجل : " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به - يعني بقيام القائم - ( 1 ) وقد كفروا به من قبل - يعني بقيام آل محمد صلى الله عليهم - ويقذفون بالغيب من مكان بعيد - إلى قوله - في شك مريب " .
    14 - فس : " سأل سائل بعذاب واقع " قال : سئل أبوجعفر عليه السلام عن معنى هذا ، فقال : نار تخرج من المغرب ، وملك يسوقها من خلفها ، حتى يأتي من جهة دار بني سعد بن همام ، عند مسجدهم ، فلا تدع دارا لبني امية إلا أحرقتها وأهلها ، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي عليه السلام .
    بيان : أي ( 3 ) من علاماته أو عند ظهوره عليه السلام .
    15 - ك : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن فضال ، عن ظريف بن ناصح ، عن أبي الحصين قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الساعة فقال : عند إيمان بالنجوم ، وتكذيب بالقدر .
    16 - ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي ، عن حيدر بن محمد السمرقندي ، عن أبي عمرو الكشي ، عن حمدويه بن بشر ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : إن عبدالله بن بكير يروي حديثا ويتأوله وأنا احب أن أعرضه عليك ، فقال : ما ذاك الحديث ؟ قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام أيام خرج محمد بن عبدالله

    ___________________________________________________________
    ص 188 ) ( 1 ) بعده : وانى لهم التناوش من مكان بعيد الاية في سبأ : 51 و 52 .
    ( 2 ) المعارج : 1 .
    ( 3 ) يفسر رحمه الله معنى قوله عليه السلام " وذلك المهدى " .
    *

    [189]


    ابن الحسن ( 1 ) إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إن محمد بن عبدالله قد خرج وأجابه الناس ، فما تقول في الخروج معه ؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام : اسكن ما سكنت السماء والارض ، فقال عبدالله بن بكير : فاذا كان الامر هكذا فلم يكن خروج ما سكنت السماء والارض ، فما من قائم وما من خروج .
    فقال أبوالحسن : صدق أبوعبدالله عليه السلام وليس الامر على ما تأوله ابن بكير إنما قال أبوعبدالله عليه السلام : اسكن ما سكنت السماء من النداء والارض من الخسف بالجيش .
    17 - مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل ، عن علي بن الريان عن الدهقان ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قلت : جعلت فداك ، حديث كان يرويه عبدالله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة قال : فقال لي : وما هو ؟ قال : قلت له : روى عن عبيد بن زرارة أنه لقي أبا عبدالله عليه السلام في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبدالله بن الحسن ( 2 ) فقال له : جعلت فداك إن هذا قد آلف الكلام وسارع الناس إليه ، فما الذي تأمربه ؟ فقال : اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والارض .
    قال : وكان عبدالله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم .
    قال : فقال لي أبوالحسن عليه السلام : الحديث على مارواه عبيد ، وليس على ما

    ___________________________________________________________
    ص 189 ) ( 1 ) هو محمد بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبي طالب قد لقبوه بالمهدى رجاء أن يكون هوالمهدى الموعود لما روى على رسول الله صلى الله عليه وآله " المهدى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى " كما توهم ذلك في المهدى العباسى وقد مر تحقيق ذلك في ج 51 ص 86 فراجع .
    ومحمد هذا خرج في أيام المنصور ، وبعد ما قتل لقبوه بالنفس الزكية .
    ( 2 ) هو أخو محمد الملقب بالنفس الزكية خرج بعد أخيه وقتل بباخمرى .
    وترى الحديث في المصدر ص 266 .
    والذى بعده ص 346 .
    *

    [190]


    تأوله عبدالله بن بكير إنما عنى أبوعبدالله عليه السلام بقوله : ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك ، وما سكنت الارض من الخسف بالجيش .
    18 - مع ، ما : ابن الوليد ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن الاشعري ، عن السياري ، عن الحكم بن سالم ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنا وال أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا : صدق الله وقالوا : كذب الله .
    قاتل أبوسفيان رسول الله صلى الله عليه واله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام .
    19 - ير : معاوية بن حكيم ، عن محمد بن شعيب بن غزوان ، عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال : دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له : يا خراساني تعرف وادي كذا وكذا ؟ قال : نعم ، قال له : تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا وكذا ؟ قال : نعم ، ( قال : ) من ذلك يخرج الدجال .
    قال : ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن ، فقال له : يا يماني أتعرف شعب كذا وكذا ؟ قال : نعم ، قال له : تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا ؟ قال له : نعم ، قال له : تعرف صخرة تحت الشجرة ؟ قال له : نعم ، قال : فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد صلى الله عليه واله .
    20 - ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : سيأتي على امتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا ، لا يريدون به ما عندالله عزوجل يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف ، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم .
    21 - ثو : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : سيأتي زمان على امتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة ، وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:08 pm

    فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .
    22 - ك : ابن المغيرة بإسناده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ( إن ) الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء ( 1 ) .
    نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن سعد بن عمر الجلاب ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام مثله ( 2 ) 23 - ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمر كي ، عن ابن فضال ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ( 3 ) .
    بيان : قال الجزري فيه إن الاسلام بدا غريبا وسيعود كما بدا فطوبى للغرباء أي إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة " المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبي للغرباء أي الجنة لاولئك المسلمين الذين كانوا في أول الاسلام ، ويكونون في آخره ، وإنما خصهم بها لصبر هم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الاسلام .
    24 - ك : ابن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل بن علي القزويني ( 4 ) عن علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه ولو كره المشركون .
    فلا يبقي في الارض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهما السلام

    ___________________________________________________________
    ص 191 ) ( 1 ) و ( 3 ) المصدر ج 1 ص 308 .
    ( 2 ) المصدر ص 174 .
    ( 4 ) في المصدر ج 1 ص 447 : اسماعيل بن على الفزارى .
    فتحرر .
    *

    [192]


    فيصلي خلفه ، فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء ، وارتكاب الزناء ، وأكل الربا ، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه واله بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه ، وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا .
    فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه فاذا اجتمع إليه العقد ، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عزو جل ، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به .
    25 - سن : محمد بن علي ، عن المفضل بن صالح الاسدي ، عن محمد بن مروان .
    عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : يا رسول الله وإن شهد الشهادتين ؟ قال : نعم إنما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه أو يؤدي الجزية وهو صاغر ثم قال : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : وكيف يا رسول الله ؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به ( 1 ) .
    أقول : قد أوردنا في باب نص الصادق على القائم أنه عليه السلام يقتل الدجال ( 2 )
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 192 سطر 19 الى ص 200 سطر 18 26 - ك : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سيار الشيباني ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة قال : خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثا - فقام إليه صعصعة بن صوحان ، فقال :

    ___________________________________________________________
    ص 192 ) ( 1 ) تراه في المحاسن ص 90 .
    سواء ( 2 ) راجع ج 51 ص 144 الرقم 8 .
    *

    [193]


    يا أميرالمؤمنين متى يخرج الدجال ؟ فقال له علي عليه السلام : اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها قال : نعم يا أميرالمؤمنين .
    فقال عليه السلام : احفظ فان علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الامانة واستحلوا الكذب ، وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الارحام ، واتبعوا الاهواء ، واستخفوا بالدماء .
    وكان الحلم ضعفا ، والظلم فخرا ، وكانت الامراء فجرة ، والوزراء ظلمة والعرفاء خونة ، والقراء فسقة ، وظهرت شهادات الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ، والاثم والطغيان .
    وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطولت المنار ، واكرم الاشرار وازدحمت الصفوف ، واختلفت الاهواء ، ونقضت العقود ، واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب واؤتمن الخائن ، واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخرهذه الامة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج .
    وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد شاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه ، وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف ، وأمر من الصبر ، فعند ذلك الوحا الوحا ، العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس بيأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه .
    فقام إليه الاصبغ بن نباتة فقال : يا أميرالمؤمنين من الدجال ؟ فقال : ألا إن الدجال صائد بن الصيد ( 1 ) فالشقي من صدقه ، والسعيد من كذبه ، يخرج

    ___________________________________________________________
    ص 193 ) ( 1 ) في المصدر المطبوع ج 2 ص 207 : صائد بن الصائد .
    ولعل الصحيح " صائد *

    [194]






    من بلده يقال لها إصبهان من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة والاخرى في جبهته ، تضيئ كأنها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم ، بن عينيه مكتوب " كافر " يقرأه كل كاتب وامي .
    يخوض البحار ، وتسبر معه الشمس ، بين يديه جبل من دخان ، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام ، يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أقمر ( 1 ) خطوة حماره ميل ، تطوى له الارض منهلا منهلا ولا يمر بماء إلا يوم القيامة .
    ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين ، من الجن والانس والشياطين يقوم : إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى ، وقد رفهدى ، أنا ربكم الاعلى .
    وكذب عدو الله إنه الاعور يطعم الطعام ، ويمشي في الاسواق ، وإن ربكم عزوجل ليس بأعور ، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) .
    ألا وإن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر ، يقتله الله عزوجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة ، على يدي من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه .
    ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى ، قلنا : وما ذلك يا أميرالمؤمنين ؟ قال : خروج دابة من الارض ، من عند الصفا ، معها خاتم سليمان ، وعصى موسى ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن ، فيطبع فيه " هذا مؤمن حقا " وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه " هذا كافر حقا " حتى أن المؤمن لينادي : الويل لك يا كافرو إن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن ! وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها ، فيراها من بين الخافقين باذن الله عزو جل ، بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ، ولا عمل يرفع " ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " .


    ___________________________________________________________
    ص 194 ) أو ابن الصائد " فان الرجل غير منسوب .
    قال الفيروز آبادى ، " وابن صائد أو صياد الذى كان يظن انه الدجال " .
    ( 1 ) في المصدر : " حمار أبيض " وكلاهما بمعنى .
    *

    [195]


    ثم قال عليه السلام : لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فانه عهد إلي حبيبي عليه السلام أن لا اخبربه غير عترتي .
    فقال النزال بن سبرة لصعصعة : ما عنى أميرالمؤمنين بهذا القول ؟ فقال صعصعة : يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هوالثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي ، وهو الشمس الطالعة من مغربها ، يظهر عند الركن والمقام يطهر الارض ، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا فأخبر أميرالمؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلى الله عليه واله عهد إليه ألا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) .
    ك : محمد بن عمرو بن عثمان العقيلي ، عن محمد بن جعفر بن المظفر وعبدالله ابن محمد بن عبدالرحمان ، وعبدالله بن محمد بن موسى جميعا ، ومحمد بن عبدالله بن صبيح ( 1 ) جميعا ، عن أحمد بن المثنى الموصلي ، عن عبدالاعلى ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه واله مثله سواء .
    توضيح : قال الجزري " العرفاء " جمع عريف ، وهو القيم بامور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي امور هم ويتعرف الامير منه أحوالهم ، فعيل بمعنى فاعل " والزعيم " سيد الفوم ورئيسهم أو المتكلم عنهم و " القنية " الامة المغنية و " المعازف " الملاهي كالعود والطنبور و " الذمام " بالكسر الحق والحرمة .
    وقال الفيروز آبادي : القمرة بالضم لون إلى الخضرة ، أو بياض فيه كدرة حمار أقمر وأتان قمراء ، قوله لعنه الله " إلي أوليائي " أي أسرعوا إلي يا أوليائي .
    وفسر السيوطي وغيره الطيلسان بأنه شبه الاردية يوضع على الرأس والكتفين والظهر ، وقال ابن الاثير في شرح مسند الشافعي : الطيلسان يكون على الرأس والاكتاف وقال الفيروز آبادي : الافيق قرية بين حوران والغور ، ومنه عقبة أفيق .
    27 - ك : محمد بن عمر بن عثمان بهذا الاسناد عن مشايخه ، عن أبي يعلى الموصلي

    ___________________________________________________________
    ص 195 ) ( 1 ) في المصدر ج 2 ص 208 محمد بن عبدالله وضيع الجوهرى فتحرر .
    *

    [196]


    عن عبدالاعلى بن حماد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه واله صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ، ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت : ما تريد ياأباالقاسم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا ام عبدالله استأذني لي على عبدالله ، فقالت : يا أبا القاسم ! وما تصنع بعبدالله ، فوالله إنه لمجهود في عقله ، يحدث في ثوبه ، وإنه ليراودني على الامر العظيم .
    قال : اساأذني لي عليه ، فقالت : أعلى ذمتك ؟ قال : نعم ، قال : ادخل ، فدخل فاذا هو في قطيفة يهينم فيها فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك ، فسكت وجلس فقال للنبي صلى الله عليه واله : مالها لعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو ؟ ثم قال له النبي صلى الله عليه واله ماترى ؟ قال : أرى حقا وباطلا وأرى عرشا على الماء فقال : اشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله ! فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فما جعلت الله بذلك أحق مني .
    فلما كان في اليوم الثاني صلى عليه السلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى طرق الباب فقالت امه : ادخل فدخل فاذا هو في نخلة يغرد فيها فقالت له امه اسكت وانزل ، هذا محمد قد أتاك ، فسكت فقال للنبي صلى الله عليه واله : مالهالعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو ؟ فلما كان في اليوم الثالث صلى عليه السلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى أتى ذلك المكان ، فاذا هو في غنم ينعق بها ، فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأهابهم النبي صلى الله عليه واله في صلاة الغداة ثم قال : اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وما جعلك الله بذلك أحق مني .
    فقال النبي صلى الله عليه واله : إني قد خبأت لك خباء ، فقال : الدخ الدخ ( 1 ) فقال

    ___________________________________________________________
    ص 196 ) ( 1 ) في مشكاة المصابيح ص 478 وسنن أبى داود ج 2 ص 434 : قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى خبأت لك خبيئا - وخبأله : " يوم تأتى السماء بدخان مبين " - فقال *

    [197]


    النبي صلى الله عليه واله : اخسأ فانك لن تعدو أجلك ، ولن تبلغ أملك ، ولن تنال إلا ما قدر لك .
    ثم قال لاصحابه : أيهاالناس ! ما بعث الله نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال وإن الله عزوجل قد أخره إلى يومكم هذا ، فمهما تشابه عليكم من أمره فان ربكم ليس بأعور ، إنه يخرج على حمار عرض ما بين اذنيه ميل ، يخرج ومعه جنة ونار ، وجبل من خبز ونهر من ماء ، أكثر أتباعه اليهود والنساء والاعراب يدخل آفاق الارض كلها إلا مكة ولا بتيها ، والمدينة ولا بتيها ( 1 ) .
    بيان : قولها " إنه لمجهود في عقله " أي أصاب عقله جهد البلاء فهو مخبط يقال جهد المرض فلانا هزله ، وكأن مراودته إياها كان لاظهار دعوى الالوهية أو النبوة ولذا كانت تأبى عن أن يراه النبي صلى الله عليه واله " والهينمة " الصوت الخفي وفي أخبار العامة ( 2 ) " يهمهم " قوله " أهوهو " أي اما تقولون بالوهية إله أم لا .
    ( 3 ) أقول : روى الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري أن في هذه القصة قال له رسول الله صلى الله عليه واله : ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : ترى عرش ابليس على البحر فقال : ما ترى ؟ قال : أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلى الله عليه واله : لبس عليه دعوه .
    ويقال : غرد الطائر كفرح وغرد تغريدا وأغرد وتغرد ، رفع صوته وطرب به ، قوله : " قد خبأت لك خباء " أي أضمرت لك شيئا أخبرني به ، قال

    ___________________________________________________________
    ص 197 ) هو الدخ ، والدخ بالضم والفتح : الدخان ونقل الشرتونى في ذيل اقرب الموارد عن التاج أنه فسر الدخ بنبت يكون في البساتين وقال وبه فسر حديث ابن الصياد وفسره الحاكم بالجماع ، ووهموه .
    ( 1 ) راجع المصدر ص 209 .
    ( 2 ) كما في المصدر المطبوع ( ط - الاسلامية ) ج 2 ص 209 .
    ( 3 ) لم نعرف له معنى محصلا .
    *

    [198]


    الجزري : فيه أنه قال لا بن صياد خبأت لك خبيئا قال : هو الدخ .
    بضم الدال وفتحها الدخان ، قال : " عند رواق البيت يغشى الدخان " وفسر الحديث أنه أراد بذلك يوم تأتي السماء بدخان مبين .
    وقيل : إن الدجال يقتله عيسى بجبل الدخان ، فيحتمل أن يكون المراد تعريضا بقتله لان ابن الصياد كان يظن أنه الدجال .
    قوله صلى الله عليه واله " اخسا " يقال : خسأت الكلب أي طردته وأبعدته قوله " فانك لن تعدو أجلك " قال في شرح السنة - : قال الخطابي يحتمل وجهين أحد هما أنه لا يبلغ قدره أن يطالع الغيب من قبل الوحي الذي يوحى به إلى الانبياء ، ولا من قبل الالهام الذي يلقى في روع الاولياء ( 1 ) وإنما كان الذي جرى على لسانه شيئا ألقاه الشيطان حين سمع النبي صلى الله عليه واله يراجع به أصحابه قبل دخوله النخل .
    والاخر أنك لن تسبق قدر الله وفي أمرك .
    وقال أبوسليمان : والذي عندي أن هذه القصة إنما جرت أيام مهادنة رسول الله صلى الله عليه واله اليهود وحلفاءهم وكان ابن الصياد منهم أو دخيلا في جملتهم ( 2 ) وكان يبلغ رسول الله صلى الله عليه واله خبره وما يدعيه من الكهانة ، فامتحنه بذلك ، فلما

    ___________________________________________________________
    ص 198 ) ( 1 ) الروع : القلب .
    ومنه قوله صلى الله عليه وآله " ان روح القدس نفث في روعى ان نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .
    وفي الاصل المطبوع " روح الاولياء " وله وجه .
    ( 2 ) وقيل : كان حاله في صغره حال الكهان يصدق مرة ويكذب مرارا ، ثم أسلم لما كبر ، فظهرت منه علامات من الحج والجهاد مع المسلمين ، ثم ظهرت منه أحوال وسمعت منه أقوال تشعر بانه الدجال .
    وقيل انه تاب ومات بالمدينة وقيل بل فقد يوم الحرة ، والظاهر من قصة تميم الدارى انه ليس هو الدجال .
    *

    [199]


    كلمه علم أنه مبطل ، وأنه من جملة السحرة أوالكهنة أو ممن يأتيه رئي الجن ( 1 ) أو يتعاهده شيطان فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به ، فلما سمع منه قوله " الدخ " زبره وقال : اخسأ فلن تعد وقدرك .
    يريد أن ذلك شئ ألقاه إليه الشيطان ، وليس ذلك من قبل الوحي وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها ويخطئ في بعضها ، وذلك معنى قوله : يأتيني صادق وكاذب فقال له عند ذلك : خلط عليك .
    والجملة من أمره أنه كان فتنة قد امتحن الله به عباده " ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بيتة " وقد افتتن قوم موسى في زمانه بالعجل فافتتن به قوم واهلكوا ، ونجا من هداه الله وعصمه انتهى كلامه .
    أقول : اختلفت العامة في أن ابن الصياد هل هو الدجال أو غيره ، فذهب جماعة منهم إلى أنه غيره ، لما روي أنه تاب عن ذلك ، ومات بالمدينة ، وكشفوا عن وجهه حتى رأوه الناس ميتا ورووا عن أبي سعيد الخدري أيضا ما يدل على أنه ليس بدجال .
    وذهب جماعة إلى أنه هوالدجال ، رووه عن ابن عمر وجابر الانصاري ( 2 ) * ( هامش ص 199 ) ( 1 ) رئى الجن : جنى يرى نفسه للكهنة ويلقى اليهم آراءه وأخباره .
    ومثله رئى القوم لصاحب رأيهم الذى يرجعون اليه .
    ( 2 ) ترى تلك الروايات في كتب القوم ابواب الفتن والملاحم باب خروج الدجال كما في سنن أبى داود ج 2 ص 430 - إلى - 435 ومشكاة المصابيح ( ط - كراجى ) ص 472 إلى - 479 .
    فما نقله المصابيح عن أبى سعيد الخدرى : انه قال صحبت ابن صياد إلى مكة فقال لى : ما لقيت من الناس ؟ يزعمون انى ادجال ! ألست رسول الله صلى الله عليه وآله يقول انه لا يولد له ، وقد ولد لى ، أليس قد قال هو كافر ؟ وأنا مسلم ، أو ليس قد قال لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينه وأنا اريد مكة .
    ومات نقله عن ابن عمر : أنه قال : عن نافع قال كان ابن عمر يقول : والله ما أشك أن المسيح الدجال هو ابن صياد ، رواه أبوداود والبيهقى في كتاب البعث والنشور .
    *

    [200]


    أقول : قال الصدوق رحمه الله بعد إيراد هذا الخبر : إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ، ويروونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وبخروجه في آخر الزمان ولا يصدقون بأمرالقائم عليه السلام وأنه يغيب مدة طويلة ثم يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما بنص النبي والائمة بعده صلوات الله عليهم وعليه باسمه وعينه ونسبه ، وبأخبارهم بطول غيبته إرادة لاطفاء نورالله وإبطالا لامر ولي الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .
    وأكثر ما يحتجون به في دفعهم لامر الحجة عليه السلام أنهم يقولون لم نرو هذه الاخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها ، وكذا يقول من يجحد نبوة نبينا صلى الله عليه واله من الملحدين ، والبراهمة واليهود والنصارى : إنه ما صح عندنا شئ مما تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها ، فنعتقد بطلان أمره لهذه الجهة ، ومتى لزمنا ما يقولون لزمهم ما يقوله هذه الطوائف وهم أكثر عددا منهم .
    ويقولون أيضا : ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحد في زماننا هذا عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان ، فقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان .
    فنقول لهم : أتصدقون على أن الدجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان وكذلك إبليس ، ولا تصدقون بمثل ذلك لقائم آل محمد عليهم السلام ؟ مع النصوص الواردة فيه في الغيبة ، وطول العمر ، والظهور بعد ذلك للقيام بأمر الله عزوجل ، وماروي في ذلك من الاخبار التي قد ذكرتها في هذا الكتاب ومع ما صح عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : كل ما كان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 200 سطر 19 الى ص 208 سطر 18 حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة .
    وقد كان فيمن مضى من أنبياء الله عزوجل وحججه عليهم السلام معمرون .
    أما نوح عليه السلام فانه عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة ، ونطق القرآن بأنه " لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما " وقد روي في الخبر الذي ( قد ) أسندته في هذا الكتاب أن في القائم سنة من نوح ، وهي طول العمر ، فكيف يدفع أمره ولا يدفع ما يشبهه من الامور التي ليس شئ منها في موجب العقول ، بل لزم
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:09 pm

    فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .
    22 - ك : ابن المغيرة بإسناده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ( إن ) الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء ( 1 ) .
    نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن سعد بن عمر الجلاب ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام مثله ( 2 ) 23 - ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمر كي ، عن ابن فضال ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ( 3 ) .
    بيان : قال الجزري فيه إن الاسلام بدا غريبا وسيعود كما بدا فطوبى للغرباء أي إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة " المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبي للغرباء أي الجنة لاولئك المسلمين الذين كانوا في أول الاسلام ، ويكونون في آخره ، وإنما خصهم بها لصبر هم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الاسلام .
    24 - ك : ابن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل بن علي القزويني ( 4 ) عن علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه ولو كره المشركون .
    فلا يبقي في الارض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهما السلام

    ___________________________________________________________
    ص 191 ) ( 1 ) و ( 3 ) المصدر ج 1 ص 308 .
    ( 2 ) المصدر ص 174 .
    ( 4 ) في المصدر ج 1 ص 447 : اسماعيل بن على الفزارى .
    فتحرر .
    *

    [192]


    فيصلي خلفه ، فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء ، وارتكاب الزناء ، وأكل الربا ، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه واله بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه ، وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا .
    فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين " ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه فاذا اجتمع إليه العقد ، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عزو جل ، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به .
    25 - سن : محمد بن علي ، عن المفضل بن صالح الاسدي ، عن محمد بن مروان .
    عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : يا رسول الله وإن شهد الشهادتين ؟ قال : نعم إنما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه أو يؤدي الجزية وهو صاغر ثم قال : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : وكيف يا رسول الله ؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به ( 1 ) .
    أقول : قد أوردنا في باب نص الصادق على القائم أنه عليه السلام يقتل الدجال ( 2 )
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 192 سطر 19 الى ص 200 سطر 18 26 - ك : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سيار الشيباني ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة قال : خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثا - فقام إليه صعصعة بن صوحان ، فقال :

    ___________________________________________________________
    ص 192 ) ( 1 ) تراه في المحاسن ص 90 .
    سواء ( 2 ) راجع ج 51 ص 144 الرقم 8 .
    *

    [193]


    يا أميرالمؤمنين متى يخرج الدجال ؟ فقال له علي عليه السلام : اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها قال : نعم يا أميرالمؤمنين .
    فقال عليه السلام : احفظ فان علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الامانة واستحلوا الكذب ، وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الارحام ، واتبعوا الاهواء ، واستخفوا بالدماء .
    وكان الحلم ضعفا ، والظلم فخرا ، وكانت الامراء فجرة ، والوزراء ظلمة والعرفاء خونة ، والقراء فسقة ، وظهرت شهادات الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ، والاثم والطغيان .
    وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطولت المنار ، واكرم الاشرار وازدحمت الصفوف ، واختلفت الاهواء ، ونقضت العقود ، واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب واؤتمن الخائن ، واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخرهذه الامة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج .
    وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد شاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه ، وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف ، وأمر من الصبر ، فعند ذلك الوحا الوحا ، العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس بيأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه .
    فقام إليه الاصبغ بن نباتة فقال : يا أميرالمؤمنين من الدجال ؟ فقال : ألا إن الدجال صائد بن الصيد ( 1 ) فالشقي من صدقه ، والسعيد من كذبه ، يخرج

    ___________________________________________________________
    ص 193 ) ( 1 ) في المصدر المطبوع ج 2 ص 207 : صائد بن الصائد .
    ولعل الصحيح " صائد *

    [194]






    من بلده يقال لها إصبهان من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة والاخرى في جبهته ، تضيئ كأنها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم ، بن عينيه مكتوب " كافر " يقرأه كل كاتب وامي .
    يخوض البحار ، وتسبر معه الشمس ، بين يديه جبل من دخان ، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام ، يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أقمر ( 1 ) خطوة حماره ميل ، تطوى له الارض منهلا منهلا ولا يمر بماء إلا يوم القيامة .
    ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين ، من الجن والانس والشياطين يقوم : إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى ، وقد رفهدى ، أنا ربكم الاعلى .
    وكذب عدو الله إنه الاعور يطعم الطعام ، ويمشي في الاسواق ، وإن ربكم عزوجل ليس بأعور ، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) .
    ألا وإن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر ، يقتله الله عزوجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة ، على يدي من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه .
    ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى ، قلنا : وما ذلك يا أميرالمؤمنين ؟ قال : خروج دابة من الارض ، من عند الصفا ، معها خاتم سليمان ، وعصى موسى ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن ، فيطبع فيه " هذا مؤمن حقا " وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه " هذا كافر حقا " حتى أن المؤمن لينادي : الويل لك يا كافرو إن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن ! وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها ، فيراها من بين الخافقين باذن الله عزو جل ، بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ، ولا عمل يرفع " ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " .


    ___________________________________________________________
    ص 194 ) أو ابن الصائد " فان الرجل غير منسوب .
    قال الفيروز آبادى ، " وابن صائد أو صياد الذى كان يظن انه الدجال " .
    ( 1 ) في المصدر : " حمار أبيض " وكلاهما بمعنى .
    *

    [195]


    ثم قال عليه السلام : لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فانه عهد إلي حبيبي عليه السلام أن لا اخبربه غير عترتي .
    فقال النزال بن سبرة لصعصعة : ما عنى أميرالمؤمنين بهذا القول ؟ فقال صعصعة : يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هوالثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي ، وهو الشمس الطالعة من مغربها ، يظهر عند الركن والمقام يطهر الارض ، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا فأخبر أميرالمؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلى الله عليه واله عهد إليه ألا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) .
    ك : محمد بن عمرو بن عثمان العقيلي ، عن محمد بن جعفر بن المظفر وعبدالله ابن محمد بن عبدالرحمان ، وعبدالله بن محمد بن موسى جميعا ، ومحمد بن عبدالله بن صبيح ( 1 ) جميعا ، عن أحمد بن المثنى الموصلي ، عن عبدالاعلى ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه واله مثله سواء .
    توضيح : قال الجزري " العرفاء " جمع عريف ، وهو القيم بامور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي امور هم ويتعرف الامير منه أحوالهم ، فعيل بمعنى فاعل " والزعيم " سيد الفوم ورئيسهم أو المتكلم عنهم و " القنية " الامة المغنية و " المعازف " الملاهي كالعود والطنبور و " الذمام " بالكسر الحق والحرمة .
    وقال الفيروز آبادي : القمرة بالضم لون إلى الخضرة ، أو بياض فيه كدرة حمار أقمر وأتان قمراء ، قوله لعنه الله " إلي أوليائي " أي أسرعوا إلي يا أوليائي .
    وفسر السيوطي وغيره الطيلسان بأنه شبه الاردية يوضع على الرأس والكتفين والظهر ، وقال ابن الاثير في شرح مسند الشافعي : الطيلسان يكون على الرأس والاكتاف وقال الفيروز آبادي : الافيق قرية بين حوران والغور ، ومنه عقبة أفيق .
    27 - ك : محمد بن عمر بن عثمان بهذا الاسناد عن مشايخه ، عن أبي يعلى الموصلي

    ___________________________________________________________
    ص 195 ) ( 1 ) في المصدر ج 2 ص 208 محمد بن عبدالله وضيع الجوهرى فتحرر .
    *

    [196]


    عن عبدالاعلى بن حماد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : إن رسول الله صلى الله عليه واله صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ، ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت : ما تريد ياأباالقاسم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا ام عبدالله استأذني لي على عبدالله ، فقالت : يا أبا القاسم ! وما تصنع بعبدالله ، فوالله إنه لمجهود في عقله ، يحدث في ثوبه ، وإنه ليراودني على الامر العظيم .
    قال : اساأذني لي عليه ، فقالت : أعلى ذمتك ؟ قال : نعم ، قال : ادخل ، فدخل فاذا هو في قطيفة يهينم فيها فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك ، فسكت وجلس فقال للنبي صلى الله عليه واله : مالها لعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو ؟ ثم قال له النبي صلى الله عليه واله ماترى ؟ قال : أرى حقا وباطلا وأرى عرشا على الماء فقال : اشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله ! فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فما جعلت الله بذلك أحق مني .
    فلما كان في اليوم الثاني صلى عليه السلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى طرق الباب فقالت امه : ادخل فدخل فاذا هو في نخلة يغرد فيها فقالت له امه اسكت وانزل ، هذا محمد قد أتاك ، فسكت فقال للنبي صلى الله عليه واله : مالهالعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو ؟ فلما كان في اليوم الثالث صلى عليه السلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى أتى ذلك المكان ، فاذا هو في غنم ينعق بها ، فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأهابهم النبي صلى الله عليه واله في صلاة الغداة ثم قال : اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وما جعلك الله بذلك أحق مني .
    فقال النبي صلى الله عليه واله : إني قد خبأت لك خباء ، فقال : الدخ الدخ ( 1 ) فقال

    ___________________________________________________________
    ص 196 ) ( 1 ) في مشكاة المصابيح ص 478 وسنن أبى داود ج 2 ص 434 : قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى خبأت لك خبيئا - وخبأله : " يوم تأتى السماء بدخان مبين " - فقال *

    [197]


    النبي صلى الله عليه واله : اخسأ فانك لن تعدو أجلك ، ولن تبلغ أملك ، ولن تنال إلا ما قدر لك .
    ثم قال لاصحابه : أيهاالناس ! ما بعث الله نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال وإن الله عزوجل قد أخره إلى يومكم هذا ، فمهما تشابه عليكم من أمره فان ربكم ليس بأعور ، إنه يخرج على حمار عرض ما بين اذنيه ميل ، يخرج ومعه جنة ونار ، وجبل من خبز ونهر من ماء ، أكثر أتباعه اليهود والنساء والاعراب يدخل آفاق الارض كلها إلا مكة ولا بتيها ، والمدينة ولا بتيها ( 1 ) .
    بيان : قولها " إنه لمجهود في عقله " أي أصاب عقله جهد البلاء فهو مخبط يقال جهد المرض فلانا هزله ، وكأن مراودته إياها كان لاظهار دعوى الالوهية أو النبوة ولذا كانت تأبى عن أن يراه النبي صلى الله عليه واله " والهينمة " الصوت الخفي وفي أخبار العامة ( 2 ) " يهمهم " قوله " أهوهو " أي اما تقولون بالوهية إله أم لا .
    ( 3 ) أقول : روى الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري أن في هذه القصة قال له رسول الله صلى الله عليه واله : ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : ترى عرش ابليس على البحر فقال : ما ترى ؟ قال : أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلى الله عليه واله : لبس عليه دعوه .
    ويقال : غرد الطائر كفرح وغرد تغريدا وأغرد وتغرد ، رفع صوته وطرب به ، قوله : " قد خبأت لك خباء " أي أضمرت لك شيئا أخبرني به ، قال

    ___________________________________________________________
    ص 197 ) هو الدخ ، والدخ بالضم والفتح : الدخان ونقل الشرتونى في ذيل اقرب الموارد عن التاج أنه فسر الدخ بنبت يكون في البساتين وقال وبه فسر حديث ابن الصياد وفسره الحاكم بالجماع ، ووهموه .
    ( 1 ) راجع المصدر ص 209 .
    ( 2 ) كما في المصدر المطبوع ( ط - الاسلامية ) ج 2 ص 209 .
    ( 3 ) لم نعرف له معنى محصلا .
    *

    [198]


    الجزري : فيه أنه قال لا بن صياد خبأت لك خبيئا قال : هو الدخ .
    بضم الدال وفتحها الدخان ، قال : " عند رواق البيت يغشى الدخان " وفسر الحديث أنه أراد بذلك يوم تأتي السماء بدخان مبين .
    وقيل : إن الدجال يقتله عيسى بجبل الدخان ، فيحتمل أن يكون المراد تعريضا بقتله لان ابن الصياد كان يظن أنه الدجال .
    قوله صلى الله عليه واله " اخسا " يقال : خسأت الكلب أي طردته وأبعدته قوله " فانك لن تعدو أجلك " قال في شرح السنة - : قال الخطابي يحتمل وجهين أحد هما أنه لا يبلغ قدره أن يطالع الغيب من قبل الوحي الذي يوحى به إلى الانبياء ، ولا من قبل الالهام الذي يلقى في روع الاولياء ( 1 ) وإنما كان الذي جرى على لسانه شيئا ألقاه الشيطان حين سمع النبي صلى الله عليه واله يراجع به أصحابه قبل دخوله النخل .
    والاخر أنك لن تسبق قدر الله وفي أمرك .
    وقال أبوسليمان : والذي عندي أن هذه القصة إنما جرت أيام مهادنة رسول الله صلى الله عليه واله اليهود وحلفاءهم وكان ابن الصياد منهم أو دخيلا في جملتهم ( 2 ) وكان يبلغ رسول الله صلى الله عليه واله خبره وما يدعيه من الكهانة ، فامتحنه بذلك ، فلما

    ___________________________________________________________
    ص 198 ) ( 1 ) الروع : القلب .
    ومنه قوله صلى الله عليه وآله " ان روح القدس نفث في روعى ان نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " .
    وفي الاصل المطبوع " روح الاولياء " وله وجه .
    ( 2 ) وقيل : كان حاله في صغره حال الكهان يصدق مرة ويكذب مرارا ، ثم أسلم لما كبر ، فظهرت منه علامات من الحج والجهاد مع المسلمين ، ثم ظهرت منه أحوال وسمعت منه أقوال تشعر بانه الدجال .
    وقيل انه تاب ومات بالمدينة وقيل بل فقد يوم الحرة ، والظاهر من قصة تميم الدارى انه ليس هو الدجال .
    *

    [199]


    كلمه علم أنه مبطل ، وأنه من جملة السحرة أوالكهنة أو ممن يأتيه رئي الجن ( 1 ) أو يتعاهده شيطان فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به ، فلما سمع منه قوله " الدخ " زبره وقال : اخسأ فلن تعد وقدرك .
    يريد أن ذلك شئ ألقاه إليه الشيطان ، وليس ذلك من قبل الوحي وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها ويخطئ في بعضها ، وذلك معنى قوله : يأتيني صادق وكاذب فقال له عند ذلك : خلط عليك .
    والجملة من أمره أنه كان فتنة قد امتحن الله به عباده " ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بيتة " وقد افتتن قوم موسى في زمانه بالعجل فافتتن به قوم واهلكوا ، ونجا من هداه الله وعصمه انتهى كلامه .
    أقول : اختلفت العامة في أن ابن الصياد هل هو الدجال أو غيره ، فذهب جماعة منهم إلى أنه غيره ، لما روي أنه تاب عن ذلك ، ومات بالمدينة ، وكشفوا عن وجهه حتى رأوه الناس ميتا ورووا عن أبي سعيد الخدري أيضا ما يدل على أنه ليس بدجال .
    وذهب جماعة إلى أنه هوالدجال ، رووه عن ابن عمر وجابر الانصاري ( 2 ) * ( هامش ص 199 ) ( 1 ) رئى الجن : جنى يرى نفسه للكهنة ويلقى اليهم آراءه وأخباره .
    ومثله رئى القوم لصاحب رأيهم الذى يرجعون اليه .
    ( 2 ) ترى تلك الروايات في كتب القوم ابواب الفتن والملاحم باب خروج الدجال كما في سنن أبى داود ج 2 ص 430 - إلى - 435 ومشكاة المصابيح ( ط - كراجى ) ص 472 إلى - 479 .
    فما نقله المصابيح عن أبى سعيد الخدرى : انه قال صحبت ابن صياد إلى مكة فقال لى : ما لقيت من الناس ؟ يزعمون انى ادجال ! ألست رسول الله صلى الله عليه وآله يقول انه لا يولد له ، وقد ولد لى ، أليس قد قال هو كافر ؟ وأنا مسلم ، أو ليس قد قال لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينه وأنا اريد مكة .
    ومات نقله عن ابن عمر : أنه قال : عن نافع قال كان ابن عمر يقول : والله ما أشك أن المسيح الدجال هو ابن صياد ، رواه أبوداود والبيهقى في كتاب البعث والنشور .
    *

    [200]


    أقول : قال الصدوق رحمه الله بعد إيراد هذا الخبر : إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ، ويروونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وبخروجه في آخر الزمان ولا يصدقون بأمرالقائم عليه السلام وأنه يغيب مدة طويلة ثم يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما بنص النبي والائمة بعده صلوات الله عليهم وعليه باسمه وعينه ونسبه ، وبأخبارهم بطول غيبته إرادة لاطفاء نورالله وإبطالا لامر ولي الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .
    وأكثر ما يحتجون به في دفعهم لامر الحجة عليه السلام أنهم يقولون لم نرو هذه الاخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها ، وكذا يقول من يجحد نبوة نبينا صلى الله عليه واله من الملحدين ، والبراهمة واليهود والنصارى : إنه ما صح عندنا شئ مما تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها ، فنعتقد بطلان أمره لهذه الجهة ، ومتى لزمنا ما يقولون لزمهم ما يقوله هذه الطوائف وهم أكثر عددا منهم .
    ويقولون أيضا : ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحد في زماننا هذا عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان ، فقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان .
    فنقول لهم : أتصدقون على أن الدجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان وكذلك إبليس ، ولا تصدقون بمثل ذلك لقائم آل محمد عليهم السلام ؟ مع النصوص الواردة فيه في الغيبة ، وطول العمر ، والظهور بعد ذلك للقيام بأمر الله عزوجل ، وماروي في ذلك من الاخبار التي قد ذكرتها في هذا الكتاب ومع ما صح عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : كل ما كان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 200 سطر 19 الى ص 208 سطر 18 حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة .
    وقد كان فيمن مضى من أنبياء الله عزوجل وحججه عليهم السلام معمرون .
    أما نوح عليه السلام فانه عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة ، ونطق القرآن بأنه " لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما " وقد روي في الخبر الذي ( قد ) أسندته في هذا الكتاب أن في القائم سنة من نوح ، وهي طول العمر ، فكيف يدفع أمره ولا يدفع ما يشبهه من الامور التي ليس شئ منها في موجب العقول ، بل لزم
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:10 pm

    الاقرار بها لانها رويت عن النبي صلى الله عليه واله .
    وهكذا يلزم الاقرار ( 1 ) بالقائم عليه السلام من طريق السمع .
    وفي موجب أي عقل من العقول أنه يجوز أن يلبث أصحاب الكهف ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ؟ هل وقع التصديق بذلك إلا من طريق السمع ، فلم لا يقع التصديق بأمر القائم عليه السلام أيضا من طريق السمع .
    وكيف يصدقون بما يرد من الاخبار عن وهب بن منبه وعن كعب الاحبار في المحالات التي لا يصح منها شئ في قول الرسول ، ولا في موجب العقول ، ولا يصدقون بما يرد عن النبي والائمة عليهم السلام في القائم وغيبته ، وظهوره بعد شك أكثر الناس في أمره .
    وارتدادهم عن القول به ، كما تنطق به الآثار الصحيحة عنهم عليهم السلام هل هذا إلا مكابرة في دفع الحق وجحوده ؟ وكيف لا يقولون : إنه لما كان في الزمان غير محتمل للتعمير وجب أن تجري سنة الاولين بالتعمير في أشهر الاجناس تصديقا لقول صاحب الشريعة عليه السلام ولا جنس أشهر من جنس القائم عليه السلام لانه مذكور في الشرق والغرب على ألسنة المقرين وألسنة المنكرين له ، ومتى بطل وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الائمة عليهم السلام مع الروايات الصحيحة عن النبي أنه صلى الله عليه واله أخبر بوقوعها به عليه السلام بطلت نبوته ، لانه يكون قد أخبر بوقوع الغيبة بمن لم يقع به ، ومتى صح كذبه في شئ لم يكن نبيا .
    وكيف يصدق في أمر عمار أنه تقتله الفئة الباغية وفي أميرالمؤمنين عليه السلام أنه تخضب لحيته من دم رأسه وفي الحسن بن علي عليهما السلام أنه مقتول بالسم وفي الحسين بن علي عليهما السلام أنه مقتول بالسيف ، ولا يصدق فيما أخبر به من أمرالقائم ووقوع الغيبة به ، والنص عليه باسمه ونسبه ؟ بل هو صلى الله عليه واله صادق في جميع أقواله مصيب في جميع أحواله ، ولا يصح إيمان عبد حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضى ويسلم له في جميع الامور تسليما لا يخالطه شك ولا ارتياب ، وهذا هوالاسلام

    ___________________________________________________________
    ص 201 ) ( 1 ) في الاصل المطبوع هناك تكرار من سهو الناسخ فلا تغفل .
    *

    [202]


    والاسلام هو الاستسلام والانقياد " ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ( 1 ) .
    ومن أعجب العجب أن مخالفينا يروون أن عيسى بن مريم عليهما السلام مر بأرض كربلا فرأى عدة من الظباء هناك مجتمعة فأقبلت إليه وهي تبكى ، وأنه جلس وجلس الحواريون ، فبكى وبكى الحواريون ، وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى ؟ فقالوا : ياروح الله وكلمته ما يبكيك ؟ قال : أتعلمون أي أرض هذه ؟ قالوا : لا ، قال : هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد ، وفرخ الحرة ( 2 ) الطاهرة البتول شبيه امي ويلحد فيها ، هي أطيب من المسك لانها طينة الفرخ المستشهد ، وهكذا تكون طينة الانبياء وأولاد الانبياء وهذه الظباء تكلمني وتقول إنها ترعى في هذه الارض شوقا إلى تربة الفرخ ( المستشهد ) المبارك وزعمت أنها آمنة في هذه الارض .
    ثم ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء فشمها وقال : اللهم أبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة ، وإنها بقيت إلى أيام أميرالمؤمنين عليه السلام حتى شمها وبكى وأبكى ، وأخبر بقصتها لما مر بكربلا .
    فيصدقون بأن بعر تلك الظباء تبقى زيادة على خمسمائة سنة لم تغيرها الامطار والرياح ، ومرورالايام والليالي والسنين عليها ، ولا يصدقون بأن القائم من آل محمد عليهم السلام يبقى حتى يخرج بالسيف فيبير أعداء الله ويظهر دين الله مع الاخبار الواردة عن النبي والائمة صلوات الله عليهم بالنص عليه باسمه ونسبه وغيبته المدة الطويلة ، وجري سنن الاولين فيه بالتعمير ، هل هذا إلا عناد وجحود الحق ؟ .
    38 - ك : أبي ، عن الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب عن أبي أيوب والعلا معا ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن لقيام القائم علامات تكون من الله عزوجل للمؤمنين قلت : وما هي جعلني الله فداك ؟ قال : قول الله عزوجل " ولنبلونكم " يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام

    ___________________________________________________________
    ص 202 ) ( 1 ) آل عمران : 85 .
    ( 2 ) في الاصل المطبوع : الخيرة .
    *

    [203]


    " بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين " ( 1 ) قال : نبلوهم بشئ من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلا أسعارهم " ونقص من الاموال " قال كساد التجارات وقلة الفضل ، ونقص من الانفس : قال موت ذريع ونقص من الثمرات قلة ريع ما يزرع وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل الفرج .
    ثم قال لي : يا محمد هذا تأويله إن الله عزوجل يقول " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " ( 2 ) .
    نى : محمد بن همام ، عن الحميري ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن مسلم مثله .
    بيان : الذريع السريع .
    29 - ك : أبي ، عن الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الاهوازي ، عن صفوان ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ( 3 ) ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : خمس قبل قيام القائم عليه السلام : اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية .
    30 - ك : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن شعيب الحذاء ، عن صالح مولى بني العذراء قال : سمعت أباعبدالله الصادق عليه السلام يقول : ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمسة عشر ليلة .
    غط : الفضل ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة مثله .
    شا : ثعلبة مثله .


    ___________________________________________________________
    ص 203 ) ( 1 ) البقرة : 155 .
    ( 2 ) آل عمران : 7 والحديث في كمال الدين ج 2 ص 363 ، وغيبة النعمانى ص 132 سواء .
    ( 3 ) كوفى من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام كان بياع البان .
    *

    [204]






    31 - ك : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن الحارث بن المغيرة ، عن ميمون البان ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه ، فرفع جانب الفسطاط فقال : إن أمرنا لوقد كان لكان أبين من هذا الشمس ! ثم قال : ينادي مناد من السماء إن فلان بن فلان هو الامام باسمه وينادي إبليس من الارض كما نادى برسول الله صلى الله عليه واله ليلة العقبة .
    32 - ك : بهذا الاسناد ، عن الاهوازي ، عن صفوان ، عن عيسى بن أعين عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أمرالسفياني من الامر المحتوم ، وخروجه في رجب .
    33 - ك : بهذا الاسناد ، عن الاهوازي ( 1 ) ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي أيوب ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان .
    34 - ك : بهذا الاسناد ، عن الاهوازي ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قبل قيام القائم عليه السلام خمس علامات محتومات : اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء .
    نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن عبدالله بن خالد التميمي ، عن بعض

    ___________________________________________________________
    ص 204 ) ( 1 ) الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الاهوازى مولى على بن الحسين من أصحاب الرضا والجواد والهادى عليهم السلام ثقة عظيم الشأن صاحب مصنفات ، وحماد بن عيسى أحد شيوخه الذى يروى عنه كما في المستدرك ج 3 ص 550 وقد صرح بذلك النجاشى ص 60 في أحمد بن الحسين بن سعيد حيث قال : يروى عن جميع شيوخ أبيه الا حماد بن عيسى فيما زعم أصحابنا القميون .
    فما في المصدر المطبوع ج 2 ص 364 : وبهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى بن أعين ، عن المعلى بن خنيس ، عن حماد بن عيسى .
    فهو خلط وتصحيف ظاهر وقد تكرر الحديثان بالسند الصحيح في ص 366 منه فراجع .
    *

    [205]


    أصحابنا ، عن ابن أبي عمير مثله ( 1 ) وفيه : والصيحة من السماء .
    35 - ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ينادي مناد باسم القائم عليه السلام قلت : خاص أوعام ؟ قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم ، قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه ؟ قال : لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل فيشكك الناس .
    بيان الظاهر " في آخر النهار " كما سيأتي في الاخبار ( 2 ) ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ في آخر الليل أصلا .
    36 - ك : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة قال أبوعبدالله عليه السلام : قال أبي عليه السلام : قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : يخرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة ( 3 ) وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض " قرار ومعين " فيستوي على منبرها .
    بيان : وحش الوجه : أي يستوحش من يراه ولا يستأنس به أحد ، أو بالخاء المعجمة ( 4 ) وهو الردي من كل شئ ، والارض ذات القرار الكوفة أو النجف كما فسرت به في الاخبار .
    37 - ك : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال لي أبوعبدالله الصادق عليه السلام : إنك لورأيت السفياني رأيت

    ___________________________________________________________
    ص 205 ) ( 1 ) في المصدر ص 133 : عن ابن أبى عمير ، عن أبى أيوب الخزاز ، عن عمر بن حنظلة ، وهو الصحيح ومنه يعلم أن " عن أبى أيوب " ساقط عن نسخة كمال الدين أيضا .
    ( 2 ) تحت الرقم 40 .
    ( 3 ) هذا هو الصحيح كما في المصدر ولما يجيئ بعد هذا وفي الاصل المطبوع : عيينة ، وهو تصحيف فان أبناء أبى سفيان : عتبة ومعوية ويزيد وعنبسة وحنظلة راجع الرقم 65 أيضا .
    ( 4 ) كما في المصدر ج 2 ص 365 .
    *

    [206]


    أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول : يا رب يارب يارب ثم للنار ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن ام ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه .
    بيان : قوله : ثم للنار أي ثم مع إقراره ظاهرا بالرب يفعل ما يستوجب للنار ويصير إليها ، والاظهر ما سيأتي يا رب ثاري والنار مكررا ( 1 ) .
    38 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن الكوفي ، عن الحسين بن سفيان ، عن قتيبة بن محمد ، عن عبدالله بن أبي منصور ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن اسم السفياني فقال : وما تصنع باسمه ؟ إذا ملك كنوز الشام ( 2 ) الخمس : دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت : يملك تسعة أشهر ؟ قال : لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما .
    39 - ك : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن أبيه ، عن أبي المغرا ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : صوت جبرئيل من السماء وصوت إبليس من الارض فاتبعوا الصوت الاول وإياكم والاخير أن تفتنوا به .
    40 - ك : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن الثمالي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن أباجعفر عليه السلام كان يقول : إن خروج السفياني من الامر المحتوم ( 3 ) قال لي : نعم ، واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم عليه السلام من المحتوم .
    فقلت له : فكيف يكون النداء ؟ قال : ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون .


    ___________________________________________________________
    ص 206 ) ( كما في المصدر ج 2 ص 365 : ولفظه : يقول : يارب ثارى ثارى ثم النار .
    وسيجئ تحت الرقم 144 .
    ( 2 ) في المصدر : كور الشام الخمس .
    وهو الاظهر .
    ( 3 ) في المصدر ج 2 ص 366 هناك زيادة وهى ( قال : نعم ، فقلت : ومن المحتوم ) لكنه سهو .
    *

    [207]


    41 - ك : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن حكم الخياط ، عن محمد بن همام ، عن ورد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : آيتان بين يدي هذا الامر خسوف القمر لخمس وخسوف الشمس لخمسة عشرة ولم يكن ذلك منذ هبط آدم عليه السلام إلى الارض ، وعند ذلك سقط حساب المنجمين .
    نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة ، عن الحكم بن أيمن ، عن ورد أخي الكميت مثله ( 1 ) .
    42 - ك : بهذا الاسناد ، عن الاهوازي ، عن صفوان ، عن عبدالرحمان بن الحجاج ، عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قد ام القائم عليه السلام موتان : موت أحمر وموت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة فالموت الاحمر السيف ، والموت الابيض الطاعون .
    43 - ك : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم عليه السلام .
    بيان : يحتمل وقوعهما معا فلا تنافي ولعله سقط من الخبرشي ء .
    44 - ك : بهذا الاسناد ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا : سمعنا أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا يكون هذا الامر حتى يذهب ثلثا الناس فقيل له : فاذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى ؟ فقال عليه السلام : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي .
    45 - غط : قرقارة ، عن نضربن الليث المروزي ، عن ابن طلحة الجحدري قال : حدثنا عبدالله بن لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبدالله بن رزين ، عن عمار ابن ياسر أنه قال : إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها أمارات

    ___________________________________________________________
    ص 207 ) ( 1 ) تراه في كمال الدين ج 2 ص 361 وغيبة النعمانى ص 145 .
    حكم بن أيمن هو أبوعلى مولى قريش الخياط .
    وقيل : الحناط ، والصحيح ما في الصلب : الخراط .
    وذلك لقوله في حديث رواه الكافى باب تقبل العمل قال : قلت لابى عبدالله ( ع ) : انى اتقبل الثوب .
    فيفهم انه من الخياطة .
    راجع قاموس الرجال ج 3 ص 370 .
    *

    [208]


    فاذا رأيتم فالزموا الارض وكفوا حتى تجيئ أماراتها .
    فاذا استثارت عليكم الروم والترك ، وجهزت الجيوش ومات خليفتكم الذي يجمع الاموال ، واستخلف بعده رجل صحيح ، فيخلع بعد سنين من بيعته ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدا ، ويتخالف الترك والروم وتكثر الحروب في الارض .
    وينادي مناد عن سور دمشق : ويل لاهل الارض من شر قد اقترب ، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك رجل أبقع ، ورجل أصهب ( 1 ) ورجل من أهل بيت أبي سفيان ، يخرج في كلب ، ويحضر الناس بدمشق ، ويخرج أهل الغرب إلى مصر .
    فاذا دخلوا فتلك أمارة السفياني ، ويخرج قبل ذلك من يد عو لآل محمد عليهم السلام وتنزل الترك الحيرة ، وتنزل الروم فلسطين ، ويسبق عبدالله حتى يلتقي جنود هما بقرقيسا على النهر ، ويكون قتال عظيم ، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني فيسبق اليماني ويحوز السفياني ما جمعوا .
    ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه واله ويقتل رجلا من مسميهم ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح فاذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان التحقوا بمكة فعند ذلك ، يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة ، فينادى مناد من السماء : أيها الناس ! إن أميركم فلان وذلك هو المهدي الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ( 2 ) .

    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 208 سطر 19 الى ص 216 سطر 18 بيان : قوله " من حيث بدا " أي من جهة خراسان فان هلا كو توجه من تلك الجهة كما أن بدء ملكهم كان من تلك الجهة حيث توجه أبومسلم منها إليهم .
    46 - غط : جماعة ، عن التعلكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمد ابن علي ، عن عثمان بن أحمد السماك ، عن إبراهيم بن عبدالله الهاشمي ، عن

    ___________________________________________________________
    ص 208 ) ( 1 ) الابقع : الابلق ، والاصهب : الاحمر والاشقر .
    ( 2 ) عرضناه على المصدر ص 293 وصححنا بعض ألفاظه المصحفة وسيجى مثله .
    *

    [209]


    يحيى بن أبي طالب ، عن علي بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبدالله ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا تقوم الساعة حتى يخرج نحو من ستين كذابا كلهم يقولون أنا نبي .
    شا : يحيى بن أبي طالب ، عن علي بن عاصم مثله .
    47 - غط : الفضل بن شاذان ، عن الوشاء عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة قال : قال أبو عبدالله عليه السلام لا يخرج القائم حتى يخرج اثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه .
    شا : الوشاء مثله .
    48 - غط : ابن فضال ( 1 ) ، عن حماد ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي نصر عن عامر بن واثلة ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : عشر قبل الساعة لا بد منها : السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى عليه السلام ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر .
    49 - غط : ابن فضال ، عن حماد ، عن إبراهيم بن عمر ، عن عمر بن حنظلة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خمس قبل قيام القائم من العلامات : الصيحة ، والسفياني والخسف بالبيداء ، وخروج اليماني ، وقتل النفس الزكية .
    50 - غط : الفضل بن شاذان ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : ( قلت ) ( 2 ) لابي جعفر عليه السلام متى يكون هذا الامر ؟ فقال : أنى يكون ذلك يا جابر ولما تكثر القتلى بين الحيرة والكوفة .
    شا : عمرو بن شمر مثله .


    ___________________________________________________________
    ص 209 ) ( 1 ) في المصدر ص 282 : وبهذا الاسناد عن ابن فضال ، والاسناد : أحمد بن ادريس عن على بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل ابن شاذان ، عن ابن فضال .
    وكان على المصنف رحمه الله أن يصرح بذلك .
    وهكذا في السند الاتى .
    ( 2 ) راجع غيبة الشيخ ص 286 ، الارشاد ص 339 .
    *

    [210]


    51 - غط : الفضل ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره ممايلي دار عبدالله بن مسعود ، فعند ذلك زوال ملك بني فلان أما إن هادمه لا يبنيه .
    شا : محمد بن سنان مثله ( 1 ) .
    نى : عبدالواحد ، عن محمد بن جعفر ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار ، عن خالد القلانسي عنه عليه السلام مثله .
    52 - غط : الفضل ، عن سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد الازدي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق شا : ابن عميرة مثله .
    53 - غط : الفضل ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن محمد بن مسلم قال : يخرج قبل السفياني مصري ويماني .
    54 - غط : الفضل ، عن عثمان بن عيسى ، عن درست ، عن عمار بن مروان عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من يضمن لي موت عبدالله أضمن له القائم ثم قال : إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إنشاءالله ويذهب ملك سنين ويصير ملك الشهور والايام فقلت : يطول ذلك قال : كلا .
    55 - غط : الفضل ، عن محمد بن علي ، عن سلام بن عبدالله ، عن أبي بصير عن بكر بن حرب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال ، لا يكون فساد ملك بني فلان حتى يختلف سيفي بني فلان فاذا اختلفوا كان عند ذلك فساد ملكهم .
    56 - شا ، غط : الفضل ، عن البزنطي ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : ( هامش ص 210 ) ( 1 ) غيبة الشيخ ص 286 وغيبة النعمانى ص 147 والارشاد ص 339 وفيه : فعند ذلك زوال ملك القوم ، وعند زواله خروج القائم عليه السلام .
    فتأمل .
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:10 pm

    إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين قلت : وأي شئ يكون الحدث ؟ فقال : عصبية ( 1 ) تكون بين الحرمين ، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا .
    57 - شا ، غط : الفضل ، عن ابن فضال وابن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة يوم الجمعة وكأني أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين المسجد ( 2 ) وأصحاب الصابون .
    بيان : قوله : " حتى يستعرضوا الناس " أي يقتلوهم بالسيف يقال : عرضتهم على السيف قتلا .
    58 - غط : الفضل ، عن عبدالله بن جبلة ، عن أبي عمار ، عن علي بن أبي المغيرة ، عن عبدالله بن شريك العامري ، عن عميرة بنت نفيل قالت : سمعت بنت الحسن بن علي عليه السلام يقول : لا يكون هذا الامر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضا ، ويتفل بعضكم في وجه بعض ، وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض ، قلت : ما في ذلك خير قال : الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله .
    59 - غط : الفضل ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن أبي البلاد ، عن علي ابن محمد الاودي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه أحمر كألوان الدم فأما الموت الاحمر فالسيف ، وأما الموت الابيض فالطاعون .
    شا : محمد بن أبي البلاد مثله .
    نى : علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الاودي مثله .


    ___________________________________________________________
    ص 211 ) ( 1 ) كذا في المصدر ص 287 وهكذا الاصل المطبوع ص 157 وقد مرتحت الرقم 8 أنها " عضبة " فراجع .
    ( 2 ) وفي الارشاد ص 340 : فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون *

    [212]


    60 - غط : الفضل ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي لهيعة ، عن أبي زرعة ، عن عبدالله بن رزين ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : دعوة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، فالزموا الارض وكفوا حتى تروا قادتها ، فإذا خالف الترك الروم ، وكثرت الحروب في الارض ، وينادي مناد على سور دمشق : ويل لازم من شر قد اقترب ، ويخر ( ب ) حائط مسجدها .
    61 - غط : الفضل ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود عن محمد بن بشر ، عن محمد بن الحنفية قال : قلت له : قد طال هذا الامر حتى متى ؟ قال : فحرك رأسه ثم قال : أنى يكون ذلك ولم يعض الزمان ؟ أنى يكون ذلك ولم يجفوا الاخوان ؟ أنى يكون ذلك ولم يظلم السلطان ؟ أنى يكون ذلك ولم يقم الزنديق من قزوين ، فيهتك ستورها ، ويكفر صدورها ، ويغير سورها ، ويذهب ببهجتها ؟ من فر منه أدركه ، ومن حاربه قتله ، ومن اعتزله افتقر ، ومن تابعه كفر حتى يقوم باكيان : باك يبكي على دينه ، وباك يبكي على دنياه .
    62 - شا ، غط : الفصل ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الزم الارض ولاتحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك : اختلاف بني فلان ، ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ( 1 ) وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة فيها اختلاف كثيرفي كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب ، وراية الابقع ، وراية السفياني .
    63 - غط : أحمد بن علي الرازي ، عن المقانعي ، عن بكار بن أحمد ، عن حسن بن حسين ، عن عبدالله بن بكير ، عن عبدالملك بن إسماعيل الاسدي ، عن أبيه قال : حد ثني سعيد بن جبير قال : السنة التي يقوم فيها المهدي تمطر أربعا

    ___________________________________________________________
    ص 212 ) ( 1 ) الجابية قرية بدمشق وباب الجابية من أبوابها - القاموس .
    *

    [213]


    وعشرين مطرة يرى أثرها وبركتها .
    64 - وروي عن كعب الاحبار أنه قال : إذا ملك رجل من بني العباس يقال له : عبدالله وهو ذوالعين ، بها افتتحوا وبها يختمون ، وهو مفتاح البلاء ، وسيف الفناء فاذا قرئ له كتاب بالشام من عبدالله عبدالله أميرالمؤمنين ، لم تلبثوا أن يبلغكم أن كتابا قرئ على منبر مصر : من عبدالله عبدالرحمن أميرالمؤمنين .
    وفى حديث آخر قال : الملك لبني العباس حتى يبلغكم كتاب قرئ بمصر من عبدالله عبدالرحمن أميرالمؤمنين وإذا كان ذلك فهو زوال ملكهم وانقطاع مدتهم فإذا قرئ عليكم أول النهار لبني العباس من عبدالله أميرالمؤمنين فانتظروا كتابا يقرأ عليكم من آخر النهار من عبدالله عبدالرحمن أميرالمؤمنين ، وويل لعبدالله من عبدالرحمن .
    بيان : قوله وهو ذوالعين أي في أول اسمه العين ، كما كان أولهم أبوالعباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس وكان آخر هم عبدالله بن المستنصر الملقب بالمستعصم ، وسائر أجزاء الخبر لا يهمنا تصحيحها لكونه مرويا عن كعب غير متصل بالمعصوم .
    65 - غط : روى حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال : يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك .
    66 - غط : روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته ، المشرك والمؤمن .
    ، يملا الجبال خوفا .
    67 - شا ، غط : الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة ، عن بدربن الخليل الازدي قال : قال أبوجعفر عليه السلام : آيتان تكونان قبل

    [214]






    القائم لم يكونا منذ هبط آدم عليه السلام إلى الارض تنكشف الشمس في النصف من شهر رمضان ، والقمر في آخره ، فقال الرجل : يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف ، فقال أبوجعفر عليه السلام : إني لاعلم بما تقول ، ولكنهما آيتان لم يكونا منذ هبط آدم عليه السلام .
    نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن محمد وأحمد ابني الحسن ، عن أبيهما ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبيد بن الخليل ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .
    كا : العدة ، عن سهل ، عن البزنطي ، عن ثعلبة ، عن بدر مثله ( 1 ) .
    68 - شا ، غط : الفضل ، عن ابن أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال : سأل رجل أبا الحسن عليه السلام عن الفرج فقال لي : ما تريد الاكثار أو أجمل لك ؟ فقلت : اريد تجمله لي فقال : إذا تحركت روايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان أو ذكر غير كندة .
    ( 2 ) 69 - غط : الفضل ، عن ابن محبوب ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن قدام القائم لسنة غيداقة ( 3 ) يفسد التمر في النخل

    ___________________________________________________________
    ص 214 ) ( 1 ) راجع غيبة الشيخ ص 286 وروضة الكافى ص 212 وفي غيبة النعمانى ص 144 جعل بدر بن الخليل في الهامش بدل عبيد بن الخليل وهو الصحيح طبقا لنسخة الشيخ والكلينى والرجل أبوالخليل الكوفى بدرين الخليل الاسدى من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام وأما الازدى والاسدى فهما نسبة إلى أزد بن الغوث لكنه بالسين افصح وهو أبوحى باليمن ومن أولاده الانصار كلهم .
    ( 2 ) اللفظ للشيخ ص 287 من الغيبة واما الارشاد ص 340 : اذا ركزت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان .
    ( 3 ) قال في الاقرب : الغيدق والغيداق والغيدقان : الرخص الناعم ، عام غيداق مخصب وكذلك السنة بدون هاء أقول : وفى الاصل المطبوع : الغيدافة وله وجه أيضا ان أخذنا بالقياس في الاوزان ، فان غيداق أصله مأخوذ من الغدق فيكون غيداف مأخوذا من الغدف وهو النعمة والخصب والسعة أيضا ، يقال هم في غدف : اى في سعة .
    *

    [215]


    فلا تشكوا في ذلك .
    70 - غط : الفضل ، عن أحمد بن عمربن سالم ، عن يحيى بن علي ، عن الربيع ، عن أبي لبيد قال : تغير الحبشة البيت ، فيكسرونه ، ويؤخذ الحجر فينصب في مسجد الكوفة .
    71 - غط : الفضل ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : إن السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ، ثم قال عليه السلام : أستغفرالله حمل جمل ، وهو من الامر المحتوم الذي لا بدمنه .
    72 - غط : الفضل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جبلة ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله الف درهم ، فيثب الجار على جاره ، ويقول : هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم .
    أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون إلا لاولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت : ومن صاحب البرقع ؟ فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم ( 1 ) فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون إلا ابن بغي .


    ___________________________________________________________
    ص 215 ) والمراد بالغيداق أوالغيداف السنة الماطرة كمامر في الحديث تحت الرقم 63 ولاجل المطر المداوم والغمام المطبق يفسد التمر على النخل وذلك لفقدان الحرارة وشعاع الشمس وترى مثل ذلك في الارشاد ص 340 .
    ( 1 ) قال الفيروز آبادى : حاش الصيد : جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة و قال في الاقرب : غمز بالرجل وعليه : سعى به شرا وطعن عليه وأهل المغرب يقولون غمز فلان بفلان اذا كسر جفنه نحوه ليغريه به أوليلتجئ اليه أوليستعين به ، هذا والحديث في المصدر ص 288 .
    *

    [216]


    73 - غط : جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن أبي نعيم نصربن عصام ابن المغيرة العمري ، عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو قرقارة الكاتب ، عن أحمد ابن محمد الاسدي ، عن محمد بن أحمد ، عن إسماعيل بن عباس ، عن مهاجربن حكيم عن معاوية بن سعيد ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال لي علي بن أبي طالب : إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى .
    قيل : ثم مه ؟ قال : ثم رجفة تكون بالشام ، تهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين فاذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب ( 1 ) والرايات الصفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام فاذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام ، يقال لها : خرشنا ، فاذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الاكباد بوادي اليابس .
    74 - غط : قرقارة ، عن محمد بن خلف ، عن الحسن بن صالح بن الاسود عن عبدالجبار بن العباس الهمداني ، عن عمار الدهني قال : قال أبوجعفر عليه السلام : كم تعدون بقاء ( 2 ) السفياني فيكم ؟ قال : قلت : حمل امرأة تسعة أشهر قال : ما أعلمكم يا أهل الكوفة .
    بيان : يحتمل أن يكون بعض أخبار مدة السفياني محمولا على التقية لكونه مذكورا في رواياتهم ، أوعلى أنه مما يحتمل أن يقع فيه البداء فيحتمل هذه المقادير ، أويكون المراد مدة استقرار دولته ، وذلك مما يختلف بحسب الاعتبار ويؤمئ إليه خبر موسى بن أعين الآتي ( 3 ) وخبر محمد بن مسلم الذي سبق .

    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 216 سطر 19 الى ص 224 سطر 18 75 - غط : قرقارة ، عن إسماعيل بن عبدالله بن ميمون ، عن محمد بن عبدالرحمن ، عن جعفر بن سعد الكاهلي ، عن الاعمش ، عن بشير بن غالب قال :

    ___________________________________________________________
    ص 216 ) ( 1 ) البرذون ضرب من الدواب ، دون الخيل وأقدر من الحمر ، يقع على الذكر والانثى ، وربما قيل في الانثى البرذونة والجمع براذين .
    ( 2 ) في الاصل المطبوع : " كم تعدون والسفيانى فيكم " راجع المصدر ص 292 .
    ( 3 ) راجع الرقم 130 .


    [217]


    يقبل السفياني من بلاد الروم متنصرا ، في عنقه صليب وهو صاحب القوم .
    76 - غط : أحمد بن علي الرازي ، عن محمد بن إسحاق المقري ، عن المقانعي ، عن بكار ، عن إبراهيم بن محمد ، عن جعفر بن سعد الاسدي ، عن أبيه عنن أبي عبدالله عليه السلام قال : عام أوسنة الفتح ينبثق ( 1 ) الفرات حتى يدخل أزقة الكوفة .
    77 - غط : الفضل ، عن محمد بن علي ، عن عثمان بن أحمد السماك ، عن إبراهيم بن عبدالله الهاشمي ، عن إبراهيم بن هانئ ، عن نعيم بن حماد ، عن سعيد ، عن أبي عثمان ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فاذا ظهر المهدي بعث إليه بالبيعة .
    78 - غط : قرقارة ، عن محمد بن خلف الحماد ، عن إسماعيل بن أبان الازدي عن سفيان بن إبراهيم الجريري أنه سمع أباه يقول : النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم ولا ذنب ، فاذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ، ولا في الارض ناصر ، فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل ، فاذا خرجوا بكى لهم الناس ، لا يرون إلا أنهم يختطفون ، يفتح الله لهم مشارق الارض ومغاربها ، ألا وهم المؤمنون حقا ألا إن خير الجهاد في آخرالزمان .
    79 - غط : قرقارة ، عن العباس بن يزيد البحراني ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن علي بن عبدالله بن عباس قال : لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية ( 2 ) .
    80 - شف : وجدت بخط المحدث الاخباري محمد بن المشهدي باسناده عن محمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد ، عن مشايخه ، عن سليمان الاعمش ، عن جابربن

    ___________________________________________________________
    ص 217 ) ( 1 ) انبثق عليهم الماء : خرق الشط وكسر السد ، فجرى من غير فجر .
    والبثق - بالكسر والفتح - موضع الكسر من الشط .
    وفى الاصل المطبوع وهكذا المصدر ص 288 " ينشق " وهو تصحيف .
    ( 2 ) ترى روايات الباب في غيبة الشيخ ص 281 - 294 .
    *

    [218]


    عبدالله الانصاري قال : حدثني أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه واله قال : لما رجع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب ، فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الارض فنظر إلى عسكر أميرالمؤمنين عليه السلام فاستفظع ذلك ، ونزل مبادرا فقال : من هذا ؟ ومن رئيس هذا العسكر ؟ فقيل له : هذا أميرالمؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان .
    فجاء الحباب مبادرا يتخطى الناس حتى وقف على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين حقا حقا فقال له : وما علمك بأني أميرالمؤمنين حقا حقا ؟ قال له : بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا ، فقال له : يا حباب ! فقال له الراهب : وما علمك باسمي ؟ فقال : أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله فقال له الحباب : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك علي بن أبي طالب وصيه .
    فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : وأين تأوي ؟ فقال : أكون في قلاية لي ههنا فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : بعد يومك هذا لا تسكن فيها ، ولكن ابن ههنا مسجدا وسمه باسم بانيه ، فبناه رجل اسمه براثا فسمى المسجد ببراثا باسم الباني له .
    ثم قال : ومن أين تشرب ياحباب ! فقال : يا أميرالمؤمنين من دجلة ههنا قال : فلم لا تحفر ههنا عينا أو بئرا ، فقال له : يا أميرالمؤمنين كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : احفر ههنا بئرا فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها ، فقلعها أميرالمؤمنين عليه السلام فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذ من الزبد .
    فقال له يا حباب : يكون شربك من هذه العين أما إنه ياحباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها وتعظم البلاء حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام ، فإذا عظم بلاؤهم شدوا على مسجدك بفطوة ثم - وابنه بنين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر ثم بيتا - فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا إلا

    [219]


    أهلكه وأهلك أهله ثم ليعد عليهم مرة اخرى ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد ثم يعود عليهم .
    ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها ، وأهلكها ، وأسخط أهلها ، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع ، فعند ذلك يكون هلاك البصرة ، ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط ، فيفعل مثل ذلك ثم يتوجه نحو بغداد ، فيدخلها عفوا ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة ، ولا يكون بلد من الكوفة تشوش ( 1 ) الامر له ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقا هما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما ويوجه جيشا نحو الكوفة ، فيستعبد بعض أهلها ، ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن ، ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحدا إلا قتلوه وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله .
    فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها ، هيهات هيهات وامور عظام وفتن كقطع الليل المظلم فاحفظ عني ما أقول لك ياحباب .
    بيان : قال الفيروز آبادي : القلى رؤوس الجبال ، والفطوا السوق الشديد .
    اعلم أن النسخة كانت سقيمة فأوردت الخبر كما وجدته .
    81 - ختص : سعد ، عن أحمد بن محمد ، و عبدالله بن عامر بن سعد ، عن محمد بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبوجعفر عليه السلام : كان أميرالمؤمنين يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان ، والباكي على أهل النهروان ، إن من لقي الله مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي الله عزو جل ساخطا عليه ، ولا يدرك الدجال .
    فقال رجل : يا أميرالمؤمنين فان مات قبل ذلك ؟ قال : فيبعث من قبره حتى لا يؤمن به وإن رغم أنفه .
    82 - شا : قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام

    ___________________________________________________________
    ص 219 ) ( 1 ) تستوثق ، خ ل .
    *

    [220]


    وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات فمنها خروج السفياني ، وقتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملك الدنياوي ، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات ، وخسف بالبيداء ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب ، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ، وهدم حائط مسجد الكوفة ، وإقبال رايات سود من قبل خراسان ، وخروج اليماني ، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ، و نزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة .
    وطلوع نجم بالمشرق يضيئ كما يضيئ القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه ، وحمرة يظهر في السماء وينشر في آفاقها ، ونار تظهر بالمشرق طويلا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام ، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد ، وخروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أمير هم ، وخراب الشام ، واختلاف ثلاث رايات فيه ، ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ، ورايات كندة إلى خراسان ، وورود خيل من قبل العرب حتى تربط بفناء الحيرة ، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها ، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة .
    وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة ، وخروج اثنا عشرمن آل أبي طالب كلهم يدعي الامامة لنفسه ، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين ، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام ، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار ، وزلزلة ، حتى ينخسف كثير منها ، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع فيه ونقص من الاموال والانفس والثمرات .
    وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه ، حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس ، واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم ، ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير ، وغلبة العبيد على بلاد السادات ، ونداء من السماء حتى
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:11 pm

    يسمعه أهل الارض كل أهل لغة بلغتهم ، ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعواإلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون .
    ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة يتصل فتحيى به الارض بعد موتها و تعرف بركاتها ، ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي عليه السلام ، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الاخبار .
    ومن جملة هذه الاحداث محتومة ، ومنها مشروطة ، والله أعلم بما يكون وإنما ذكرناها على حسب ما ثبت في الاصول ، وتضمنها الاثر المنقول ، وبالله نستعين ( 1 ) 83 - شا : علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قوله عز وجل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم " ( 2 ) قال : الفتن في آفاق الارض والمسخ في أعداء الحق .
    84 - شا : وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى : " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " ( 3 ) سيفعل الله ذلك بهم قلت : من هم ؟ قال : بنوامية وشيعتهم قال : ( قلت : ) وما الآية ؟ قال : ركود الشمس من بين زوال الشمس إلى وقت العصر وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه .
    85 - شا : الحسين بن زيد ، عن منذر الجوزي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء

    ___________________________________________________________
    ص 221 ) ( 1 ) ذكره المفيد في الارشاد في أول باب علامات قيام القائم ص 336 ثم نقل لكل علامة ما يثبتها من الروايات وقد ذكرها المؤلف قبل ذلك .
    ( 2 ) فصلت : 53 ، والحديث في الارشاد ص 338 ، وهكذا مايليه .
    ( 3 ) الشعراء : 4 .
    *

    [222]


    وحمرة تحلل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلدة البصرة ، ودماء تسفك بها ، و خراب دورها ، وفناء يقع في أهلها ، وشمول أهل العراق خوف لا يكون معه قرار .
    86 - شى : عن عجلان أبي صالح قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا تمضي الايام والليالي حتى ينادى مناد من السماء : يا أهل الحق اعتزلوا ياأهل الباطل اعتزلوا فيعزل هؤلاء من هؤلاء ، ويعزل هؤلاء من هؤلاء ، قال : قلت : أصلحك الله يخالط هؤلاء وهؤلاء بعد ذلك النداء ؟ قال : كلا إنه يقول في الكتاب : " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " ( 1 ) 87 - شى : عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام يقول : الزم الارض لا تحركن يدك ولا رجلك أبدا حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى مناديا ينادي بدمشق ، وخسف بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها فإذا رأيت الترك جازوها ، فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة ، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة ، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب .
    وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : الاصهب والابقع و السفياني مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شئ قط .
    ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار وهي الآية التي يقول الله تبارك وتعالى : " فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم " ( 2 ) .
    ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه واله وشيعتهم فيبعث بعثا إلى الكوفة ، فيصاب باناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا وصلبا ، ويقبل راية من خراسان حتى ينزل ساحل الدجلة ، يخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه

    ___________________________________________________________
    ص 222 ) ( 1 ) آل عمران : 179 .
    والحديث في تفسير العياشى ج 1 ص 207 وفيه عجلان بن صالح ، وهو تصحيف والرجل ثقة من أصحاب الصادق عليه السلام .
    ( 2 ) مريم : 37 .
    *

    [223]


    فيصاب بظهر الكوفة ، ويبعث بعثا إلى المدينة ، فيقتل بهارجلا ويهرب المهدي و المنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ، لا يترك منهم أحد إلا حبس و يخرج الجيش في طلب الرجلين .
    ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفا يترقب حتى يقدم مكة ، و يقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء ، وهو جيش الهملات ( 1 ) خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر ، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ، ومعه وزيره .
    فيقول : يا أيها الناس إنا نستنصرالله على من ظلمنا ، وسلب حقنا ، من يحاجنا في الله فأنا أولى بالله ومن يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجنا في إبراهيم فأنا أولى الناس بابراهيم ومن حاجنا بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد ، ومن حاجنا في النبيين فنحن أولى الناس بالنبيين ، ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله .
    إنا نشهد وكل مسلم اليوم أنا قد ظلمنا ، وطردنا ، وبغي علينا ، واخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا ، وقهرنا إلا أنا نستنصرالله اليوم وكل مسلم .
    ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف ، يتبع بعضهم بعضا ، وهي الآية التي قال الله " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير " ( 2 ) فيقول : رجل من آل محمد صلى الله عليه واله وهي القرية الظالمة أهلها .
    ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلاثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام ، معه عهد نبي الله صلى الله عليه واله ورايته ، وسلاحه ، ووزيره معه ، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء ، حتى يسمعه أهل الارض كلهم اسمه اسمه نبي .
    ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه واله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فان اشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت

    ___________________________________________________________
    ص 223 ) ( 1 ) الهلاك خ ل .
    ( 2 ) البقرة : 148 .


    [224]






    من السماء باسمه وأمره وإياك وشذاذ من آل محمد عليهم السلام فان لآل محمد وعلي راية ولغير هم رايات فالزم الارض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ، فان عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صارعند محمد بن علي ، ويفعل الله ما يشاء .
    فالزم هؤلاء أبدا ، وإياك ومن ذكرت لك ، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه واله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيدا حتى يقول : هذا مكان القوم الذين يخسف بهم وهي الآية التي قال الله " أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض أويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أويأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين " ( 1 ) فاذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنة يوسف ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ماشاءالله أن يمكث حتى يظهر عليها ثم يسير حتى يأتي العذرا ( 2 ) هو ومن معه ، وقد الحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة .
    حتى إذا التقوا وهم يوم الابدال يخرج اناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد عليهم السلام ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم .
    وهو يوم الابدال .
    قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معهم حتى لا يدرك منهم مخبر ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها .

    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 224 سطر 19 الى ص 232 سطر 18 فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه وأعتقه ، ولا غارما إلا قضى دينه ، ولا مظلمة

    ___________________________________________________________
    ص 224 ) ( 1 ) النحل : 45 .
    وقد أخرج العياشى في تفسير سورة النحل ج 2 ص 261 شطرا من هذا الحديث من قوله : ان قوله : ان عهد نبى الله صار عند على بن الحسين - إلى تمام هذه الاية بغير هذا السند .
    ( 2 ) وفي تفسير البرهان ج 1 ص 164 : " البيدا " واما العذراء قال الفيروز آبادى : والعذراء : بلا لام موضع على بريد من دمشق قتل به معوية حجر بن عدى ، أو قرية بالشام .
    *

    [225]


    لاحد من الناس إلا ردها ، ولا يقتل منهم عبد إلا أدى ثمنه " دية مسلمة إلى أهلها " ولا يقتل قتيل إلا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء حتى يملا الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا ويسكنه هو وأهل بيته الرحبة .
    والرحبة إنما كانت مسكن نوح وهي أرض طيبة ، ولا يسكن رجل من آل محمد عليهم السلام ولا يقتل إلا بأرض طيبة زاكية ، فهم الاوصياء الطيبون ( 1 ) 88 - جا : الجعابي .
    عن محمد بن موسى الحضرمي ، عن مالك بن عبيدالله عن علي بن معبد ، عن إسحاق بن أبي يحيى الكعبي ، عن السفيان الثوري عن منصور الربعي ، عن خراش ، عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : يميزالله أولياءه وأصفياءه حتى يطهر الارض من المنافقين والضالين وأبناء الضالين وحتى تلتقي بالرجل يومئذ خمسون امرأة هذه تقول : يا عبدالله اشترني وهذه تقول يا عبدالله آوني .
    89 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن محمد الدينوري ، عن علي بن الحسن الكوفي ، عن عمرة بنت أوس قالت : حدثني جدي الخضر بن عبدالرحمان ، عن عبدالله بن حمزة ، عن كعب الاحبار أنه قال : إذا كان يوم القيامة حشرالخلق على أربعة أصناف : صنف ركبان ، وصنف على أقدامهم يمشون ، وصنف مكبون ، وصنف على وجوههم ، صم بكم عمي فهم لا يعقلون ، ولا يكلمون ، ولا يؤذن لهم فيعتذرون اولئك الذين تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون .
    فقيل له : يا كعب من هؤلاء الذين يحشرون على وجوههم وهذه الحالة حالهم ؟ فقال كعب : اولئك كانوا في الضلال والارتداد والنكث ، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم إذا لقوا الله بحرب خليفتهم ، ووصي نبيهم ، وعالمهم وفاضلهم وحامل اللواء ، و ولي الحوض ، والمرتجى والرجا دون هذا العالم ، وهو العلم الذي لا يجهل والحجة التي من زال عنها عطب ، وفي النار هوى .


    ___________________________________________________________
    ص 225 ) ( 1 ) راجع تفسير العياشى ج 1 64 - 66 .
    وسيجئ تحت الرقم 105 عن غيبة النعمانى ص 149 باسناده عن جابر مثل هذا الحديث مع اختلاف .
    *

    [226]


    ذاك علي ورب الكعبة أعلمهم علما ، وأقدمهم سلما ، وأوفرهم حلما .
    عجب كعب ممن قدم على علي غيره ، ومن يشك في القائم المهدي الذي يبدل الارض غير الارض ، وبه عيسى بن مريم يحتج على نصارى الروم والصين إن القائم المهدي من نسل علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وسيماء وهيئة ، يعطيه الله عزوجل ما أعطى الانبياء ، ويزيده ويفضله .
    إن القائم من ولد علي له غيبة كغيبة يوسف ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الآخر ( 1 ) وخراب الزوراء وهي الري وخسف المزورة وهي بغداد ، وخروج السفياني ، وحرب ولد العباس مع فتيان أرمنية وآذربيجان .
    تلك حرب يقتل فيها الوف والوف ، كل يقبض على سيف مجلى ( 2 ) تخفق عليه رايات سود ، تلك حرب يستبشر فيها الموت الاحمر والطاعون الاكبر .
    90 - نى : بهذا الاسناد ، عن الخضر بن عبدالرحمان ، عن أبيه ، عن جده عمر بن سعد قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : لا يقوم القائم حتى تفقأ عين الدنيا وتظهر الحمرة في السماء ، وتلك دموع حملة العرش على أهل الارض ، وحتى يظهر فيهم قوم لا خلاق لهم ، يدعون لولدي وهم براء ( 3 ) من ولدي .
    تلك عصابة رديئة لا خلاق لهم ، على الاشرار مسلطة ، وللجبابرة مفتنة وللملوك مبيرة ، يظهر في سواد الكوفة ، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب ، رث الدين ، لا خلاق له ، مهجن زنيم ، عتل : تداولته أيدي العواهر من الامهات " من شر نسل لا سقاها الله المطر " في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء ، والعلم الاخضر ، أي يوم للمخيبين بين الانبار وهيت .


    ___________________________________________________________
    ص 226 ) ( 1 ) في المصدر ص 74 " مع طلوع النجم الاحمر " .
    ( 2 ) في المصدر : على سيفه محلى .
    ( 3 ) يقال : أنا براء منه وخلاء منه : اى برئ ، بلفظ واحد مع الجميع ، لانه مصدر وشأنه كذلك ، وجمع برئ برآء كفقهاء وبراء مثل كرام ، وأبراء مثل أشراف .


    [227]


    ذلك يوم فيه صيلم الاكراد والشراة ، وخراب دار الفراعنة ، ومسكن الجبابرة ، ومأوى الولاة الظلمة ، وام البلاء ، واخت العار ، تلك ورب علي يا عمر بن سعد بغداد ألا لعنة الله على العصاة من بني امية وبني فلان ( 1 ) الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي ، ولا يراقبون فيهم ذمتي ، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي .
    إن لبني العباس يوما كيوم الطموح ، ولهم فيه صرخة كصرخة الحبلى ، الويل لشيعة ولدالعباس من الحرب التي سنح بين نهاوند والدينور ، تلك حرب صعاليك شيعة علي ، يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي صلى الله عليه واله .
    منعوت موصوف باعتدال الخلق ، وحسن الخلق ، ونضارة اللون ، له في صوته ضحك ، وفي أشفاره وطف ، وفي عنقه سطع ( 2 ) فرق الشعر ، مفلج الثنايا ، على فرسه كبدر ( تمام ) ، تجلى عنه الغمام ، تسير بعصابة خير عصابة ، آوت وتقربت ودانت لله بدين تلك الابطال من العرب الذين يلحقون حرب الكريهة ، والد برة يومئذ على الاعداء إن للعدو يوم ذاك الصيلم والاستئصال ( 3 ) .
    أقول : إنما أوردت هذا الخبر مع كونه مصحفا مغلوطا وكون سنده منتهيا إلى شر خلق الله عمر بن سعد لعنه الله لا شتماله على الاخبار بالقائم عليه السلام ليعلم تواطؤ المخالف والمؤالف عليه صلوات الله عليه .
    91 - نى : محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة

    ___________________________________________________________
    ص 227 ) ( 1 ) بنى العباس خ ل .
    ( 2 ) يقال : وطف الرجل - مثل علم - كثر شعر حاجبيه وعينيه ، وفي الاساس : " في أشفاره وطف " اى طول شعر واسترخاء " فهو أوطف ، ويقال : سطع - مثل علم - كان أسطع وفي عنقه سطع : أى طول والاسطع الطويل العنق ، وفي الاصل المطبوع وهكذا المصدر " سطح " وله وجه بعيد .
    ( 3 ) تراه في المصدر ص 74 ، وقد روى النعمانى حديثا آخر بهذا السند عن عمر بن سعد ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام فيه ذكر بعض الملاحم وغيبة صاحب الامر وغير ذلك .
    *

    [228]


    عن أحمد بن الحسن ، عن زائدة بن قدامة ، عن عبدالكريم قال : ذكر عند أبي عبدالله عليه السلام القائم فقال : أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك ، حتى يقال مات أوهلك ، في أي واد سلك ، فقلت : وما استدارة الفلك ؟ فقال : اختلاف الشيعة بينهم ( 1 ) .
    92 - نى : ابن عقدة ، عن حميد بن زياد ، عن علي بن الصباح ، عن أبي علي الحسن بن محمد ( 2 ) عن جعفر بن محمد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن ابن طريف عن ابن نباته ، عن علي عليه السلام أنه قال : يأتيكم بعد الخمسين والمائة امراء كفرة وامناء خونة ، وعرفاء فسقة ، فتكثر التجار وتقل الارباح ، ويفشوالربا ، وتكثر أولاد الزناء ( وتعمر السباخ ) ( 3 ) ، وتتناكر المعارف ، وتعظم الاهلة ( 4 ) وتكتفي النساء بالنساء ، والرجال بالرجال .
    فحدث رجل عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قام إليه رجل حين يحدث بهذا الحديث فقال له : يا أميرالمؤمنين وكيف نصنع في ذلك الزمان ؟ فقال : الهرب الهرب وإنه لا يزال عدل الله مبسوطا على هذه الامة مالم يمل قراؤهم إلى امرائهم ومالم يزل أبرارهم ينهى فجارهم ، فإن لم يفعلوا ثم استنفروا فقالوا : لا إله إلا الله قال الله في عرشه : كذبتم لستم بها صادقين .
    93 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني

    ___________________________________________________________
    ص 228 ) ( 1 ) المصدر ص 80 .
    ( 2 ) الحسن بن محمد الحضرمى ابن اخت أبى مالك الحضرمى روى عنه النعمانى بهذا السند ص 127 وكناه بأبى على وهكذا ص 93 وص 164 كما سيجئ تحت الرقم 146 وأما في ص 171 " أبوالحسن على بن محمد الحضرمى " وفى ص 131 وهو هذا الحديث " أبوعلى بن الحسن ( الحسين ) بن محمد الحضرمى فهو تصحيف كما أن نسخة المصنف كانت مصحفة ولذلك تراه في ص 162 من طبعة الكمبانى " عن على بن الحسين بن محمد " .
    فراجع وتحرر .
    ( 3 ) راجع المصدر ص 131 .
    ( 4 ) اما جمع هلال ومن معانيها الغلام الجميل ، أو كفاعلة : الدار بها أهلها ، فتحرر .
    *

    [229]


    عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لابد أن يكون قدام القائم سنة تجوع فيها الناس ، ويصيبهم خوف شديد من القتل ، ونقص من الاموال والانفس والثمرات فان ذلك في كتاب الله لبين ثم تلاهذه الاية " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين " ( 1 ) .
    94 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى العلوي ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن حفص ، عن عمرو بن شمر ، عن جابرالجعفي قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن قول الله تعالى : " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع " فقال : يا جابر ذلك خاص وعام فأما الخاص من الجوع بالكوفة ، يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم ، وأما العام فبالشام ، يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم به قط ، وأما الجوع فقبل قيام القائم عليه السلام ، وأما الخوف فبعد قيام القائم عليه السلام .
    شى : عن الثمالي عنه عليه السلام مثله ( 2 ) .
    95 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن معمر بن يحيى ( 3 ) عن داود الدجاجي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل أميرالمؤمنين عليه السلام ( عن قوله تعالى ) " فاختلف الاحزاب من بينهم ( 4 ) " فقال : انتظروا الفرج من ثلاث ، فقلت : يا أميرالمؤمنين وما هن ؟ فقال : اختلاف أهل الشام بينهم والرايات السود من خراسان والفزعة في شهر رمضان فقيل : وما الفزعة في شهر رمضان ؟

    ___________________________________________________________
    ص 229 ) ( 1 ) البقرة : 155 .
    والحديث في المصدر ص 132 .
    ( 2 ) تراه في غيبة النعمانى ص 133 وتفسير العياشى ج 1 ص 68 .
    ( 3 ) في الاصل المطبوع : " عمر بن يحيى " والصحيح ما في الصلب طبقا للمصدر ص 133 والرجل معمر بن يحيى بن بسام العجلى كوفى عربى صميم ثقة له كتاب يرويه ثعلبة بن ميمون راجع النجاشى ص 333 ، وقد وصف بالدجاجى أيضا وأما داود الدجاجى فهو داود بن أبى داود الدجاجى من أصحاب الصادقين عليهما السلام .
    ( 4 ) مريم : 37 ، الزخرف : 65 .
    *

    [230]


    فقال : أما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " ( 1 ) آية تخرج الفتاة من خدرها وتوقظ النائم وتفزع اليقظان .
    96 - نى ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إذا رأيتم نارامن المشرق شبه الهروي ( 2 ) العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاءالله عزوجل إن الله عزيز حكيم .
    ثم قال : الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق .
    ثم قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فان الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين .
    وقال عليه السلام : الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار ، وإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا أنه صوت جبرئيل

    ___________________________________________________________
    ص 230 ) ( 1 ) الشعراء : 4 .
    ( 2 ) كذا في الاصل المطبوع وقد فسره المؤلف على ما يجئ في البيان بالثياب الهروى ، وهو سهو والصحيح ما في المصدر ص 134 " الهردى " ، قال الفيروز آبادى : " والهرد بالضم : الكركم - يعنى الاصفر - ، وطين أحمر ، وعروق يصبغ بها ، والهردى المطبوغ به " .
    ونقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق وللعروق صبغ اصفر يصبغ به ، وكيف كان فالتشبيه من حيث الصفرة أوالحمرة ، وهكذا يقال : ثوب مهرود .
    أى مصبوغ أصفر بالهرد ومنه ما مر في ج 51 ص 98 ان عيسى ينزل بين مهرودتين .
    *
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:11 pm

    وعلامة ذلك أنه ينادى باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج .
    وقال عليه السلام : لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرئيل ، وصوت من الارض ، فهو صوت إبليس اللعين ، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد الفتنة ، فاتبعو ! الصوت الاول وإياكم والاخير أن تفتتنوا به .
    وقال عليه السلام لا يقوم القائم إلا على خوف شديد من الناس ، وزلازل ، وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتيت في دينهم ، وتغيير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني ( الموت ) صباحا ومساء ، من عظم مايرى من كلب الناس ( 1 ) وأكل بعضهم بعضا .
    فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا ، فيا - طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه ، وخالف أمره ، وكان من أعدائه .
    وقال عليه السلام : يقوم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وسنة جديدة وقضاء ( جديد ) على العرب شديد ، وليس شأنه إلا القتل ، لا يستبقي أحدا ، ولا يأخذه في الله لومة لائم .
    ثم قال عليه السلام : إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك ( فانتظروا ) الفرج وليس فرجكم ( 2 ) إلا في اختلاف ( بني ) فلان ، فاذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم ، إن الله يفعل ما يشاء ، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنوفلان فيما بينهم ، فاذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة ، وخرج السفياني وقال : لابد لبني فلان أن يملكوا ، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم ( 3 )

    ___________________________________________________________
    ص 231 ) ( 1 ) يقال : دفعت عنك كلب فلان - بالتحريك - أى أذاه وشره .
    ( 2 ) في الاصل المطبوع : وليس حلم ، وهو تصحيف .
    ( 3 ) أى جمعهم ، وفى المصدر : ملكهم .
    ويحتمل أن يكون مصحف " كلمتهم " .
    *

    [232]


    وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني : هذا من المشرق ، وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان : هذا من هنا ، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا .
    ثم قال عليه السلام : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخر زيتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم .
    وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم ، فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على ( الناس و ) كل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإن رأيته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النار ، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم .
    ثم قال لي : إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار ، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت ، فقال حين سقطت : هاه - شبه الفزع ، فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه .
    وقال أميرالمؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة : إن الله عزوجل ذكره قدر فيما قدر وقضى بأنه كائن لابد منه ، أخذ بني امية بالسيف جهرة وأن أخذ بني فلان بغتة .
    وقال عليه السلام : لابد من رحى تطحن ، فاذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 232 سطر 19 الى ص 240 سطر 18 بعث الله عليها عبدا عسفا ( 1 ) خاملا أصله ، يكون النصر معه ، أصحابه الطويلة شعورهم ، أصحاب السبال ، سود ثيابهم ، أصحاب رايات سود ، ويل لمن ناواهم يقتلونهم هرجا .
    والله لكأني أنظرإليهم وإلى أفعالهم ، وما يلقى من الفجار منهم والاعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة ، فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطئ الفرات

    ___________________________________________________________
    ص 232 ) ( 1 ) عنيفا خ ل .
    ويحتمل أن يقرء " عسقا " بالقاف والمراد به عسر الخلق وضيقه .
    *

    [233]


    البرية والبحرية جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد .
    بيان : لعل المراد بالهروي الثياب الهروية ، شبهت بها في عظمها وبياضها قوله " أن فلانا قتل مظلوما " أي عثمان .
    97 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن الوشاء ، عن عباس بن عبيدالله ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب ، قلت : وما هي ؟ قال : وجه يطلع في القمر ، ويد بارزة ( 1 ) .
    98 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف ( 2 ) يطلع من السماء من المحتوم .
    قال عليه السلام : وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج الفتاة من خدرها .
    99 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن علي بن عاصم ، عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال : قبل هذاالامر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا هذا .
    بيان : أي كيف يقول هذا الذي خرج أني القائم يعني محمد بن إبراهيم أو غيره ( 3 ) .


    ___________________________________________________________
    ص 233 ) ( 1 ) هذا هوالصحيح كما في المصدر ص 134 وفي الاصل المطبوع : وجه يطلع في القبر ويدانيه ، وهو تصحيف وهكذا صحف فيه " محمد بن همام " بمحمد بن هاشم ، راجع ص 163 من طبعة الكمبانى .
    ( 2 ) راجع المصدر ص 134 وفي الاصل المطبوع : كسف يطلع ، وهو تصحيف .
    ( 3 ) وفي المصدر ص 134 وكف يقول هذا وهذا .
    وهذا هوالاظهر ومعنى القول هوالاشارة ، أى كف تشير هكذا وهكذا .
    *

    [234]






    100 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن مختار ، عن ابن أبي يعفور قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : أمسك بيدك هلاك الفلاني وخروج السفياني ، وقتل النفس ، وجيش الخسف ، والصوت ، قلت : وما الصوت ؟ هو المنادي ؟ قال : نعم ، وبه يعرف صاحب هذا الامر ثم قال : الفرج كله هلاك الفلاني ( من بني العباس ) .
    بهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن ابن سيابة ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية ابن ربعي قال : دخلت على أميرالمؤمنين عليه السلام وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنا فسمعته يقول : حدثني أخي رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال : إني خاتم ألف نبي وإنك خاتم ألف وصي ، وكلفت مالم يكلفوا .
    فقلت : ما أنصفك القوم ( يا أميرالمؤمنين ) فقال : ليس حيث تذهب يا ابن أخ ، والله ( إني ) لاعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمد صلى الله عليه واله وإنهم ليقرؤون منها آية في كتاب الله عزوجل وهي " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " ( 1 ) وما يتدبرونها حق تدبرها .
    ألا اخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا : بلى يا أميرالمؤمنين ، قال : قتل نفس حرام ، في يوم حرام ، في بلد حرام ، عن قوم من قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة ، قلنا : هل قبل هذا من شئ أوبعده ؟ فقال : صيحة في شهر رمضان ، تفزع اليقظان ، وتوقظ النائم ، وتخرج الفتاة من خدرها .
    101 - نى : ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا بن شيبان ، عن أبي سليمان بن كليب ، عن ابن البطائني ، عن ابن عميرة ، عن الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه سمعه يقول : لابد أن يملك بنو العباس فاذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني : هذا من المشرق ، وهذا من المغرب ، يستبقان

    ___________________________________________________________
    ص 234 ) ( 1 ) النمل ، 82 .
    والحديث في المصدر ص 137 ، وهكذاالحديث الاتى .
    *

    [235]


    إلى الكوفة كفرسي رهان : هذا من ههنا وهذا من ههنا ، حتى يكون هلاكهم على أيديهما أما إنهما لا يبقون منهم أحدا ( أبدا ) ( 1 ) .
    102 - نى : ابن عقدة ، عن القاسم ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة عن أبيه ، عن محمد بن الصامت ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : ما من علامة بين يدي هذا الامر ؟ فقال : بلى ، قلت : ما هي ؟ قال : هلاك العباسي ، وخروج السفياني ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ، والصوت من السماء فقلت : جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الامر ، فقال : لا إنما ( هو ) كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا .
    103 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن البطائني ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يقوم القائم عليه السلام ( 2 ) في وتر من السنين : تسع ، واحدة ، ثلاث ، خمس .
    وقال : إذا اختلفت بنو امية ذهب ملكهم ، ثم يملك بنوالعباس ، فلا يزالون في عنفوان من الملك ، وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم ، ( فاذا اختلفوا ) ذهب ملكهم ، واختلف أهل الشرق وأهل الغرب نعم وأهل القبلة ، ويلقى الناس جهد شديد ، مما يمر بهم من الخوف .
    فلايزالون بتلك الحال ؟ ؟ ينادي مناد من السماء ، فاذا نادى فالنفر النفر ، فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام ، يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد ، وسلطان جديد ، من السماء .
    أما إنه لا يرد له راية أبدا حتى يموت .
    104 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبدالله بن حماد ( 3 ) عن إبراهيم بن عبدالله بن العلا ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عليهما السلام أن

    ___________________________________________________________
    ص 235 ) ( 1 ) تراه في المصدر ص 137 والحديث الاتى ص 139 وقد مر نظير هما في حديث واحد تحت الرقم 96 .
    ( 2 ) كذا في المصدر ص 139 وفى الاصل المطبوع ، " تقوم الساعة " وهو تصحيف .
    ( 3 ) في المصدر : عبدالله بن محمد الانصارى ، والصحيح ما في الصلب .
    *

    [236]


    أميرالمؤمنين عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم فقال الحسين : يا أميرالمؤمنين متى يطهرالله الارض من الظالمين ؟ قال : لا يطهر الله الارض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام .
    ثم ذكرأمر بني امية وبني العباس في حديث طويل ، وقال : إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان ( 1 ) والملتان ، وجازجزيرة بني كاوان ، وقام منا قائم بجيلان ، وأجابته الآبر والديلم ، وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الاقطار والحرامات ( 2 ) وكانوا بين هنات وهنات .
    إذا خربت البصرة ، وقام أميرالامرة ، فحكى عليه السلام حكاية طويلة .
    ثم قال : إذا جهزت الالوف ، وصفت الصفوف ، وقتل الكبش الخروف هناك يقوم الآخر ، ويثور الثائر ، ويهلك الكافر ، ثم يقوم القائم المأمول ، والامام المجهول ، له الشرف والفضل ، وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله يظهر بين الركنين في دريسين باليين ( 3 ) يظهر على الثقلين ولا يترك في الارض الادنين ( 4 ) طوبى لمن أدرك زمانه ولحق أوانه ، وشهد أيامه .
    بيان : القائم بخراسان هلاكو خان أو جنكيز خان وكاوان جزيرة في بحر البصرة ذكره الفيروزآبادي ، والقائم بجيلان السلطان إسماعيل نورالله مضجعه والآبرقرية قرب الاستراباد ، والخروف كصبور الذكر من أولاد الضأن ولعل المراد

    ___________________________________________________________
    ص 236 ) ( 1 ) في المصدر : كرمان .
    ( 2 ) في المصدر : الجنات .
    ( 3 ) درس الثوب ، أخلقه فدرس - لازم متعد - فالثوب درس ودريس ، والبالى : الخلقان والرث من الثياب .
    وقد صحفت الكلمتان في الاصل المطبوع هكذا : في ذريسير بآلتين .
    راجع المصدر ص 147 .
    ( 4 ) في المصدر : ولا يترك في الارض دمين .
    ولعله مصحف " دفين " لكن السياق يطلب تثنية كأخواتها .
    فتحرر .
    *

    [237]


    بالكبش السلطان عباس الاول طيب الله رمسه حيث قتل ولده الصفي ميرزا رحمه الله وقيام الآخر بالثار ، يحتمل أن يكون إشارة إلى ما فعل السلطان صفي تغمده الله برحمته ابن المقتول بأولاد القاتل من القتل وسمل العيون وغير ذلك .
    وقيام القائم عليه السلام بعد ذلك لا يلزم أن يكون بلا واسطة ، وعسى أن يكون قريبا مع أن الخبر مختصر من كلام طويل ، فيمكن أن يكون سقط من بين الكلامين وقائع .
    105 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل ، وسعدان بن إسحاق ، وأحمد ابن الحسين بن عبدالملك ، ومحمد بن أحمد جميعا ، عن ابن محبوب ، قال ، وقال الكليني : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، وعلي بن محمد وغيره ، عن سهل جميعا ، عن ابن محبوب قال : وحدثنا عبدالواحد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن أبي ياسر ، عن أحمد بن هليل ، عن عمروبن أبي المقدام ، عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يا جابر الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها .
    أولها اختلاف بني العباس ، وما أراك تدرك ذلك ، ولكن حدث به ( من ) بعدي عني ، ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويعقبها هرج الروم ، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة يا جابر اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب .
    فأول أرض المغرب ( 1 ) أرض الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب ، وراية الابقع ، وراية السفياني ، فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون و يقتله السفياني ومن معه ويقتل الاصهب ، ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا ، فيقتتلون بها فيقتل من الجبارين مائة ألف ، ويبعث

    ___________________________________________________________
    ص 237 ) ( 1 ) أرض تخرب خ ل .
    *

    [238]


    السفياني جيشا إلى الكوفة ، وعدتهم سبعون ألفا ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا .
    فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان ، تطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم ، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ، ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفرا لمهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران .
    قال : وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يابيداء أبيدي القوم فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر ، يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب وفيهم نزلت هذه الآية " ياأيها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها " الآية ( 1 ) .
    قال : والقائم يومئذ بمكة ، وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام ، مستجيرا به ينادي يا أيهاالناس إنا نستنصرالله ومن أجابنا من الناس ، وإنا أهل بيت نبيكم محمد ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه واله .
    فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بابراهيم ، ومن حاجني في محمد صلى الله عليه وآله فأنا أولى الناس بمحمد ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ( 2 ) .
    فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من

    ___________________________________________________________
    ص 238 ) ( 1 ) النساء : 46 .
    ( 2 ) آل عمران : 34 .
    *

    [239]


    محمد صلى الله عليه واله ، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله صلى الله عليه واله ، فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلغ الشاهد منكم الغائب .
    وأسألكم بحق الله ورسوله وبحقي - فان لي عليكم حق القربى من رسول الله - إلا أعنتمونا ، ومنعتمونا ممن يظلمنا ، فقد اخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ، دفعنا عن حقنا فأوتر ( 1 ) أهل الباطل علينا .
    فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله .
    قال : فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، ويجمعهم الله على غير ميعاد ، قزعا كقزع الخريف ( وهي ) يا جابرالآية التي ذكرها الله في كتابه " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير " ( 2 ) .
    فيبايعونه بين الركن والمقام ، ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه واله قد توارثته الابناء عن الآباء ، والقائم رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة فمأ اشكل على الناس من ذلك يا جابر ، فلا يشكل عليهم ولادته من رسول الله ، ووراثته العلماء عالما بعد عالم ، فان أشكل هذا كله عليهم فان الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وامه .
    ختص : عمروبن أبي المقدام مثله .
    شى : عن جابر الجعفي قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : في حديث له طويل ( 3 ) يا جابر أول أرض المغرب تخرب أرض الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات وساق الحديث إلى قوله فنردها على أدبارها مثل الخبر سواء .
    106 - نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن

    ___________________________________________________________
    ص 239 ) ( 1 ) في المصدر : ص 150 فافترى .
    ( 2 ) البقرة : 148 .
    ( 3 ) راجع تفسير العياشى ج 1 ص 244 و 245 وقد مرتمام الحديث تحت الرقم 78 .
    وأخرجناه من المصدر ج 1 ص 64 - 66 .
    *

    [240]


    جبلة ، عن محمد بن سليمان ، عن العلاء ، عن محمد ( بن مسلم ) ( 1 ) عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال : السفياني والقائم في سنة واحدة .
    107 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : بينا الناس وقوفا بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة ، عند موته فرج آل محمد عليهم السلام ، وفرج الناس جميعا ، وقال عليه السلام : إذا رأيتم علامة في السماء : نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليال ، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم بقليل .
    108 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن الحكم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر عن أبي الطفيل قال : سأل ابن الكواء أميرالمؤمنين عليه السلام عن الغضب فقال : هيهات الغضب هيهات موتات فيهن موتات ، وراكب الذعلبة ، وما راكب الذعلبة ، مختلط جوفها بوضينها ، يخبر هم بخبر يقتلونه ، ثم الغضب عند ذلك .
    بيان : الذعلبة بالكسر الناقة السريعة قال الجزري : الوضين بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل على البعير كالحزام على السرج ومنه الحديث إليك تغدو قلقا وضينها ، أراد أنها هزلت ودقت للسير عليها انتهى .
    أقول : في الخبر يحتمل أن يكون كناية عن السمن أو الهزال أو كثرة سير الراكب عليها وإسراعه وقد مر هذا الخبر على وجه آخر في باب أخبار أميرالمؤمنين
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 240 سطر 19 الى ص 248 سطر 18 عليه السلام بالمغيبات .
    109 - نى : أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد عن ابن أبي مالك ، عن محمد بن أبي الحكم ، عن عبدالله بن عثمان ، عن حصين المكي عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن اليمان قال : يقتل خليفة ماله في السماء عاذر ، ولا في الارض ناصر ، ويخلع خليفة حتى يمشي على وجه الارض ليس له من الامر
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:12 pm

    شئ ويستخلف ابن السته ( 1 ) ( قال : ) فقال أبوالطفيل : ( ياابن أخي ! ليتني أنا وأنت من كورة ، قال : قلت : ولم تتمنى ياخال ! ذلك ؟ قال : لان حذيفة ) : حدثني أن الملك يرجع في أهل النبوة .
    110 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير قال : سئل أبوجعفرالباقر عليه السلام عن تفسير قول الله عزوجل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " ( 2 ) قال : يريهم في أنفسهم المسخ ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق ، " فقوله حتى يتبين لهم أنه الحق " يعني بذلك خروج القائم هوالحق من الله عزوجل يراه هذا الخلق لابد منه .
    111 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ( 3 ) ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام قوله عزوجل " عذاب الخزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ( 4 ) ما هو عذاب خزي الدنيا ؟ قال : وأي خزي يا أبابصير أشد من أن يكون الرجل في بيته

    ___________________________________________________________
    ص 241 ) ( 1 ) هذا هوالصحيح لان ابن السته اوابن الستة على اختلاف مرفى ج 51 باب صفاته وعلاماته عليه السلام ص 34 - 44 من أوصافه المعروفة عند الاصحاب في الصدر الاول ، وأما ما في الاصل المطبوع : " يمشى على وجه الارض ليس له من الارض يستخلف من السنة " وفي المصدر ص 143 : " ليس من الاخر شئ و يستخلف ابن السبية " فكلاهما مصحفان .
    وقد مرفى ج 51 ص 41 في ذيل الكلام أن " ابن السبية " من تصحيح الفاضل القمى مصحح كتاب غيبة النعمانى والنسخة على ما نقله المصنف رحمه الله كان " ابن السته " فراجع .
    ( 2 ) فصلت : 53 وترى الحديث في المصدر ص 143 وفي روضة الكافى ص 381 ، ولم يخرجه المصنف ، ويجى ء في الباب الاتى تحت الرقم 71 ، الاشارة اليه .
    ( 3 ) كذا في المصدر ، في الاصل المطبوع " حسين بن بختيار " وهو تصحيف بقرينة سائر الاسناد .
    ( 4 ) فصلت : 16 .
    والحديث في المصدر ص 143 .
    *

    [242]


    وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله إذشق أهله الجيوب عليه وصرخوا ، فيقول الناس ما هذا ؟ فيقال : مسخ فلان الساعة ، فقلت : قبل قيام القائم أو بعده ؟ قال : لا ، بل قبله .
    112 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن يعقوب بن السراج قال : قلت : لابي عبدالله عليه السلام : متى فرج شيعتكم قال : إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم ( 1 ) وطمع فيهم من لم يكن يطمع ، وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته ، وظهر السفياني واليماني ، و تحرك الحسني ، خرج صاحب هذاالامر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه واله قلت : وما تراث رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال : سيفه ، ودرعه وعمامته ، وبرده ، وقضيبه ، وفرسه ، ولامته ، وسرجه ( 2 ) .
    بيان : الصيصية شوكة الديك وقرن البقر والظباء والحصن وكلما امتنع به أي أظهر كل ذي قوة قوته .
    ولامة الحرب مهموزا أداته .
    113 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن معاوية بن جابر ، عن البزنطي قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : قبل هذا الامر بئوح فلم أدرما البئوح فحججت فسمعت أعرابيا يقول : هذا يوم بئوح فقلت له : ما البئوح ؟ فقال : الشديد الحر .
    114 - نى البطائني ( 3 ) عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال علامة خروج

    ___________________________________________________________
    ص 242 ) ( 1 ) يقال : وهى السقاء والقربة والحبل : استرخى وتهيأ للتخرق وكذلك كل شئ استرخى رباطه .
    ( 2 ) تراه في المصدر ص 143 ورواه الكلينى في روضة الكافى ص 225 والحديث في الكافى أبسط من هذا وقد أخرجه المصنف رحمه الله في باب يوم خروجه كما سياتى تحت الرقم 66 .
    ( 3 ) هكذا في المصدر ص 145 ، لكنه بعد حديث أخرجه المصنف رحمه الله تحت الرقم 41 في هذا الباب والسند هكذا : " أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم قال : حدثنا عبيس بن هشام الناشرى عن عبدالله بن جبلة ، عن الحكم بن أيمن عن وردان أخى *

    [243]


    المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان ليلة ثلاث عشرة وأربع عشرة منه .
    115 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحسين ابن علي : عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله " سأل سائل بعذاب واقع " ( 1 ) فقال تأويلها يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى يمر بثقيف لا يدع وترا لآل محمد إلا أحرقته ، وذلك قبل خروج القائم عليه السلام .
    نى : أحمد بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .
    116 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ( 2 ) عن أحمد بن عمر عن الحسين بن موسى ، عن معمر بن يحيى بن سام ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق ، يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه ، فاذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم ، قتلا هم شهداء أما إني لوأدركت ذلك لابقيت نفسي لصاحب هذا الامر .
    بيان : لا يبعد أن يكون إشارة إلى الدولة الصفوية شيدها الله تعالى ووصلها بدولة القائم عليه السلام .
    117 نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن يعقوب ، عن يعقوب ، عن زياد القندي

    ___________________________________________________________
    ص 243 ) الكميت عن أبى جعفر عليه السلام .
    " .
    ولكن قول النعمانى بعده : " وعن على بن أبى حمزة " وهو البطائنى لا يصح الا بالاسناد اليه ، وقد مر في كثير من الاحاديث أنه يروى عن البطائنى بواسطة ابن عقدة ، عن أحمد ابن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائنى ، عن أبيه كما مر تحت الرقم 107 و 109 .
    ( 1 ) المعارج : 1 .
    والحديث في المصدر ص 145 .
    وكذا مايليه من الاحاديث متابعا .
    ( 2 ) كذا في الاصل المطبوع وفي المصدر ص 145 بعد ذلك " ومحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن أحمد بن عمر الحلبى " .
    *

    [244]




    عن ابن اذينة ، عن معروف بن خربوذ قال : ما دخلنا على أبي جعفر عليه السلام قط إلا قال : خراسان خراسان ، سجستان سجستان كأنه يبشرنا بذلك .
    118 - نى : ابن عقدة ، عن علي ، عن الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف عن أبيهما ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن صالح بن أبي الاسود ، عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل ذي صيصية بصيصيته .
    119 - نى : ابن عقدة ، عن علي ، عن محمد بن عبدالله ، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ما يكون هذا الامر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا ( قد ) ولوا على الناس حتى لا يقول ( قائل ) : إنا لو ولينا لعد لنا ثم يقوم القائم بالحق والعدل .
    120 - نى : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : النداء حق ؟ قال : إي والله ، حتى يسمعه كل قوم بلسانهم ، وقال أبوعبدالله عليه السلام : لا يكون هذا الامر حتى يذهب تسعة أعشار الناس .
    121 - نى : عبدالواحد ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن علي الحميري عن الحسن بن أيوب ، عن عبدالكريم ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : لا يقوم القائم عليه السلام حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبونهم .
    122 - نى : محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي ( 1 ) ، عن أبي الحسن علي بن محمد ، عن معاذ بن مطر عن رجل - قال : ولا أعلمه إلا مسمعا ( 2 ) أبا سيار قال : قال أبوعبدالله عليه السلام :

    ___________________________________________________________
    ص 244 ) ( 1 ) أحمد بن الحسن بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار أبوعبدالله ثقة صحيح الحديث له نوادر يروى حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عنه بكتابه .
    ( 2 ) في الاصل المطبوع : " عن أحمد بن الحسن التيملى ، عن الحسين ، عن أحمد ابن محمد بن معاذ ، عن رجل ولا أعلمه الا مسلمة أباسيار " وفي المصدر ص 147 " قال *

    [245]


    قبل قيام القائم يحرك حرب قيس .
    123 - نى : علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن عبيد بن زرارة قال : ذكر عند أبي عبدالله عليه السلام السفياني فقال : أنى يخرج ذلك ، ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء .
    124 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن محمد بن عمر بن يزيد ومحمد بن الوليد بن خالد جميعا ، عن حماد بن عثمان ، عن عبدالله بن سنان ، عن محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن ابن نباتة ، قال : سمعت عليا عليه السلام ( 1 ) يقول : إن بين يدي القائم سنين خداعة ، يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويقرب فيها الماحل ( وفي حديث ) وينطق فيها ( 2 ) الرويبضة .
    قلت : وما الرويبضة وما الماحل ؟ قال : أما تقرؤن القرآن قوله " وهو شديد المحال " ( 3 ) قال : ( يريد المكر ) فقلت : وما الماحل ؟ قال : يريد المكار .
    بيان : لعل في الخبر سقطا ( 4 ) وقال الجزري : في حديث أشراط الساعة وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة ، قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ فقال : الرجل التافه ينطق في أمر العامة ، الرويبضة تصغير الرابضة وهو العاجز الذي ربض عن

    ___________________________________________________________
    ص 245 ) حدثنا أحمد بن الحسن الميثمى ، عن أحمد بن محمد بن معاذ بن مطر ، عن رجل قال ولا أعلمه الاأباسيار " وماجعلناه في الصلب هو صورة ما في هامش المصدر مع رمزخ صح وهو الظاهر .
    فراجع وتحرر .
    ( 1 ) في الاصل المطبوع " قال : قال على عليه السلام يقول " وهو تصحيف راجع المصدر ص 148 .
    ( 2 ) في الاصل المطبوع يتعلق بدل ينطق وهو تصحيف .
    ( 3 ) الرعد : 14 .
    ( 4 ) يعنى تفسير " الرويبضة " حيث سأل الراوى ما الرويبضة ؟ وما الماحل ؟ .
    فنقل في الحديث تفسير الماحل ولم ينقل تفسيرالرويبضة .
    *

    [246]


    معالي الامور ، وقعد عن طلبها ، وزيادة التاء للمبالغة ( 1 ) و " التافه " الخسيس الحقير .
    125 - نى : عبدالواحد ، عن محمد بن جعفر القرشي ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : إن الله مائدة - وفي غير هذه الرواية مأدبة - بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي : ياطير السماء وياسباع الارض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين .
    بيان : المأدبة الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس .
    126 - نى : أحمد بن هوذه ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ينادى باسم القائم يا فلان بن فلان ( قم ! ) ( 2 ) 127 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن محمد بن عمر بن يونس ( عن إبراهيم بن هراسة ، عن أبيه ) ، عن علي بن الحزور ( 3 ) ، عن محمد بن بشير ، قال : سمعت محمد بن الحنفية رحمه الله يقول : إن قبل راياتنا راية لآل جعفر ، واخرى لآل مرداس ، فأما راية آل جعفر فليست بشئ ولا إلى شئ ، فغضبت وكنت أقرب الناس إليه ، فقلت : جعلت فداك إن قبل راياتكم ( رايات ) ؟ قال : إي والله إن لبني مرداس ملكا موطدا لا يعرفون في سلطانهم شيئامن الخير سلطانهم عسر ليس فيه يسر ، يدنون فيه البعيد ، ويقصون فيه القريب حتى إذا أمنوا مكرالله وعقابه ، صيح بهم صيحة لم يبق لهم ( راع

    ___________________________________________________________
    ص 246 ) ( 1 ) قال الشرتونى : الرويبضة : الرجل ينطق في أمر العامة وهو غيرأهل لذلك .
    ( 2 ) راجع المصدر ص 148 .
    ( 3 ) في المصدر ص 156 : عن على بن الجارود .
    لكنه غير معنون في الرجال وعلى ابن الحزور ، أنسب فانه كان يقول بمحمد بن الحنفية ، فتحرر .
    قد مرالحديث فيما سبق ص 104 تحت الرقم 9 عن غيبة الشيخ والسند : الفضل بن شاذان عن عمر بن اسلم البجلى عن محمد بن سنان ، عن أبى الجارود ، عن محمد بن بشر الهمدانى تراه في غيبة الشيخ ص 277 .
    *

    [247]


    يجمعهم و ) مناد يسمعهم ولا جماعة يجتمعون إليها وقد ضربهم الله مثلا في كتابه : " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت " الآية ( 1 ) ثم حلف محمد بن الحنفية بالله أن هذه الآية نزلت فيهم .
    فقلت : جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بأمرعظيم ، فمتى يهلكون ؟ فقال : ويحك يا محمد إن الله خالف علمه وقت الموقتين ، وإن موسى عليه السلام وعد قومه ( ثلاثين يوما ) وكان في علم الله عزوجل زيادة عشرة أيام لم يخربها موسى فكفر قومه ، واتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت .
    وإن يونس وعد قومه العذاب ، وكان في علم الله أن يعفو عنهم ، وكان من أمره ما قد علمت ولكن إذا رأيت الحاجة قد ظهرت ، وقال الرجل : بت الليلة بغير عشاء وحتى ( يلقاك الرجل بوجه ثم ) يلقاك بوجه آخر .
    قلت : هذع الحاجة قد عرفتها والاخرى أي شي ء هي ؟ قال : يلقاك بوجه طلق ، فاذا جئت تستقرضه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه ، فعند ذلك تقع الصيحة من قريب .
    ( 2 ) بيان : بنو مرداس كناية عن بني العباس إذ كان في الصحابة رجل كان يقال له عباس بن مرداس .
    128 - نى : محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن محمد بن علي بن غالب عن يحيى بن عليم ، عن أبي جميلة ، عن جابر قال : حدثني من رأى المسيب بن نجبه قال جاء رجل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ومعه رجل يقال له ابن السوداء ، فقال له : يا أميرالمؤمنين إن هذا يكذب على الله وعلى رسوله ، ويستشهدك .
    فقال أميرالمؤمنين : لقد أعرض وأطول ، يقول ماذا ؟ قال : يذكر جيش الغضب فقال : خل سبيل الرجل ! اولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف

    ___________________________________________________________
    ص 247 ) ( 1 ) يونس : 24 .
    ( 2 ) عرضناه على المصدر فأضفنا ما كان نقص ، واصلحنا ألفاظه المصحفة .
    راجع ص 156 - 157 .
    *

    [248]


    الرجل والرجلان والثلاثة ، في كل قبيلة حتى يبلغ تسعة ، أما والله إني لاعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم ثم نهض وهو يقول : ( باقرا ) باقرا باقرا ثم قال : ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقرا .
    بيان : لقد أعرض وأطول : أي قال لك قولا عريضا طويلا تنسبه إلى الكذب فيه ويحتمل أن يكون المعنى إن السائل أعرض وأطول في السؤال .
    129 - نى : علي بن الحسين المسعودي ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسن الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عبدالرحمن بن أبي حماد ، عن يعقوب بن عبدالله الاشعري ، عن عتيبة بن سعد ( ان ) بن يزيد ، عن الاحنف بن قيس قال : دخلت على علي عليه السلام في حاجة لي فجاء ابن الكوا وشبث بن ربعي فاستاذنا عليه ، فقال لي علي عليه السلام : إن شئت أن آذن لهما فانك أنت بدأت بالحاجة ؟ قال : فقلت : يا أميرالمؤمنين فائذن لهما .
    فدخلا فقال : ما حملكما على أن خرجتما علي بحرورا ؟ قالا : أحببنا أن تكون من الغضب ، فقال : ويحكما وهل في ولايتي غضب ؟ أويكون الغضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا ( 1 ) .
    130 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن عيسى بن أعين ( 2 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : السفياني من المحتوم وخروجه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا : سته أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما .

    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 248 سطر 19 الى ص 256 سطر 18 131 - نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين ، عن عبيس بن هشام

    ___________________________________________________________
    ص 248 ) ( 1 ) رواه النعمانى وكذا ما قبله في باب ما جاء في ذكر جيش الغضب ص 168 وبعده : ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين - إلى - العشرة .
    ( 2 ) في الاصل المطبوع " موسى بن أعين " وهو تصحيف والصحيح ما في الصلب طبقا للمصدر ص 160 وكما يأتى في السند الاتى ، وهو عيسى بن أعين الجريرى ، نسبة إلى جرير بن عباد ، مولى كوفى ثقة .
    *

    [249]


    عن محمد بن بشير الاحول ، عن ابن جبلة ، عن عيسى بن أعين ، عن معلى بن خنيس قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام : يقول : من الامر محتوم ، ومنه ما ليس بمحتوم ومن المحتوم خروج السفياني في رجب .
    132 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن عبدالملك بن أعين قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام فقلت له : أرجوأن يكون عاجلا ولا يكون سفياني ، فقال : لا والله إنه لمن المحتوم الذي لا بد منه .
    133 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن خالد الاصم ، عن ابن بكير ، عن ثعلبة ، عن زرارة ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى : " فقضى أجلا وأجل مسمى عنده " ( 1 ) قال : إنهما أجلان : أجل محتوم ، وأجل موقوف ، قال له حمران : ما المحتوم ؟ قال : الذي لا يكون غيره ، قال : وما الموقوف ؟ قال : هوالذي لله فيه المشية قال حمران : إني لارجوأن يكون أجل السفياني من الموقوف ، فقال أبوجعفر عليه السلام : لا والله إنه من المحتوم .
    134 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن سالم ( 2 ) ، عن عبدالرحمن الازدي عن عثمان بن سعيد الطويل ، عن أحمد بن مسلم ، عن موسى بن بكر ، عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن من الامور امورا موقوفة وامورا محتومة وإن السفياني من المحتوم الذي لابد منه .
    135 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن عباد بن يعقوب ، عن خلاد الصائغ ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : السفياني لابد منه ، ولا يخرج إلا في رجب ، فقال له رجل : يا أباعبدالله ! إذا خرج فما حالنا ؟ قال : إذا كان ذلك فالينا .


    ___________________________________________________________
    ص 249 ) ( 1 ) الانعام : 2 ، والحديث في المصدر ص 161 .
    ( 2 ) كذا في المصدر ص 161 وفي الاصل المطبوع : " أحمد بن سالم " وهو غير معنون .
    *

    [250]


    ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن محمد بن إسماعيل ابن حيان ، عن محمد بن الحسين بن حفص ، عن عباد مثله .
    بيان : إي الامر ينتهي إلينا ويظهر قائمنا ، أي اذهبوا إلى بلد يظهر منه القائم عليه السلام فانه لا يصل إليه أوتوسلوا بنا .
    136 - نى : أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي قال : سألت أباجعفر عليه السلام عن السفياني فقال : وأنى لكم بالسفياني ؟ حتى يخرج قبله الشيصباني ( 1 ) يخرج بأرض كوفان ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم عليه السلام .
    بيان : يظهر منه تعدد السفياني إلا أن يكون الواو في قوله وخروج القائم زائدا من النساخ .
    137 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن الحسن بن علي بن يسار عن الخليل بن راشد ، عن البطائني قال : رافقت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام من مكة إلى المدينة ، فقال يوما لي : لو أن أهل السماوات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض دماء هم حتى يخرج السفياني قلت له : ياسيدي أمره من المحتوم ؟ قال من المحتوم ثم أطرق ثم رفع رأسه وقال : ملك بني العباس مكر وخدع يذهب حتى لم يبق منه شئ ويتجدد حتى يقال : مامر به شئ .
    138 - نى : محمد بن همام ، عن محمد بن ( أحمد بن ) عبدالله الخالنجي ، عن داود بن أبي القاسم قال : كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لابي جعفر عليه السلام : هل يبدو لله في المحتوم ؟ قال : نعم ، قلنا له : فنخاف ( 2 ) أن يبدو لله في القائم قال :

    ___________________________________________________________
    ص 250 ) ( 1 ) كذا في المصدر وهو الظاهر الصحيح ، وأما نسخة المصنف فلما كانت الشيصبانى مصحفة بالسفيانى ، احتاج إلى بيانه بأبعد الوجوه .
    ( 2 ) كذا في المصدر ص 162 وفي المطبوعة " فيجاز " وهو تصحيف .
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:14 pm

    القائم من الميعاد .
    بيان : لعل للمحتوم معان يمكن البداء في بعضها وقوله " من الميعاد " إشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى : " إن الله لا يخلف الميعاد " ( 1 ) .
    والحاصل أن هذا شئ وعدالله رسوله وأهل بيته ، لصبرهم على المكاره التي وصلت إليهم من المخالفين ، والله لا يخلف وعده .
    ثم إنه يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في أصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك .
    139 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن .
    أحمد بن أبي أحمد ، عن محمد بن علي القريشي ، عن الحسن بن إبراهيم قال : قلت للرضا عليه السلام : أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس ؟ فقال : كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم .
    140 - نى : أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد عن الحسين بن أبي العلا ، عن ابن أبي يعفور ، قال : قال : حدثنا الباقر عليه السلام أن لولد العباس وللمرواني لوقعة بقرقيسا يشيب فيها الغلام الحزور ، ويرفع الله عنهم النصر ، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض : اشبعي من لحوم الجبارين ثم يخرج السفياني .
    بيان : الخرور بالخاء المعجمة ولعل المعنى الذي يخر ويسقط في المشي لصغره أو بالمهملة أي الحار المزاج ، فانه أبعد عن الشيب ( 2 ) .


    ___________________________________________________________
    ص 251 ) ( 1 ) آل عمران : 9 ، الرعد : 33 .
    ( 2 ) ليعلم الباحث الثقافى أن بعض هذه البيانات والايضاحات ليس من قلم المؤلف قدس سره بل كان يكتبه بعض علماء لجنته حين استنساخ الكتب ، ولذلك ترى في بعضها حزازة كالبيان الذى مرقبيل ذلك تحت الرقم 136 وتوهم أن السفيانى متعدد .
    ومن ذلك كلمة حزورفانها بالهاء المهملة والزاى كعملس الغلام القوى ، والرجل .
    القوى كما في القاموس ، أوالغلام اذا اشتد وقوى وخدم كما في الصحاح وقد يقال بالتخفيف *

    [252]


    141 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن العباس بن عامر ابن رباح ، عن محمد بن الربيع الاقرع ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله جعفر ( ابن محمد ) عليهما السلام أنه قال : إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر ، وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والاردن وحمص وحلب .
    142 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن عبدالله بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن الحسن بن المبارك ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث عن علي عليه السلام أنه قال : المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال ، يكون مبدأه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ، يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به وذلك قول الله عزوجل في كتابه : " ولو ترى إذ وقفوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب " ( 1 ) .
    ايضاح : قال الفيروز آبادي : القبل في العين إقبال السواد على الانف أو مثل الحول أو أحسن منه أو إقبال إحدى الحدقتين على الاخرى أو إقبالها على عرض الانف أو على المحجر أو على الحاجب أو إقبال نظر كل من العينين على صاحبتها ، فهو أقبل بين القبل كأنه ينظر إلى طرف أنفه وقال الجزري في صفة هارون عليه السلام : " في عينيه قبل " هو إقبال السواد على الانف ، وقيل هو ميل كالحول انتهى .


    ___________________________________________________________
    ص 252 ) كما قال الراجز : لن تعدم المطي منا مشفرا * شيخا بجالا وغلاما حزورا فاشتبه عليه الكلمة بالخرور والحرور ، مع أنه لا يشتبه على المصنف مع كثرة أشغاله أصعب من هذا .
    واذا راجعت ص 33 من هذا المجلد الذى بين يديك ترى أعجب من هذا .
    ( 1 ) السبا : 51 .
    *

    [253]


    أقول : محمول على فرد لا يكون موجبا لنقص بل لحسن في المنظر .
    143 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : اليماني والسفياني كفرسي رهان .
    144 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن محمد بن موسى عن أحمد بن أبي أحمد ، عن إسماعيل بن عياش ، عن مهاجر بن حليم ، عن المغيرة ابن سعد ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ( أنه قال ) إذا اختلف رمحان بالشام لم تنجل ( 1 ) إلا عن آية من آيات الله ، قيل : وما هي يا أميرالمؤمنين قال : رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعله الله رحمة للمؤمنين ، وعذابا على الكافرين فإذا كان كذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المخذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب ، حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الاكبر ، والموت الاحمر .
    فاذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق يقال لها حرشا ( 2 ) ، فاذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي حتى يستوي على منبر دمشق فاذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي .
    توضيح : لعل المراد بالمحذوفة مقطوعة الآذان أو الاذناب أو قصير تهما .
    145 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن الحسن بن وهب ، عن إسماعيل بن أبان ، عن يونس بن يعقوب ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا خرج السفياني ، يبعث جيشا إلينا ، وجيشا إليكم ، فاذا كان كذلك فائتونا على صعب وذلول .
    146 - نى : ابن عقدة ، عن حميد بن زياد ، عن علي بن الصباح ، عن أبي

    ___________________________________________________________
    ص 253 ) ( 1 ) ضبطه في الاصل المطبوع بجزم اللام من النجل يقال نجل فلانا بالرمح : طعنه به ، ويحتمل أن يكون من الانجلاء وهو الانكشاف فليقرء بكسر اللام .
    ( 2 ) في المصدر ص 164 : " مرمرسا " وخريشا " خ ل .
    *

    [254]




    علي الحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام قال : السفياني أحمر أشقر أزرق لم يعبدالله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط يقول : يارب ثاري والنار ، يا رب ثاري والنار ( 1 ) .
    147 - كا : في الروضة ( 2 ) محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير جميعا ، عن محمد بن أبي حمزة عن حمران قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال : إني سرت مع أبي جعفر ( المنصور ) وهو في موكبه ، وهو على فرس ، وبين يديه خيل ومن خلفه خيل ، وأنا على حمار إلى جانبه ، فقال لي : يا با عبدالله ! قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة ، وفتح لنا من العز ، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الامر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم ( 3 ) قال : فقلت : ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب ، فقال : أتحلف على ما تقول ؟ قال : فقلت : إن الناس سحرة ( 4 ) يعني - يحبون أن يفسدوا قلبك علي - فلا تمكنهم من سمعك

    ___________________________________________________________
    ص 254 ) ( 1 ) يعنى يارب انى أطلب ثأرى ، ولوكان بد خول النار .
    وقد مرفيما سبق تحت الرقم 37 .
    ( 2 ) عقدله الكلينى عنوانا في الروضة وهو : حديث أبى عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه تراه ص 36 - 42 .
    ( 3 ) وفي بعض نسخ الكافى بدل " فتغرينابك " ، فتعزينابك " وله وجه .
    ( 4 ) في بعض النسخ : " شجرة " ولا زمه أن يقرء بعدها كلمة " يعنى " " بغى " ليلائم الكلمتان ومعنى " شجرة بغى " يعنى شجرة الانساب المتولدة من الزناء .
    والظاهرأنها مصحف " سجرة " جمع " ساجر " : الذى يسجر التنور ويحميه ، فقد يكنى به عن النمام لتسجيره نارالحقد والعداوة في قلوب الطرفين .
    وهذا مثل الحاطب : جامع الحطب ، قد يكنى به عن الساعى بين القوم وقد قال الشاعر ، : " ولم تمش بين الحى بالحطب الرطب " .
    يعنى بالنميمة .
    *

    [255]


    فانا إليك أحوج منك إلينا .
    فقال لي : تذكر يوم سألتك : " هل لنا ملك ؟ فقلت : نعم ، طويل عريض شديد ، فلا تزالون في مهلة من أمركم ، وفسحة من دنياكم ، حتى تصيبوا منادما حراما في شهر حرام في بلد حرام ؟ " ( 1 ) فعرفت أنه قد حفظ الحديث فقلت : لعل الله عزوجل أن يكفيك فاني لم أخصك بهذا إنما هو حديث رويته .
    ثم لعل غيرك من أهل بيتك أن يتولى ذلك فسكت عني .
    فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال : جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار ، وهو على فرس ، وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته ، فقلت بيني وبين نفسي : هذا حجة الله على الخلق ، وصاحب هذا الامر الذي يقتدى به ، وهذا الآخر يعمل بالجور ، ويقتل أولاد الانبياء ويسفك الدماء في الارض بمالا يحب الله وهو في موكبه ، وأنت على حمار ، فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي .
    قال : فقلت : لورأيت من كان حولي ، وبين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لا حتقرته واحتقرت ما هوفيه ، فقال : الآن سكن قلبي .
    ثم قال : إلى متى هؤلاء يملكون ؟ أومتى الراحة منهم ؟ فقلت : أليس تعلم

    ___________________________________________________________
    ص 255 ) ( 1 ) تراه في حديث رواه الكلينى في الروضة من ص 210 - 212 وفيه : فجاء أبوالدوانيق إلى أبى جعفرعليه السلام فسلم عليه .
    ، .
    فقال عليه السلام له : نعم يا أبا جعفر - يعنى أباالدوانيق - دولتكم قبل دولتنا ، وسلطانكم قبل سلطاننا ، سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه ، وله مدة طويلة ، والله لا يملك بنوأمية يوما الا ملكتم مثليه ولا سنة الا ملكتم مثليها وليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم ، كما يتلقف الصبيان الكرة ، أفهمت ؟ ثم قال : لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ، مالم تصيبوا منا دما حراما ، فاذا أصبتم ذلك الدم ، غضب الله عزوجل عليكم فذهب بملككم وسلطانكم ، وذهب بريحكم ، و سلط الله عزوجل عليكم عبدا من عبيده أعور - وليس بأعور - من آل أبى سفيان يكون استيصالكم على يديه وأيدى أصحابه ، ثم قطع الكلام .
    *

    [256]


    أن لكل شئ مدة ؟ قال : بلى ، فقلت : هل ينفعك علمك ؟ إن هذا الامر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين ، إنك لو تعلم حالهم عند الله عزوجل ، وكيف هي ؟ كنت لهم أشد بغضا ، ولو جهدت وجهد أهل الارض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيه من الاثم لم يقدروا ، فلا يستفزنك الشيطان ، فان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون .
    ألا تعلم أن من انتظر أمرنا ، وصبر على ما يرى من الاذى والخو ف ، هو غدا في زمرتنا .
    فاذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خلق ، واحدث فيه ما ليس فيه ، ووجه على الاهواء ، ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفئ الاناء ( 1 ) .
    ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق ، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر بالكبير ، ورأيت الارحام قد تقطعت ، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله .
    ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة ، ورأيت النساء يتزوجن النساء ، ورأيت الثناء قد كثر ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 256 سطر 19 الى ص 264 سطر 18 جاره وليس له مانع .
    ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن ، مرحا لما يرى في الارض من الفساد ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عزوجل ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا ، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا ، ورأيت أصحاب الآيات يحقرون ويحتقر من يحبهم ، ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا

    ___________________________________________________________
    ص 256 ) ( 1 ) الماء ، خ ل *

    [257]


    ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه ، ورأيت الرجل يقوم مالا يفعله .
    ورأيت الرجال يتسمنون للرجال والنساء للنساء ، ورأيت الرجل معيشته من دبره ، ومعيشة المرأة من فرجها ، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال .
    ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر ، وأظهروا الخضاب ، وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها ، وأعطوا الرجال الاموال على فروجهم ، وتنوفس في الرجل وتغاير عليه الرجال ، وكان صاحب المال أعز من المؤمن ، وكان الربا ظاهرا لا يعير ، وكان الزنا تمتدح به النساء .
    ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ، ورأيت أكثرالناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا ، ورأيت البدع والزنا قد ظهر ، ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور ، ورأيت الحرام يحلل ، ورأيت الحلال يحرم ، ورأيت الدين بالرأي ، وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرءة على الله .
    ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه ، ورإيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عزو جل .
    ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ، ويباعدون أهل الخير ، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد .
    ورأيت ذوات الارحام ينكحن ، ويكتفى بهن ، ورأيت الرجل يقتل على ( التهمة وعلى ) الظنة ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله ، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء ، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور ، يعلم ذلك ويقيم عليه ، ورأيت المرأة تقهر زوجها ، وتعمل مالا يشتهي وتنفق على زوجها .
    ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ، ويرضى بالدني من الطعام والشراب ورأيت الايمان بالله عزوجل كثيرة على الزور ، ورأيت القمار قد ظهر ، ورأيت

    [258]


    الشراب تباع ظاهرا ليس عليه مانع ، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لاهل الكفر ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لايمنعها أحد أحدا ، ولا يجترئ أحد على منعها ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه ، ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت ، ورأيت من يحبنا يزور ولا يقبل شهادته ، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه .
    ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه ، وخف على الناس استماع الباطل ورأيت الجار يكرم الجارخوفا من لسانه ، ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالاهواء ، ورأيت المساجد قد زخرفت ، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب ، ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة ، ورأيت البغي قد فشا ، ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا .
    ورأيت طلب الحج والجهاد لغيرالله ، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن ورأيت الخراب قد اديل من العمران ، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان ، ورأيت سفك الدماء يستخف بها .
    ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى ، وتسند إليه الامور ، ورأيت الصلاة قد استخف بها ، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه ، ورأيت الميت ينشر من قبره ويؤذى وتباع أكفانه ورأيت الهرج قد كثر .
    ورأيت الرجل يمسي نشوان ، ويصبح سكران لايهتم بما ( يقول ) الناس فيه ، ورأيت البهائم تنكح ، ورأيت البهائم تفرس بعضها بعضا ، ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شئ من ثيابه ، ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم ، وثقل الذكر عليهم ، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه ، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس .
    ورأيت الفقيه يتفقه لغيرالدين يطلب الدنيا والرئاسة ، ورأيت الناس مع من غلب ، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير ، وطالب الحرام يمدح ويعظم ، ورأيت

    [259]


    الحرمين يعمل فيهما بما لايحب الله ، لا يمنعهم مانع ، ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد ، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين .
    ورأيت الرجل يتكلم بشئ من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه ، فيقول : هذا عنك موضوع ، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ، ويقتدون بأهل الشرور ، ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد ، ورأيت الميت يهز ( ء ) به فلا يفزع له أحد .
    ورأيت كل عام يحدث فيه من البدعة والشر أكثر مما كان ، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الاغنياء ، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ، ويرحم لغير وجه الله ، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد ، ورأيت الناس يتسافدون كما تسافد البهائم ، لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس ، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ، ويمنع اليسير في طاعة الله .
    ورأيت العقوق قد ظهر ، واستخف بالوالدين ، وكانا من أسوء الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفتري عليهما .
    ورأيت النساء قد غلبن على الملك ، وغلبن على كل أمر ، لا يؤتى إلا مالهن فيه هوى ، ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ، ويدعو على والديه ، ويفرح بموتهما ، ورأيت الرجل إذا مربه يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم ، من فجور أو بخس مكيال أو ميزان ، أو غشيان حرام ، أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره .
    ورأيت السلطان يحتكر الطعام ، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها ويشرب بها الخمور ، ورأيت الخمر يتداوى بها ، وتوصف للمريض ويستشفى بها ، ورأيت الناس قد استووا في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و ترك التدين به ، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق دائمة ، ورياح أهل الحق لاتحرك .
    ورأيت الاذان بالاجر ، والصلاة بالاجر ، ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ، ويتواصفون فيها شراب

    [260]


    المسكر ، ورأيت السكران يصلي بالناس فهو لا يعقل ، ولا يشان بالسكر ، وإذا سكر اكرم واتقي وخيف ، وترك لا يعاقب ، ويعذر بسكره .
    ورأيت من أكل أموال اليتامى يحدث ( 1 ) بصلاحه ، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمرالله ، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لاهل الفسوق والجرءة على الله ، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ، ولا يعمل القائل بما يأمر .
    ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله وتعطى لطلب الناس ، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم ، لا يبالون بما أكلوا وبما نكحوا ، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ، ورأيت أعلام الحق قد درست .
    فكن على حذر ، واطلب من الله عزو جل النجاة ، واعلم أن الناس في سخط الله عزوجل ( وإنما يمهلهم لامر يراد بهم ، فكن مترقبا ! واجتهد ليراك الله عز وجل ) ( 2 ) في خلاف ماهم عليه ، فان نزل بهم العذاب وكنت فيهم ، عجلت إلى رحمة الله وإن اخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مماهم فيه ، من الجرءة على الله عزوجل .
    واعلم أن الله لا يضيع أجرالمحسنين وأن رحمة الله قريب من المحسنين .
    بيان : " الموكب " جماعة الفرسان " والاغراء " التحريص على الشر ، قوله عليه السلام " إن الناس سحرة " قال الجزري : فيه إن من البيان لسحرا أي منه ما يصرف قلوب السامعين وإن كان غير حق ، والسحر في كلامهم صرف الشئ عن وجهه .
    أقول : وفي بعض النسخ " شجرة بغي " .
    و " الفسحة " بالضم السعة قوله " حتى تصيبوا منادما " لعل المراد دم رجل من أولاد الائمة عليهم السلام سفكوها قريبا من انقضاء دولتهم ، وقد فعلوا مثل ذلك كثيرا ويحتمل أن يكون مراده عليه السلام هذا الملعون بعينه ، والمراد بسفك الدم القتل ولو بالسم مجازا ، و " بالبلد الحرام " مدينة الرسول صلى الله عليه واله فانه عليه السلام سم بأمره فيها

    ___________________________________________________________
    ص 260 ) ( 1 ) يحمد ، خ .
    ( 2 ) مابين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع راجع روضة الكافى ص 42 .
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:16 pm

    [261]


    على ماروي ولم يبق بعده إلا قليلا .
    قوله عليه السلام : " أومتى الراحة " الترديد من الراوي ، قوله " إن هذا الامر " أي انقضاء دولتهم ، أو ظهور دولة الحق .
    وقال الجوهري : استفزه الخوف استخفه و " الزمرة " الجماعة من الناس و " الانكفاء " الانقلاب .
    قوله عليه السلام : " يمتدح " أي يفتخر ويطلب المدح " والمرح " شدة الفرح والنشاط فهو مرح بالكسر .
    قوله عليه السلام : " ورأيت أصحاب الآيات " أي العلامات والمعجزات أو الذين نزلت فيهم الآيات ، وهم الائمة عليهم السلام أو المفسرين والقراء ، وفي بعض النسخ " أصحاب الآثار " وهم المحدثون .
    قوله عليه السلام : رأيت الرجال يتسمنون أي يستعملون الاغذية والادوية للسمن ليعمل بهم القبيح ، قال الجزري فيه يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون أي يتكثرون بماليس فيهم ، ويدعون ما ليس لهم ، من الشرف ، وقيل : أراد جمعهم الاموال وقيل : يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن ، ومنه الحديث الآخر : ويظهر فيهم السمن ، وفيه : ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام أي اللاتي يستعملن السمنة وهي دواء يتسمن به النساء .
    قوله عليه السلام " وأظهروا الخضاب " أي خضاب اليد والرجل فان المستحب لهم إنما هو خضاب الشعر كما سيأتي في موضعه .
    قوله عليه السلام : " وأعطوا الرجال " أي أعطى ولد العباس أموالا ليطؤوهم أو أنهم يعطون السلاطين والحكام الاموال لفروجهم أو فروج نسائهم للدياثة ويمكن أن يقرء الرجال بالرفع وأعطوا على المعلوم أو المجهول من باب أكلوني البراغيث والاول أظهر " والمنافسة " المغالبة على الشئ .
    قوله عليه السلام : " تصانع زوجها " المصانعة الرشوة والمداهنة ، والمراد إما المصانعة لترك الرجال ، أوللاشتغال بهم لتشتغل هي بالنساء ، أو لمعاشرتها مع

    [262]


    الرجال قوله عليه السلام " يعتدون " من الاعتداد أو الاعتداء قوله عليه السلام " لا يستخفى به " أي لا ينتظرون دخوله لارتكاب الفضائح ، بل يعملونها في النهار علانية .
    قوله عليه السلام : " ورأيت الولاية قبالة " أي يزيدون في المال ويشترون الولايات و " الزور " الكذب والباطل والتهمة " والزخرفة " النقش بالذهب المشهور تحريمها في المساجد ويقال : استملحه أي عده مليحا قوله عليه السلام " ويبشربها الناس " كما هو الشائع في زماننا يأتي بعضهم بعضها يبشره بأني أتيتك بغيبة حسنة ، قوله عليه السلام : " قد اديل " الادالة الغلبة ، والمراد كثرة الخراب وقلة العمران قوله عليه السلام " ورأيت الميت " لعل بيع الاكفان بيان للايذاء أي يخرج من قبره لكفنه ، ويحتمل أن يكون المراد أنه يخرجه من عليه دين فيضربه ويحرقه ويبيع كفنه لدينه .
    قوله " كما تتسافد البهائم " أي علانية على ظهرالطرق ، قوله : " ورأيت رياح المنافقين " تطلق الريح على الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة والنفس ، والكل محتمل والاخير أظهر كناية عن كثرة تكلمهم وقبول قولهم قوله عليه السلام " لاهل الفسوق " أي للذين يولونهم على ميراث الايتام أوالفاسق من الورثة ، حيث يعطيهم الرشوة ، فيحكمون بالمال له .
    قوله عليه السلام : " بالشفاعة " أي لا يتصدقون إلا لمن يشفع له شفيع ، فيعطونها لوجه الشفيع لا لوجه الشفيع لا لوجه الله ، أو يعطون لطلب الفقراء وإبرامهم ، قوله عليه السلام : " لا يبالون بما أكلوا " أي من حل أو حرام .
    148 - جع : روى جابر بن عبدالله الانصاري قال : حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع فلما قضى النبي صلى الله عليه واله ما افترض عليه من الحج أتى مودع الكعبة فلزم حلقة الباب ، ونادى برفع صوته : أيها الناس ! فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق ، فقال : اسمعوا ! إني قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم ثم بكى رسول الله صلى الله عليه واله حتى بكى لبكائه الناس أجمعين فلما سكت من بكائه قال :

    [263]


    اعلموا رحمكم الله أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتى لا يرى فيه إلا سلطان جائر أو غني بخيل أو عالم مراغب في المال أو فقير كذاب ، أو شيخ فاجر ، أو صبي وقح ، أوامرأة رعناء ثم بكى رسول الله صلى الله عليه واله .
    فقام إليه سلمان الفارسي وقال : يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك ؟ فقال صلى الله عليه واله : يا سلمان إذا قلت علماؤكم ، وذهبت قراؤكم ، وقطعتم زكاتكم وأظهرتم منكراتكم ، وعلت أصواتكم في مساجدكم ، وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم والعلم تحت أقد امكم ، والكذب حديثكم ، والغيبة فاكهتكم ، والحرام غنميتكم ولا يرحم كبيركم صغيركم ، ولا يوقر صغيركم كبيركم .
    فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ، ويجعل بأسكم بينكم ، وبقي الدين بينكم لفظا بألسنتكم .
    فاذا اوتيتم هذه الخصال توقعواالريح الحمراء أو مسخا أو قذفا بالحجارة وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل " قل هوالقادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون " ( 1 ) .
    فقام إليه جماعة من الصحابة ، فقالوا : يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك ؟ فقال صلى الله عليه واله : عند تأخير الصلوات ، واتباع الشهوات ، وشرب القهوات ، وشتم الآباء والامهات .
    حتى ترون الحرام مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته ، وجفا جاره ، وقطع رحمه ، وذهبت رحمة الاكابر ، وقل حياء الاصاغر ، وشيدوا البنيان وظلموا العبيد والاماء ، وشهدوا بالهوى ، وحكموا بالجور ، ويسب الرجل أباه ويحسد الرجل أخاه ، ويعامل الشركاء بالخيانة ، وقل الوفاء ، وشاع الزنا ، وتزين

    ___________________________________________________________
    ص 263 ) ( 1 ) الانعام : 65 .
    *

    [264]




    الرجال بثياب النساء ، وسلب عنهن قناع الحياء ، ودب الكبر في القلوب كدبيب السم في الابدان ، وقل المعروف ، وظهرت الجرائم ، وهونت العظائم ، وطلبوا المدح بالمال ، وأنفقوا المال للغناء ، وشغلوا بالدنيا عن الآخرة ، وقل الورع ، وكثر الطمع والهرج والمرج ، وأصبح المؤمن ذليلا ، والمنافق عزيزا ، مساجدهم معمورة بالاذان ، وقلوبهم خالية من الايمان ، واستخفوا بالقرآن ، وبلغ المؤمن عنهم كل هوان .
    فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كلامهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الحنظل ، فهم ذئاب ، وعليهم ثياب ، ما من يوم إلا يقول الله تبارك وتعالى : أفبي تغترون ؟ أم علي تجترؤن ؟ " أفحسبتم أنما خلقنا كم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " .
    فوعزتي وجلالي ، لولا من يعبدني مخلصا ما أمهلت من يعصيني طرفة عين ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة ، ولا أنبت ورقة خضراء فوا عجباه لقوم آلهتهم أموالهم .
    وطالت آمالهم ، وقصرت آجالهم ، وهم يطمعون في مجاورة مولاهم ، ولا يصلون إلى ذلك إلا بالعمل ، ولا يتم العمل إلا بالعقل .
    بيان : الوقاحة قلة الحياء ، والرعناء الحمقاء ، والقهوة الخمر .
    149 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فإذا
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 264 سطر 19 الى ص 272 سطر 18 اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني ( 1 ) .
    150 - كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا ترون الذي تنتظرون ، حتى تكونوا كالمعزى المواة التي لا يبالي الخابس أين يضع يده منها ليس لكم شرف ترقونه ولا سناد تسندون إليه أمركم .


    ___________________________________________________________
    ص 264 ) ( 1 ) روضة الكافى ص 209 .
    *

    [265]


    وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود مثله .
    قال : قلت لعلي بن الحكم ما المواة من المعز ، قال : التي قد استوت لا يفضل بعضها على بعض ( 1 ) .
    151 - كا : العدة ، عن سهل ، عن موسى بن عمر الصيقل ، عن أبي شعيب المحاملي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام ليأتين على الناس زمان يظرف فيه الفاجر ، ويقرب فيه الماجن ، ويضعف فيه المنصف قال : فقيل له : متى ذاك يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : ( إذااتخذت الامانة مغنما والزكاة مغرما ، والعبادة استطالة ، والصلة منا ، قال : فقيل له : متى ذلك يا أميرالمؤمنين ؟ فقال ) إذا تسلطن النساء وسلطن الاماء ، وامر الصبيان ( 2 ) .
    بيان : المجون أن لايبالي الانسان بما صنع .
    152 - كا : العدة ، عن سهل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن بزيع عن عمه حمزة ، عن علي بن سويد ، والحسن بن محمد ، عن محمد بن أحمد بن النهدي عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور ، عن علي بن سويد أنه كتب إلى

    ___________________________________________________________
    ص 265 ) ( 1 ) راجع روضة الكافى ص 263 والمعزى - ويمد - وقيل المد غير معروف ولم يثبت - : المعز ، وقال الفراء : المعزى مؤنثة ، وبعضهم ذكرها .
    والخابس الاسد المفترص فهو اذا رأى معزى مواة لا يبالى بأن عضو من أعضائه ابتدء وقد مرفيما سبق ص 110 تحت الرقم 15 وفيه " كالمعز المهولة " فراجع .
    وفى كتاب الروضة أحاديث منبثة لم يخرجها المصنف قدس سره مع مناسبتها للباب كما في ص 310 و 330 و 264 و 265 وغير ذلك .
    ( 2 ) ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع تراه في الروضة ص 69 .
    وقال المصنف في شرحه في المرآت : يظرف في بعض النسخ بالمهملة وكذا في بعض نسخ النهج والطريف ضد التالد وهو الامر المستطرف الذى يعده الناس طريقا حسنا لانهم يرغبون إلى الامور المحدثة والظريف من الظرافة بمعنى الفطنة والكياسة *

    [266]


    أبي الحسن موسى عليه السلام في الحبس وسأله عن مسائل فكان فيما أجابه : إذا رأيت المشوه الاعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، وإذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء وانظر ما فعل الله عزوجل بالمؤمنين ، فقد فسرت لك جملا جملا وصلى الله على محمد وآله الاخيار ( 1 ) .
    153 - كا : حميد بن زياد ، عن عبيدالله الدهقان ، عن الطاطري ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن ابن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم ، وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبدالله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الامر إليك ، فما ترى ؟ قال : فضرب بالكتب الارض ، ثم قال : اف اف ما أنا لهؤلاء بامام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني ( 2 ) .
    154 - نص : بالاسناد المتقدم في باب النص على الاثني عشر ، عن جابر الانصاري عن النبي صلى الله عليه واله قال : منا مهدي هذه الامة إذا صارت الدنيا هرجا

    ___________________________________________________________
    ص 266 ) ( 1 ) راجع روضة الكافى ص 126 وما نقله المصنف رحمه الله هو ذيل الحديث وصدره مفصل من ص 124 - 126 ولذلك يقول عليه السلام : " جملا جملا " .
    ( 2 ) تراه في الروضة ص 331 .
    والمسودة أصحاب أبى مسلم المروزى الخراسانى حيث جعلوا ألبستهم وأعلامهم سودا ، وقد كانوا أولا كتبوا كتبا إلى سادات بنى هاشم للتوافق والتواطؤ فكتبوا إلى أبى عبدالله عليه السلام أيضا يدعونه إلى البيعة والخروج فلم يجبه عليه السلام حتى يئسوا منه فتوافقوا مع بنى العباس قال الكلينى في الروضة ص 274 : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبى هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فأتاه كتاب أبى مسلم فقال : ليس لكتابك جواب اخرج عنا ، فجعلنا يسار بعضنا بعضا فقال : أى شى تسارون يا فضل ؟ ان الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولا زالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله .
    ثم قال : ان فلان بن فلان بلغ السابع من ولد فلان ، قلت : فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال : لا تبرح الارض يا فضل حتى يخرج السفيانى ، فاذا خرج السفيانى فأجيبوا الينا - يقولها ثلاثا - وهو من المحتوم .
    *

    [267]


    ومرجا ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا ، التاسع من صلب الحسين يفتح حصون الظلالة ، وقلوبا غفلا يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملا الارض عدلا كما ملئت جورا ( 1 ) .
    155 - نص : بالاسناد المتقدم في الباب المذكور ، عن علقمة بن قيس ، قال : خطبنا أميرالمؤمنين على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها : ألا وإني ظاعن عن قريب ، ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الاموية والمملكة الكسروية ، وإماتة ما أحياه الله ، وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم ، وعضوا على مثل جمر الغضا ، واذكرواالله كثيرا فذكره أكبرلو كنتم تعلمون .
    ثم قال : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء ، بين دجلة ودجيل والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ، مزخرفة بالذهب والفضة ، واللازورد والمرمر والرخام ، وأبواب العاج ، والخيم ، والقباب ، والستارات .
    وقد عليت بالساج ، والعرعر والصنوبر والشب ، وشيدت بالقصور ، وتوالت عليها ملك بني شيصبان ( 2 ) أربعة وعشرون ملكا ، فيهم السفاح ، والمقلاص ، والجموح

    ___________________________________________________________
    ص 267 ) ( 1 ) راجع ج 36 ص 308 وفيه " قلوبا غفلاء " ونقل عن المصدر : " وقلاعها " بدل ذلك ، وكلاهما مصحف والصحيح ما في الصلب والغفل - بالضم - من لا يرجى خيره ولا يخشى شره ومالا علامة فيه من القداح والطرق وغيرها ، ويحتمل أن يكون مقلوب " غلف " كما في التنزيل : " وقالوا قلوبنا غلف " البقرة 88 ، وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها " النساء 145 .
    ( 2 ) قال المصنف هناك : الشيطان اسم الشيطان ، وانما عبر عنهم بذلك لانهم كانوا شرك شيطان ، والمشهور أن عدد خلفاء بنى العباس كان سبعة وثلاثين ، ولعله عليه السلا م انما عد منهم من استقر ملكه وامتد ، لا من تزلزل سلطانه وذهب ملكه سريعا كالامين والمنتصر والمستعين والمعتز وأمثالهم .
    الخ .
    *

    [268]


    والخدوع ، والمظفر ، والمؤنث ، والنظار ، والكبش ، والمهتور ، والعثار ، والمصطلم والمستصعب ، والعلام ، والرهباني ، والخليع ، والسيار ، والمترف ، والكديد والاكتب ، والمسرف ، والاكلب ، والوسيم ، والصيلام ، والعينوق .
    وتعمل القبة الغبراء ، ذات الفلاة الحمراء ، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الاقاليم ، كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية .
    ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ، ويقارب من الحادي ويقع فيه هرج ومرج وشغب ، وتلك علامات الخصب .
    ومن العلامة إلى العلامة عجب ، فاذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر القمر الازهر ، وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد ( 1 ) .
    156 - يب : باسناده عن سالم أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سأله رجل وأنا أسمع فقال : إني اصلي الفجرثم أذكرالله بكلما اريد أن أذكره مما يجب علي فاريد أن أضع جنبي فأنام قبل طلوع الشمس ، فأكره ذلك ، قال : ولم ؟ قال : أكره أن تطلع الشمس من غير مطلعها ، قال : ليس بذلك خفاء ، انظر من حيث يطلع الفجر ، فمن ثم تطلع الشمس ، ليس عليك من حرج أن تنام إذا كنت قد ذكرت الله ( 2 ) .
    أقول : قد مضى بعض الاخبار المناسبة للباب في كتاب المعاد .
    157 - كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذا الامر متى يكون ؟ قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه فلا تنكرونه .


    ___________________________________________________________
    ص 268 ) ( 1 ) تراه في ج 36 ص 354 وبين ما طبع هناك والاصل المطبوع هنا اختلافات لا يعرف الصحيح من المصحف .
    فراجع .
    ( 2 ) رواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 227 والاستبصار ج 1 ص 177 .
    *

    [269]


    ومنه ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن محمد بن علي بن خلف عن موسى بن إبراهيم ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ظهور البواسير وموت الفجاءة والجذام من اقتراب الساعة .
    158 - قل : وجدت في كتاب الملاحم للبطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه ، قال : يا أبا محمد ليس يرى امة محمد فرجا أبدا مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم ، فإذا انقرض ملكهم ، أتاح الله لامة محمد برجل منا أهل البيت ، يشير بالتقى ، ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا .
    والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه ، ثم يأتينا الغليظ القصرة ، ذوالخال والشامتين القائد العادل ، الحافظ لما استودع ، يملاها عدلا وقسطا كما ملاها الفجار جورا وظلما .
    159 - أقول : وروى في كتاب سرور أهل الايمان عن السيد علي بن عبدالحميد باسناده ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك ذلك ، اختلاف بين العباد ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف في قرية من قرى الشام بالجابية ، ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ويكون سبب ذلك اجتماع ثلاث رايات فيه : راية الاصهب .
    وراية الابقع ، وراية السفياني .
    160 - وبإسناده عن أحمد بن محمد الايادي رفعه إلى بريد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا بريد اتق جمع الاصهب قلت : وما الاصهب ؟ قال : الابقع قلت : وما الابقع ؟ قال : الابرص ، واتق السفياني واتق الشريدين من ولد فلان يأتيان مكة ؟ يقسمان بها الاموال ، يتشبهان بالقائم عليه السلام .
    واتق الشذاذ من آل محمد .
    قلت : ويريد بالشذاذ الزيدية ، لضعف مقالتهم وأما كونهم من آل محمد لانهم

    [270]


    من بني فاطمة .
    161 - وبإسناده عن أحمد بن عمير بن مسلم ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود عن محمد بن بشر الهمداني قال : قلنا لمحمد بن الحنفية : جعلنا الله فداك بلغنا أن لآن فلان راية ، ولآل جعفر راية ، فهل عند كم في ذلك شئ ؟ قال : أما راية بني جعفر فليست بشئ وأما راية بني فلان ( فان ) لهم ملكا يقربون فيه البعيد ، ويبعدون فيه القريب ، عسر ليس فيهم يسر ، تصيبهم فيه فزعات ورعدات كل ذلك ينجلي عنهم كما ينجلي السحاب حتى إذا أمنوا واطمأنوا وظنوا أن ملكهم لا يزول فيصيح فيهم صيحة فلم يبق لهم راع يجمعهم ، ولا داع يسمعهم ، وذلك قوله تعالى : " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنا ها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " ( 1 ) .
    قلت : جعلت فداك هل لذلك وقت ؟ قال : لا لان علم الله غلب وقت الموقتين إن الله تعالى وعد موسى ثلاثين ليلة فأتمها بعشر ، ولم يعلمها موسى ولم تعلمها بنو إسرائيل ، فلما جاز الوقت قالوا : غرنا موسى ، فعبدوا العجل ، ولكن إذا كثرت الحاجة ، والفاقه في الناس ، وأنكر بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا أمرالله صباحا ومساء .
    قلت : جعلت فداك أما الفاقة فقد عرفتها فما إنكار الناس بعضهم بعضا ؟ قال : يلقى الرجل صاحبه في الحاجة بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه ، ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه فيه ، والخبر طويل وقد روي عن أئمتنا عليهم السلام مثل ذلك ( 2 ) .
    وبإسناده ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكربن محمد الازدي ، عن سدير قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ياسدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن

    ___________________________________________________________
    ص 270 ) ( 1 ) يونس : 24 وقد مرالحديث عن غيبة الشيخ ص 104 من هذا المجلد وهكذا ( 2 ) روى ذلك عن أبي جعفر عليه السلام كما في ص 185 تحت الرقم 9 .
    الاحاديث المروية بعدها مما قد تليت عليك قبل ذلك .
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:17 pm

    [261]


    على ماروي ولم يبق بعده إلا قليلا .
    قوله عليه السلام : " أومتى الراحة " الترديد من الراوي ، قوله " إن هذا الامر " أي انقضاء دولتهم ، أو ظهور دولة الحق .
    وقال الجوهري : استفزه الخوف استخفه و " الزمرة " الجماعة من الناس و " الانكفاء " الانقلاب .
    قوله عليه السلام : " يمتدح " أي يفتخر ويطلب المدح " والمرح " شدة الفرح والنشاط فهو مرح بالكسر .
    قوله عليه السلام : " ورأيت أصحاب الآيات " أي العلامات والمعجزات أو الذين نزلت فيهم الآيات ، وهم الائمة عليهم السلام أو المفسرين والقراء ، وفي بعض النسخ " أصحاب الآثار " وهم المحدثون .
    قوله عليه السلام : رأيت الرجال يتسمنون أي يستعملون الاغذية والادوية للسمن ليعمل بهم القبيح ، قال الجزري فيه يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون أي يتكثرون بماليس فيهم ، ويدعون ما ليس لهم ، من الشرف ، وقيل : أراد جمعهم الاموال وقيل : يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن ، ومنه الحديث الآخر : ويظهر فيهم السمن ، وفيه : ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام أي اللاتي يستعملن السمنة وهي دواء يتسمن به النساء .
    قوله عليه السلام " وأظهروا الخضاب " أي خضاب اليد والرجل فان المستحب لهم إنما هو خضاب الشعر كما سيأتي في موضعه .
    قوله عليه السلام : " وأعطوا الرجال " أي أعطى ولد العباس أموالا ليطؤوهم أو أنهم يعطون السلاطين والحكام الاموال لفروجهم أو فروج نسائهم للدياثة ويمكن أن يقرء الرجال بالرفع وأعطوا على المعلوم أو المجهول من باب أكلوني البراغيث والاول أظهر " والمنافسة " المغالبة على الشئ .
    قوله عليه السلام : " تصانع زوجها " المصانعة الرشوة والمداهنة ، والمراد إما المصانعة لترك الرجال ، أوللاشتغال بهم لتشتغل هي بالنساء ، أو لمعاشرتها مع

    [262]


    الرجال قوله عليه السلام " يعتدون " من الاعتداد أو الاعتداء قوله عليه السلام " لا يستخفى به " أي لا ينتظرون دخوله لارتكاب الفضائح ، بل يعملونها في النهار علانية .
    قوله عليه السلام : " ورأيت الولاية قبالة " أي يزيدون في المال ويشترون الولايات و " الزور " الكذب والباطل والتهمة " والزخرفة " النقش بالذهب المشهور تحريمها في المساجد ويقال : استملحه أي عده مليحا قوله عليه السلام " ويبشربها الناس " كما هو الشائع في زماننا يأتي بعضهم بعضها يبشره بأني أتيتك بغيبة حسنة ، قوله عليه السلام : " قد اديل " الادالة الغلبة ، والمراد كثرة الخراب وقلة العمران قوله عليه السلام " ورأيت الميت " لعل بيع الاكفان بيان للايذاء أي يخرج من قبره لكفنه ، ويحتمل أن يكون المراد أنه يخرجه من عليه دين فيضربه ويحرقه ويبيع كفنه لدينه .
    قوله " كما تتسافد البهائم " أي علانية على ظهرالطرق ، قوله : " ورأيت رياح المنافقين " تطلق الريح على الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة والنفس ، والكل محتمل والاخير أظهر كناية عن كثرة تكلمهم وقبول قولهم قوله عليه السلام " لاهل الفسوق " أي للذين يولونهم على ميراث الايتام أوالفاسق من الورثة ، حيث يعطيهم الرشوة ، فيحكمون بالمال له .
    قوله عليه السلام : " بالشفاعة " أي لا يتصدقون إلا لمن يشفع له شفيع ، فيعطونها لوجه الشفيع لا لوجه الشفيع لا لوجه الله ، أو يعطون لطلب الفقراء وإبرامهم ، قوله عليه السلام : " لا يبالون بما أكلوا " أي من حل أو حرام .
    148 - جع : روى جابر بن عبدالله الانصاري قال : حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع فلما قضى النبي صلى الله عليه واله ما افترض عليه من الحج أتى مودع الكعبة فلزم حلقة الباب ، ونادى برفع صوته : أيها الناس ! فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق ، فقال : اسمعوا ! إني قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم ثم بكى رسول الله صلى الله عليه واله حتى بكى لبكائه الناس أجمعين فلما سكت من بكائه قال :

    [263]


    اعلموا رحمكم الله أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتى لا يرى فيه إلا سلطان جائر أو غني بخيل أو عالم مراغب في المال أو فقير كذاب ، أو شيخ فاجر ، أو صبي وقح ، أوامرأة رعناء ثم بكى رسول الله صلى الله عليه واله .
    فقام إليه سلمان الفارسي وقال : يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك ؟ فقال صلى الله عليه واله : يا سلمان إذا قلت علماؤكم ، وذهبت قراؤكم ، وقطعتم زكاتكم وأظهرتم منكراتكم ، وعلت أصواتكم في مساجدكم ، وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم والعلم تحت أقد امكم ، والكذب حديثكم ، والغيبة فاكهتكم ، والحرام غنميتكم ولا يرحم كبيركم صغيركم ، ولا يوقر صغيركم كبيركم .
    فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ، ويجعل بأسكم بينكم ، وبقي الدين بينكم لفظا بألسنتكم .
    فاذا اوتيتم هذه الخصال توقعواالريح الحمراء أو مسخا أو قذفا بالحجارة وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل " قل هوالقادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون " ( 1 ) .
    فقام إليه جماعة من الصحابة ، فقالوا : يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك ؟ فقال صلى الله عليه واله : عند تأخير الصلوات ، واتباع الشهوات ، وشرب القهوات ، وشتم الآباء والامهات .
    حتى ترون الحرام مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته ، وجفا جاره ، وقطع رحمه ، وذهبت رحمة الاكابر ، وقل حياء الاصاغر ، وشيدوا البنيان وظلموا العبيد والاماء ، وشهدوا بالهوى ، وحكموا بالجور ، ويسب الرجل أباه ويحسد الرجل أخاه ، ويعامل الشركاء بالخيانة ، وقل الوفاء ، وشاع الزنا ، وتزين

    ___________________________________________________________
    ص 263 ) ( 1 ) الانعام : 65 .
    *

    [264]




    الرجال بثياب النساء ، وسلب عنهن قناع الحياء ، ودب الكبر في القلوب كدبيب السم في الابدان ، وقل المعروف ، وظهرت الجرائم ، وهونت العظائم ، وطلبوا المدح بالمال ، وأنفقوا المال للغناء ، وشغلوا بالدنيا عن الآخرة ، وقل الورع ، وكثر الطمع والهرج والمرج ، وأصبح المؤمن ذليلا ، والمنافق عزيزا ، مساجدهم معمورة بالاذان ، وقلوبهم خالية من الايمان ، واستخفوا بالقرآن ، وبلغ المؤمن عنهم كل هوان .
    فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كلامهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الحنظل ، فهم ذئاب ، وعليهم ثياب ، ما من يوم إلا يقول الله تبارك وتعالى : أفبي تغترون ؟ أم علي تجترؤن ؟ " أفحسبتم أنما خلقنا كم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " .
    فوعزتي وجلالي ، لولا من يعبدني مخلصا ما أمهلت من يعصيني طرفة عين ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة ، ولا أنبت ورقة خضراء فوا عجباه لقوم آلهتهم أموالهم .
    وطالت آمالهم ، وقصرت آجالهم ، وهم يطمعون في مجاورة مولاهم ، ولا يصلون إلى ذلك إلا بالعمل ، ولا يتم العمل إلا بالعقل .
    بيان : الوقاحة قلة الحياء ، والرعناء الحمقاء ، والقهوة الخمر .
    149 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فإذا
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 264 سطر 19 الى ص 272 سطر 18 اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني ( 1 ) .
    150 - كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا ترون الذي تنتظرون ، حتى تكونوا كالمعزى المواة التي لا يبالي الخابس أين يضع يده منها ليس لكم شرف ترقونه ولا سناد تسندون إليه أمركم .


    ___________________________________________________________
    ص 264 ) ( 1 ) روضة الكافى ص 209 .
    *

    [265]


    وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود مثله .
    قال : قلت لعلي بن الحكم ما المواة من المعز ، قال : التي قد استوت لا يفضل بعضها على بعض ( 1 ) .
    151 - كا : العدة ، عن سهل ، عن موسى بن عمر الصيقل ، عن أبي شعيب المحاملي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام ليأتين على الناس زمان يظرف فيه الفاجر ، ويقرب فيه الماجن ، ويضعف فيه المنصف قال : فقيل له : متى ذاك يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : ( إذااتخذت الامانة مغنما والزكاة مغرما ، والعبادة استطالة ، والصلة منا ، قال : فقيل له : متى ذلك يا أميرالمؤمنين ؟ فقال ) إذا تسلطن النساء وسلطن الاماء ، وامر الصبيان ( 2 ) .
    بيان : المجون أن لايبالي الانسان بما صنع .
    152 - كا : العدة ، عن سهل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن بزيع عن عمه حمزة ، عن علي بن سويد ، والحسن بن محمد ، عن محمد بن أحمد بن النهدي عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور ، عن علي بن سويد أنه كتب إلى

    ___________________________________________________________
    ص 265 ) ( 1 ) راجع روضة الكافى ص 263 والمعزى - ويمد - وقيل المد غير معروف ولم يثبت - : المعز ، وقال الفراء : المعزى مؤنثة ، وبعضهم ذكرها .
    والخابس الاسد المفترص فهو اذا رأى معزى مواة لا يبالى بأن عضو من أعضائه ابتدء وقد مرفيما سبق ص 110 تحت الرقم 15 وفيه " كالمعز المهولة " فراجع .
    وفى كتاب الروضة أحاديث منبثة لم يخرجها المصنف قدس سره مع مناسبتها للباب كما في ص 310 و 330 و 264 و 265 وغير ذلك .
    ( 2 ) ما بين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع تراه في الروضة ص 69 .
    وقال المصنف في شرحه في المرآت : يظرف في بعض النسخ بالمهملة وكذا في بعض نسخ النهج والطريف ضد التالد وهو الامر المستطرف الذى يعده الناس طريقا حسنا لانهم يرغبون إلى الامور المحدثة والظريف من الظرافة بمعنى الفطنة والكياسة *

    [266]


    أبي الحسن موسى عليه السلام في الحبس وسأله عن مسائل فكان فيما أجابه : إذا رأيت المشوه الاعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، وإذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء وانظر ما فعل الله عزوجل بالمؤمنين ، فقد فسرت لك جملا جملا وصلى الله على محمد وآله الاخيار ( 1 ) .
    153 - كا : حميد بن زياد ، عن عبيدالله الدهقان ، عن الطاطري ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن ابن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم ، وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبدالله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الامر إليك ، فما ترى ؟ قال : فضرب بالكتب الارض ، ثم قال : اف اف ما أنا لهؤلاء بامام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني ( 2 ) .
    154 - نص : بالاسناد المتقدم في باب النص على الاثني عشر ، عن جابر الانصاري عن النبي صلى الله عليه واله قال : منا مهدي هذه الامة إذا صارت الدنيا هرجا

    ___________________________________________________________
    ص 266 ) ( 1 ) راجع روضة الكافى ص 126 وما نقله المصنف رحمه الله هو ذيل الحديث وصدره مفصل من ص 124 - 126 ولذلك يقول عليه السلام : " جملا جملا " .
    ( 2 ) تراه في الروضة ص 331 .
    والمسودة أصحاب أبى مسلم المروزى الخراسانى حيث جعلوا ألبستهم وأعلامهم سودا ، وقد كانوا أولا كتبوا كتبا إلى سادات بنى هاشم للتوافق والتواطؤ فكتبوا إلى أبى عبدالله عليه السلام أيضا يدعونه إلى البيعة والخروج فلم يجبه عليه السلام حتى يئسوا منه فتوافقوا مع بنى العباس قال الكلينى في الروضة ص 274 : محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبى هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فأتاه كتاب أبى مسلم فقال : ليس لكتابك جواب اخرج عنا ، فجعلنا يسار بعضنا بعضا فقال : أى شى تسارون يا فضل ؟ ان الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولا زالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله .
    ثم قال : ان فلان بن فلان بلغ السابع من ولد فلان ، قلت : فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال : لا تبرح الارض يا فضل حتى يخرج السفيانى ، فاذا خرج السفيانى فأجيبوا الينا - يقولها ثلاثا - وهو من المحتوم .
    *

    [267]


    ومرجا ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا ، التاسع من صلب الحسين يفتح حصون الظلالة ، وقلوبا غفلا يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملا الارض عدلا كما ملئت جورا ( 1 ) .
    155 - نص : بالاسناد المتقدم في الباب المذكور ، عن علقمة بن قيس ، قال : خطبنا أميرالمؤمنين على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها : ألا وإني ظاعن عن قريب ، ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الاموية والمملكة الكسروية ، وإماتة ما أحياه الله ، وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم ، وعضوا على مثل جمر الغضا ، واذكرواالله كثيرا فذكره أكبرلو كنتم تعلمون .
    ثم قال : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء ، بين دجلة ودجيل والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ، مزخرفة بالذهب والفضة ، واللازورد والمرمر والرخام ، وأبواب العاج ، والخيم ، والقباب ، والستارات .
    وقد عليت بالساج ، والعرعر والصنوبر والشب ، وشيدت بالقصور ، وتوالت عليها ملك بني شيصبان ( 2 ) أربعة وعشرون ملكا ، فيهم السفاح ، والمقلاص ، والجموح

    ___________________________________________________________
    ص 267 ) ( 1 ) راجع ج 36 ص 308 وفيه " قلوبا غفلاء " ونقل عن المصدر : " وقلاعها " بدل ذلك ، وكلاهما مصحف والصحيح ما في الصلب والغفل - بالضم - من لا يرجى خيره ولا يخشى شره ومالا علامة فيه من القداح والطرق وغيرها ، ويحتمل أن يكون مقلوب " غلف " كما في التنزيل : " وقالوا قلوبنا غلف " البقرة 88 ، وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها " النساء 145 .
    ( 2 ) قال المصنف هناك : الشيطان اسم الشيطان ، وانما عبر عنهم بذلك لانهم كانوا شرك شيطان ، والمشهور أن عدد خلفاء بنى العباس كان سبعة وثلاثين ، ولعله عليه السلا م انما عد منهم من استقر ملكه وامتد ، لا من تزلزل سلطانه وذهب ملكه سريعا كالامين والمنتصر والمستعين والمعتز وأمثالهم .
    الخ .
    *

    [268]


    والخدوع ، والمظفر ، والمؤنث ، والنظار ، والكبش ، والمهتور ، والعثار ، والمصطلم والمستصعب ، والعلام ، والرهباني ، والخليع ، والسيار ، والمترف ، والكديد والاكتب ، والمسرف ، والاكلب ، والوسيم ، والصيلام ، والعينوق .
    وتعمل القبة الغبراء ، ذات الفلاة الحمراء ، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الاقاليم ، كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية .
    ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ، ويقارب من الحادي ويقع فيه هرج ومرج وشغب ، وتلك علامات الخصب .
    ومن العلامة إلى العلامة عجب ، فاذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر القمر الازهر ، وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد ( 1 ) .
    156 - يب : باسناده عن سالم أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سأله رجل وأنا أسمع فقال : إني اصلي الفجرثم أذكرالله بكلما اريد أن أذكره مما يجب علي فاريد أن أضع جنبي فأنام قبل طلوع الشمس ، فأكره ذلك ، قال : ولم ؟ قال : أكره أن تطلع الشمس من غير مطلعها ، قال : ليس بذلك خفاء ، انظر من حيث يطلع الفجر ، فمن ثم تطلع الشمس ، ليس عليك من حرج أن تنام إذا كنت قد ذكرت الله ( 2 ) .
    أقول : قد مضى بعض الاخبار المناسبة للباب في كتاب المعاد .
    157 - كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عمن ذكره ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذا الامر متى يكون ؟ قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه فلا تنكرونه .


    ___________________________________________________________
    ص 268 ) ( 1 ) تراه في ج 36 ص 354 وبين ما طبع هناك والاصل المطبوع هنا اختلافات لا يعرف الصحيح من المصحف .
    فراجع .
    ( 2 ) رواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 227 والاستبصار ج 1 ص 177 .
    *

    [269]


    ومنه ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن موسى ، عن محمد بن علي بن خلف عن موسى بن إبراهيم ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : ظهور البواسير وموت الفجاءة والجذام من اقتراب الساعة .
    158 - قل : وجدت في كتاب الملاحم للبطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه ، قال : يا أبا محمد ليس يرى امة محمد فرجا أبدا مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم ، فإذا انقرض ملكهم ، أتاح الله لامة محمد برجل منا أهل البيت ، يشير بالتقى ، ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا .
    والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه ، ثم يأتينا الغليظ القصرة ، ذوالخال والشامتين القائد العادل ، الحافظ لما استودع ، يملاها عدلا وقسطا كما ملاها الفجار جورا وظلما .
    159 - أقول : وروى في كتاب سرور أهل الايمان عن السيد علي بن عبدالحميد باسناده ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك ذلك ، اختلاف بين العباد ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف في قرية من قرى الشام بالجابية ، ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام ويكون سبب ذلك اجتماع ثلاث رايات فيه : راية الاصهب .
    وراية الابقع ، وراية السفياني .
    160 - وبإسناده عن أحمد بن محمد الايادي رفعه إلى بريد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا بريد اتق جمع الاصهب قلت : وما الاصهب ؟ قال : الابقع قلت : وما الابقع ؟ قال : الابرص ، واتق السفياني واتق الشريدين من ولد فلان يأتيان مكة ؟ يقسمان بها الاموال ، يتشبهان بالقائم عليه السلام .
    واتق الشذاذ من آل محمد .
    قلت : ويريد بالشذاذ الزيدية ، لضعف مقالتهم وأما كونهم من آل محمد لانهم

    [270]


    من بني فاطمة .
    161 - وبإسناده عن أحمد بن عمير بن مسلم ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود عن محمد بن بشر الهمداني قال : قلنا لمحمد بن الحنفية : جعلنا الله فداك بلغنا أن لآن فلان راية ، ولآل جعفر راية ، فهل عند كم في ذلك شئ ؟ قال : أما راية بني جعفر فليست بشئ وأما راية بني فلان ( فان ) لهم ملكا يقربون فيه البعيد ، ويبعدون فيه القريب ، عسر ليس فيهم يسر ، تصيبهم فيه فزعات ورعدات كل ذلك ينجلي عنهم كما ينجلي السحاب حتى إذا أمنوا واطمأنوا وظنوا أن ملكهم لا يزول فيصيح فيهم صيحة فلم يبق لهم راع يجمعهم ، ولا داع يسمعهم ، وذلك قوله تعالى : " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنا ها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " ( 1 ) .
    قلت : جعلت فداك هل لذلك وقت ؟ قال : لا لان علم الله غلب وقت الموقتين إن الله تعالى وعد موسى ثلاثين ليلة فأتمها بعشر ، ولم يعلمها موسى ولم تعلمها بنو إسرائيل ، فلما جاز الوقت قالوا : غرنا موسى ، فعبدوا العجل ، ولكن إذا كثرت الحاجة ، والفاقه في الناس ، وأنكر بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا أمرالله صباحا ومساء .
    قلت : جعلت فداك أما الفاقة فقد عرفتها فما إنكار الناس بعضهم بعضا ؟ قال : يلقى الرجل صاحبه في الحاجة بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه ، ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه فيه ، والخبر طويل وقد روي عن أئمتنا عليهم السلام مثل ذلك ( 2 ) .
    وبإسناده ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكربن محمد الازدي ، عن سدير قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ياسدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن

    ___________________________________________________________
    ص 270 ) ( 1 ) يونس : 24 وقد مرالحديث عن غيبة الشيخ ص 104 من هذا المجلد وهكذا ( 2 ) روى ذلك عن أبي جعفر عليه السلام كما في ص 185 تحت الرقم 9 .
    الاحاديث المروية بعدها مما قد تليت عليك قبل ذلك .
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:17 pm

    [281]


    أهل البيت يصلح الله له أمره في ليلة وفي رواية اخرى يصلحه الله في ليلة .
    8 - ك : الطالقاني ( عن ابن همام ) ( 1 ) ، عن حعفر بن مالك ، عن الحسن ابن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما السلام أنه قال : إذا قام القائم .
    قال : " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين " ( 2 ) 9 - ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري وأحمد بن إدريس جميعا عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب ومحمد بن عبدالجبار وعبدالله بن عامر ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن مساور ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إياكم والتنويه أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهر كم وليمحص ( 3 ) حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك ، ولتد معن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الايمان ، وأيده بروح منه ، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة ، لا يدزى أي من أي .


    ___________________________________________________________
    ص 281 ) ( 1 ) في الاصل المطبوع : الطالقانى عن جعفر بن مالك .
    وهو سهو والصحيح ما في الصلب كما في المصدر ج 1 ص 444 ، وقد تكرر عليك في سائر الاسناد وخصوصا في أسناد غيبة النعمانى أن الراوى عن جعفر بن محمد بن مالك ، هو أبوعلى محمد بن همام ، وقد عجب النجاشى أنه كيف روى شيخه النبيل الثقة أبوعلى بن همام وشيخه الجليل الثقة أبوغالب الزرارى عن جعفر بن محمد بن مالك مع ما قال فيه الغضائرى : كان كذابا متروك الحديث جملة وكان في مذهبه ارتفاع .
    وروى عن الضعفاء والمجاهيل ، وكل عيوب الضعفاء مجتمعة فيه .
    ( 2 ) الشعراء : 21 .
    ( 3 ) وفي المصدر وهكذا نسخة الكافى " ولتمحصن " وكلها تصحيف والصحيح ما في نسخة النعمانى في روايتين ص 76 و 77 وقد أخرج المصنف أحدهما بلفظه فيما سبق باب ماورد عن الصادق عليه السلام وتراه في ج 51 ص 147 .
    وفيه : " وليخملن " من الخمول .
    *

    [282]


    قال : فبكيت فقال ( لي : ) ما يبكيك يا باعبدالله ؟ فقلت : وكيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أي ؟ فكيف نصنع ؟ قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا باعبدالله ترى هذه الشمس ؟ قلت : نعم ، قال : والله لامرنا أبين من هذه الشمس .
    غط : أحمد بن إدريس ، عن ابن قتيبة ، عن ابن شاذان ، عن ابن أبي نجران مثله .
    نى : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، والحميري معا ، عن ابن أبي الخطاب ومحمد بن عيسى وعبدالله بن عامر جميعا ، عن ابن أبي نجران مثله .
    نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عبدالكريم ، عن ابن أبي نجران مثله .
    ( 1 ) بيان : اللتنويه : التشهيرأي لا تشهروا أنفسكم ، أولا تدعوا الناس إلى دينكم أولا تشهروا ما نقول لكم من أمر القائم عليه السلام وغيره مما يلزم إخفاؤه عن المخالفين .
    ( وليمحص على بناء التفعيل المجهول من التمحيص ، بمعنى الابتلاء والاختبار ونسبته إليه عليه السلام على المجاز ، أو على بناء المجردد المعلوم ، من محص الظبي ( 2 ) - كمنع - إذا عدا ، ومحص مني : أي هرب ، وفي بعض نسخ الكافي على بناء المجهول المخاطب ، من التفعيل مؤكدا بالنون ، وهو أظهر ، وقد مر في النعماني " وليخملن " .
    ولعل المراد بأخذ الميثاق قبوله يوم أخذ الله ميثاق نبيه وأهل بيته ، مع ميثاق ربوبيته ، كما مر في الاخبار ، " وكتب في قلبه الايمان " إشارة إلى قوله تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله ورسوله يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم

    ___________________________________________________________
    ص 282 ) ( 1 ) ترى الحديث في كمال الدين ج 2 ص 16 ، غيبة النعمانى ص 76 والكافى ج 1 ص 336 غيبة الشيخ ص 217 .
    ( 2 ) في الاصل المطبوع : محص الصبى ، وهو تصحيف .
    *

    [283]


    أو إخوانهم أو عشيرتهم ، اولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه " ( 1 ) والروح هو روح الايمان كما مر .
    " مشتبهة " أي على الخلق أو متشابهة يشبه بعضها بعضا ظاهرا ، و " لايدرى " على بناء المجهول ، و " أي " مرفوع به ، أي لا يدرى أي منها حق متميزا من أي منها هو باطل .
    فهو تفسير للاشتباه ، وقيل : " أي " مبتدأ و " من أي " خبره أي كل راية منها لا يعرف كونه من أي جهة ؟ من جهة الحق ؟ أو من جهة الباطل ؟ وقيل : لا يدرى أي رجل من أي راية ، لتبدوالنظام منهم ، والاول أظهر ) .
    10 - ك : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : قلت لمحمدبن علي بن موسى عليهم السلام : إني لارجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فقال عليه السلام : يا أباالقاسم ما منا إلا قائم بأمرالله عزوجل وهاد إلى دينه ، ولكن القائم الذي يطهر الله به الارض من أهل الكفر والجحود ، ويملا ها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله وكنيه ، وهو الذي تطوى له الارض ، ويذل له كل صعب ، يجتمع إليه أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الارض وذلك قول الله عزوجل " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير " ( 2 ) .
    فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر أمره ، فإذا أكمل له العقد ، وهو عشرة آلاف رجل ، خرج بإذن الله عزوجل ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عزوجل .
    قال عبدالعظيم : فقلت له : ياسيدي وكيف يعلم أن الله قد رضي ؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة .
    فاذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما .


    ___________________________________________________________
    ص 283 ) ( 1 ) المجادلة : 22 .
    ( 2 ) البقرة : 148 .
    وترى الحديث في المصدر ج 2 ص 49 .
    *

    [284]




    ج : عن عبدالعظيم مثله .
    بيان : يعني باللات والعزى صنمي قريش أبابكر وعمر .
    11 - غط : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن تفسير جابر فقال : لا تحدث به السفلة فيذيعونه أما تقرأ كتاب الله " فإذا نقر في الناقور " ( 1 ) إن منا إماما مستترا فإذا أرادالله إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله .
    كش : آدم بن محمد البلخي ، عن علي بن الحسن بن هارون الدقاق ، عن علي بن أحمد ، عن أحمد بن علي بن سليمان ، عن ابن فضال ، عن علي بن حسان عن المفضل مثله .
    بيان : ذكر الآية لبيان أن في زمانه عليه السلام يمكن إظهار تلك الامور أو استشهاد بأن من تفاسيرنا مالا يحتمله عامة الخلق مثل تفسير تلك الآية .
    12 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن أحمد بن معمر الاسدي ، عن محمد بن فضيل ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، في قوله عزوجل : " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " ( 2 ) قال : هذه نزلت فينا وفي بني امية ، تكون لنا دولة تذل أعناقهم لنا بعد صعوبة ، وهوان بعد عز .
    13 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : إن نشأ ننزل " الآية قال : نزلت في قائم آل محمد صلى الله عليه واله ينادى باسمه من السماء .


    ___________________________________________________________
    ص 284 ) ( 1 ) المدثر : 8 .
    والحديث في المصدر ص 113 .
    ورواه الصدوق في كمال الدين ج 2 ص 18 .
    ( 2 ) الشعراء : 4 .
    وترى مثله في غيبة الشيخ ص 120 و 121 .
    *

    [285]


    14 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى عن يونس ، عن صفوان ، عن أبي عثمان ، عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : انتظروا الفرج في ثلاث ، قيل : و ما هن ؟ قال : اختلاف أهل الشام بينهم ، والرايات السود من خراسان ، والفزعة في شهر رمضان ، فقيل له : وما الفزعة في شهر رمضان ؟ قال : أما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن : " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " قال : إنه يخرج الفتاة من خدرها ويستيقظ النائم ويفزع اليقظان .
    15 - غط : الحسين بن عبيدالله ، عن البزوفري ، عن أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن فضال ، عن المثنى الحناط ، عن الحسن بن زياد الصيقل قال : سمعت أباعبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : إن القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها ، ويسمع أهل المشرق والمغرب ، وفيه نزلت هذه الآية " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ( 1 ) .
    16 - ك : الطالقاني ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الهروي قال : قلت للرضا عليه السلام : ما علامة القائم عليه السلام منكم إذا خرج ؟ قال : علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر ، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أودونها وإن من علامته أن لا يهرم بمرور الايام والليالي عليه حتى يأتي أجله ( 2 ) .
    17 - ك : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، قال : قال أبوجعفر عليه السلام : يخرج القائم عليه السلام يوم السبت يوم عاشورا اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام .
    18 - ك : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن أول من يبايع

    ___________________________________________________________
    ص 285 ) ( 1 ) راجع غيبة الشيخ ص 121 والاية في الشعراء : 4 .
    ( 2 ) تراه في المصدر ج 2 ص 366 .
    *

    [286]


    القائم عليه السلام جبرئيل عليه السلام ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلا على بيت الله الحرام ، ورجلا على بيت المقدس ثم ينادي بصوت طلق ذلق تسمعه الخلائق : " أتى أمرالله فلا تستعجلوه " ( 1 ) .
    شى : عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله و في رواية اخرى عن أبي جعفر عليه السلام نحوه .
    19 - ك : بهذا الاسناد ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا - يعني مسجد مكة - يعلم أهل مكة أنه لم يلد ( هم ) ( 2 ) آباؤهم ولا أجدادهم ، عليهم السيوف ، مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة ، فيبعث الله تبارك وتعالى ريحا فتنادي بكل واد : هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان عليهما السلام لا يريد عليه بينة .
    20 - نى : علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسن الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن أبان بن تغلب مثله ، وفيه : مكتوب عليها ألف كلمة كل كلمة مفتاح ألف كلمة .
    21 - ك : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام قوله عزوجل " أينما تكونوايأت بكم الله جميعا " ( 3 ) إنهم لمفتقدون عن فرشهم ليلا ، فيصبحون بمكة وبعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه قال : فقلت : جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهارا .


    ___________________________________________________________
    ص 286 ) ( 1 ) النحل : 1 .
    والحديث في كمال الدين ج 2 ص 387 والعياشى ج 2 ص 254 .
    ( 2 ) كذا في المصدر ج 2 ص 387 .
    وفي غيبة النعمانى ص 169 : " انهم لم يولدوا من آبائهم الخ .
    ( 3 ) البقرة : 148 .
    والحديث في المصدر ج 2 ص 389 .
    *

    [287]


    22 - غط : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن عمر بن طرخان عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ، ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة .
    نى : محمد بن همام مثله ، وزاد في آخره حتى ترجع عنه طائفة من الناس يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
    ( 1 ) بيان : لعل المراد عمره في ملكه وسلطنته أو هو مما بدالله فيه .
    23 - غط : محمد بن همام ، عن الحسن بن علي العاقولي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : لو خرج القائم لقد أنكره الناس ، يرجع إليهم شابا موفقا فلا يلبث عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الاول ( 2 ) .
    24 - نى : علي بن الحسين المسعودي ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسن الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن ابن محبوب ، عن ابن جبلة ، عن البطائني عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .
    قال : وفي غير هذه الرواية أنه عليه السلام قال : وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا .
    بيان : لعل المراد بالموفق المتوافق الاعضاء المعتدل الخلق ( 3 ) أو هوكناية عن التوسط في الشاب بل انتهاؤه أي ليس في بدء الشباب فان في مثل هذا السن يوفق الانسان لتحصيل الكمال .


    ___________________________________________________________
    ص 287 ) ( 1 ) راجع غيبة الشيخ ص 274 وغيبة النعمانى ص 99 .
    وفيه ابن اثنى وثلاثين سنة .
    ( 2 ) المصدر ص 274 وتراه في غيبة النعمانى ص 99 .
    ( 3 ) قال في الاقرب : يقال : ان فلانا موفق بالفتح أى رشيد .
    والموفق بالكسر القاضى كقوله : لو أن عزة حاكمت شمس الضحى * بالحسن عند موفق لقضى لها *

    [288]


    25 - غط : الغضائري ، عن البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن قتيبة ، عن ابن شاذان ، عن إسماعيل بن الصباح قال : سمعت شيخا يذكره عن سيف بن عميرة قال : كنت عند أبي جعفر المنصور فسمعته يقول ابتداء من نفسه : يا سيف بن عميرة لابد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب من السماء فقلت : يرويه أحد من الناس ؟ قال : والذي نفسي بيده لسمع اذني منه يقول : لابد من مناد ينادي باسم رجل من السماء قلت : يا أميرالمؤمنين إن هذا الحديث ما سمعت بمثله قط فقال : يا سيف ( 1 ) إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه أما إنه أحد بني عمنا قلت : أي بني عمكم ؟ قال : رجل من ولد فاطمة عليها السلام .
    ثم قال : يا سيف ( 2 ) لولا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يحدثني به ثم حدثني به أهل الدنيا ما قبلت منهم ، ولكنه محمد بن علي .
    شا : علي بن بلال ، عن محمد بن جعفرالمؤدب ، عن أحمد بن إدريس مثله .
    26 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي خالد ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : " فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " ( 3 ) قال : الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا قال : وهم والله " الامة المعدودة " ( 4 ) قال : يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف .
    27 - غط : أحمد بن إدريس ، عن ابن قتيبة ، عن ابن شاذان ، عن ابن محبوب

    ___________________________________________________________
    ص 288 ) ( 1 ) و ( 2 ) في الاصل المطبوع ص 175 وهكذا المصدر ص 281 : " ياشيخ " وهو تصحيف
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 288 سطر 19 الى ص 296 سطر 18 " ياسيف " كما في نسخة الارشاد ص 337 ونسخة الكافى ولم يخرجه المصنف - الروضة ص 209 - ولو صح نسخة " ياشيخ " لتناقض الكلام من جهات شتى كمالا يخفى .
    ( 3 ) البقرة : 148 ، راجع روضة الكافى 313 .
    ( 4 ) أى الذين ذكرهم الله في قوله : " ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة ليقولن ما يحبسه " منه رحمه الله .
    *

    [289]


    عن الثمالي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : خروج السفياني من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم وأشياء كان يقولها من المحتوم ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : واختلاف بني فلان من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم .
    قلت : وكيف يكون النداء ؟ قال : ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم : ألا إن الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الارض ألا إن الحق في عثمان وشيعته ( 1 ) فعند ذلك يرتاب المبطلون .
    شا : ابن شاذان مثله ( 2 ) .
    28 - غط : سعد ، عن الحسن بن علي الزيتوني والحميري معا ، عن أحمد ابن هلال ، عن ابن محبوب ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في حديث له طويل اختصرنا منه موضع الحاجة أنه قال : لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة ، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الارض ، وكم من مؤمن متأسف حران حزين ، عند فقد الماء المعين ، كأني بهم أسر ما يكونون ، وقد نودوا نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين ، فقلت : وأي نداء هو ؟ قال : ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء : صوتا منها ألا لعنة الله على القوم الظالمين ، والصوت الثاني أزفت الآزفة ، يا معشرالمؤمنين ، والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس : هذا أميرالمؤمنين قد كر في هلاك الظالمين وفي رواية الحميري والصوت بدن يرى في قرن الشمس يقول : إن الله بعث فلانا فاسمعوا له وأطيعوا ، وقالا جميعا فعند ذلك يأتي

    ___________________________________________________________
    ص 289 ) ( 1 ) قيل : المراد بعثمان في أمثال هذه الاخبار هو السفيانى ، فان اسمه عثمان ابن عنبسة .
    ( 2 ) ارشاد المفيد ص 338 : وفيه : قلت لابى جعفر عليه السلام : خروج السفيانى من المحتوم ؟ قال : نعم والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم واختلاف بنى العباس في الدولة من المحتوم وقتل النفس الزكية الخ ، راجع غيبة الشيخ ص 282 .
    *

    [290]


    الناس الفرج ، وتود الناس لو كانوا أحياء ويشفي الله صدور قوم مؤمنين ( 1 ) .
    نى : محمد بن همام ، عن أحمد بن ما بنداد والحميري معا ، عن أحمد بن هلال مثله .
    29 - غط : الفضل ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن القائم صلوات الله عليه ينادى باسمه ليلة ثلاث و عشرين ويقوم يوم عاشورا يوم قتل فيه الحسين بن علي عليهم السلام ( 2 ) .
    30 - غط : الفضل ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن سنان ، عن حي بن مروان عن علي بن مهزيار قال : قال أبوجعفر عليه السلام كأني بالقائم يوم عاشورا يوم السبت قائما بين الركن والمقام ، بين يديه جبرئيل عليه السلام ينادي : البيعة لله فيملا ها عدلا كما ملئت ظلما وجورا .
    31 - غط : الفضل ، عن ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خروج القائم من المحتوم ، قلت : وكيف يكون النداء قال : ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار ألا إن الحق في عثمان وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ( 3 ) .
    32 - غط : الفضل ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع ما بين المشرق إلى المغرب ، فلا يبقى راقد إلا قام ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت ، وهو صوت جبرئيل الروح الامين .
    33 - غط : الفضل ، عن إسماعيل بن عياش ( 4 ) عن الاعمش ، عن أبي وائل

    ___________________________________________________________
    ص 290 ) ( 1 ) تراه في غيبة الشيخ ص 283 ، غيبة النعمانى ص 94 وقدمر .
    ( 2 ) روى مثله المفيد في الارشاد ص 341 ولم يخرجه المصنف .
    ( 3 ) ترى هذه الروايات في غيبة الشيخ ص 289 وقدمر هذا الخبر بعين هذا السند وهذا خلاصته ، راجع ص 289 فيما سبق الرقم 27 وغيبة الشيخ ص 281 .
    ( 4 ) روى الخطيب أن أهل حمص كانوا ينتقصون عليا عليه السلام حتى نشأ فيهم اسماعيل فحدثهم بفضائله فكفوا .
    *
    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 299
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    بحار الا نوار 1 Empty رد: بحار الا نوار 1

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 12:18 pm

    [291]


    عن حذيفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وذكر المهدي فقال : إنه يبايع بين الركن والمقام ، اسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها .
    34 - غط - : الفضل ، عن علي بن عبدالله ، عن عبدالرحمان بن أبي عبدالله عن أبي الجارود قال : قال أبوجعفر عليه السلام : إن القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، ويفتح الله له شرق الارض وغربها ، ويقتل الناس حتى لا يبقى إلا دين محمد صلى الله عليه واله يسير بسيرة سليمان بن داود تمام الخبر ( 1 ) .
    35 - غط : الفضل ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن عبدالكريم بن عمروالخثعمي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : كم يملك القائم ؟ قال : سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه .
    36 - شا : ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع ( 2 ) .
    37 - شى : عن أبي سمينة ، عن مولى لابي الحسن قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ( 3 ) قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان .
    38 - نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن أحمد ابن علي الحميري ، عن ابن محبوب ، عن عبدالكريم بن عمرو ، ومحمد بن الفضيل عن حماد بن عبدالكريم الجلاب قال : ذكر القائم عند أبي عبدالله عليه السلام فقال : أما إنه لو قد قام لقال الناس أنى يكون هذا وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا ( 4 ) .


    ___________________________________________________________
    ص 291 ) ( 1 ) راجع المصدر ص 297 ومايليه في ص 298 .
    ( 2 ) الارشاد ص 341 .
    ( 3 ) البقره : 148 .
    والحديث في تفسير العياشى ج 1 ص 66 .
    ( 4 ) راجع المصدر ص 78 وفيه : عن محمد بن الفضيل ، وقد مر في ج 51 ص 225 فيما سبق .
    *

    [292]


    39 - نى : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد ، عن الحسن بن ( محمد بن ) سماعة ، عن الحارث الانماطي ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : إذا قام القائم تلا هذه الآية " ففررت منكم لما خفتكم " .
    ( ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة ، عن أحمد ابن نضر ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : إن لصاحب هذا الامر غيبة يقول فيها : " ففررت منكم لما خفتكم ) فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين .
    " ( 1 ) نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رباح ، عن أحمد بن علي الحميري ، عن الحسن بن أيوب ، عن عبدالكريم الخثعمي ، عن أحمد بن الحارث عن المفضل ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام مثله .
    40 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن عمرو بن عثمان ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فسمعت رجلا من همدان يقول ( له ) : إن هؤلاء العامة يعيرونا ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الامر ، وكان متكئا فغضب وجلس ثم قال : لا ترووه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك أشهد أني سمعت أبي عليه السلام يقول : والله إن ذلك في كتاب الله عزوجل لبين حيث يقول " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " ( 2 ) .
    فلا يبقى في الارض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها فيؤمن أهل الارض إذا سمعوا الصوت من السماء : ألا إن الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته فاذا كان الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الارض ثم يناددي ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته ، فانه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه ، قال : فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الاول ، ويرتاب يومئذ

    ___________________________________________________________
    ص 292 ) ( 1 ) الشعراء : 21 والحديث في المصدر ص 91 وهكذا مايليه .
    ( 2 ) الشعراء : 4 .
    *

    [293]


    الذين في قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولونا فيقولون : إن المنادي الاول سحر من سحر أهل هذاالبيت ، ثم تلا أبوعبدالله عليه السلام قول الله عزوجل : " وإن يروا آية يعرضوا سحر مستمر " ( 1 ) .
    نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن الحسين ( ومحمدبن أحمد القطواني ) جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان مثله .
    نى : ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم ، عن عبيس بن هشام ، عن ابن جبلة ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن أبي عبدالله جعفربن محمد عليهما السلام وقد سأله عمارة الهمداني فقال : أصلحك الله إن ناسا يعيرونا ويقولون إنكم تزعمون أنه ( سيكون ) صوت من السماء وذكر نحوه .
    41 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن الحسين بن موسى ، عن فضيل بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : أما ( إن ) النداء الاول من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين ، فقلت : أين هو أصلحك الله فقال : في " طسم تلك آيات الكتاب المبين " قوله " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " ( 2 ) قال : إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤسهم الطير .
    بيان : قال الجزري في صفة الصحابة : كأنما على رؤسهم الطير ، وصفهم بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة لان الطير لا تكاد تقع إلا على شئ ساكن انتهى .
    أقول : لعل المراد هنا دهشتهم وتحيرهم .
    42 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن إسماعيل بن مهران ، عن ( ابن ) البطائني ( عن أبيه ، ووهيب ) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه

    ___________________________________________________________
    ص 293 ) ( 1 ) القمر : 2 .
    والحديث باسناده الثلاثة في المصدر ص 138 .
    ( 2 ) الاية الاولى صدر " الشعراء " والثانية فيها الرقم : 4 والحديث في غيبة النعمانى ص 139 .
    *

    [294]




    قال : إذا صعد العباسي أعواد منبر مروان ادرج ملك بني العباس ، وقال عليه السلام : ( قال لي أبي : ) يعني الباقر عليه السلام لابد لنا من آذربيجان لا يقوم لها شئ فاذا كان ذلك فكونوا أجلاس بيوتكم ( وألبدوا ما ألبدنا ) ( 1 ) والنداء ( وخسف ) بالبيداء فاذا تحرك متحرك فاسعوا إليه ، ولوحبوا ، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد ، وقال : ويل للعرب من شر قد اقترب .
    43 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن محمد وأحمد ابني الحسن ، عن علي بن يعقوب ، عن هارون بن مسلم ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ينادى باسم القائم عليه السلام فيؤتى وهو خلف المقام ، فيقال له : قد نودي باسمك فما تنتظر ؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع .
    ( قال ) وقال لي زرارة : الحمدلله قد كنا نسمع أن القائم عليه السلام يبايع مستكرها فلم نكن نعلم وجه استكراهه ، فعلمنا أنه استكراه لا إثم فيه ( 2 ) .
    44 - نى : وبهذاالاسناد ، عن هارون مسلم ، عن ( أبي ) خالد القماط ، عن حمران ابن أعين ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : من المحتوم ( الذي ) لا بد أن يكون قبل قيام القائم خروج السفياني ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية ، والمنادي من السماء .
    45 - نى : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، ووهيب بن حفص ، عن ناجية العطار أنه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول : إن المنادي ينادي : أن المهدي فلان بن فلان باسمه واسم أبيه ، فينادي الشيطان إن فلانا وشيعته على الحق يعني رجلا من بني امية .
    46 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ينادي مناد من السماء

    ___________________________________________________________
    ص 294 ) ( 1 ) ما بين العلامتين ساقط عن الاصل المطبوع راجع المصدر 141 وقد مر فيما سبق ص 135 تحت الرقم 40 .
    ( 2 ) ترى هذه والروايات الاتية في المصدر ص 141 .
    فراجع .
    *

    [295]


    إن فلانا هوالامير ، وينادي مناد إن عليا وشيعته ( هم ) الفائزون .
    قلت : فمن يقاتل المهدي بعد هذا ؟ فقال : إن الشيطان ينادي : إن فلانا وشيعته ( هم ) الفائزون لرجل من بني امية قلت : فمن يعرف الصادق من الكاذب ؟ قال : يعرفه الذين كانوا يروون ويقولون إنه يكون قبل أن يكون ، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون .
    47 - نى : ابن عقدة عن علي بن الحسن ، ( عن الحسن بن علي بن يوسف ) عن المثنى ( 1 ) عن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام عجبت أصلحك الله وإني لاعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يرون من العجائب : من خسف البيداء بالجيش ، ومن النداء الذي يكون من السماء ؟ فقال : إن الشيطان لايدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله صلى الله عليه واله يوم العقبة .
    48 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن عبدالله ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الجريري أخا إسحاق يقول لنا : إنكم تقولون : هما نداءان فأيهما الصادق من الكاذب ؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام : قولوا له : إن الذي أخبرنا بذلك وأنت تنكرأن هذا يكون هو الصادق .
    49 - نى : وبهذا الاسناد ( عن هشام بن سالم ) ( 2 ) قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : هماصيحتان : صيحة في أول الليل ، وصيحة في آخر الليلة الثانية ، قال :

    ___________________________________________________________
    ص 295 ) ( 1 ) في الال المطبوع : " عن على بن الحسن ، عن الميثمى " .
    وفي المصدر ص 142 : " عن على بن الحسن التيملى ، عن الحسين بن على بن يوسف ، عن الميثمى ( المثنى ) " والصحيح ما في الصلب راجع جامع الرواة وسائر كتب الرجال .
    ( 2 ) في المصدر المطبوع ص 142 : وفي بعض نسخ الكتاب : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد ، عن هشام بن سالم قال : سمعت الخ والظاهر أن نسخة المصنف رضوان الله عليه كانت واجدة لهذا الحديث ولذلك نقلها أما ماجعلناه بين العلامتين كان ساقطا من الاصل المطبوع .
    *

    [296]


    فقلت : كيف ذلك ؟ فقال : واحدة من السماء ، وواحدة من إبليس فقلت : كيف تعرف هذه من هذه ؟ فقال : يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون .
    50 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن خالد عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبدالرحمان بن مسلمة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يوبخونا ، ويقولون : من أين يعرف المحق من المبطل إذا كانتا ؟ فقال : ما تردون عليهم ؟ قلت : فما نرد عليهم شيئا قال : فقال : قولوا لهم : يصدق بها إذا كانت من كان مؤمنا بها قبل أن تكون قال الله عزو جل : أفمن يهدي إلى الحق أحق أن بتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ( 1 ) .
    51 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع وسبعين ومائتين ، عن محمد بن عمر بن يزيد ومحمد بن الوليد بن خالد الخزاز عن حما بن عيسى ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنه ينادي باسم صاحب هذا الامر مناد من السماء : الامر لفلان بن فلان ففيم القتال .
    52 - نى : أبوسليمان ( 2 ) أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، عن عبدالله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لا يكون هذا الامر الذي تمدون أعينكم إليه ، حتى ينادي مناد من السماء ألا إن فلانا صاحب الامر فعلام القتال ؟ 53 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل ، وسعدان بن إسحاق وأحمد بن
    -بحار الانوار مجلد: 48 من ص 296 سطر 19 الى ص 304 سطر 18 الحسين ومحمد بن أحمد جميعا ، عن الحسن بن محبوب ( 3 ) ، عن عبدالله بن سنان

    ___________________________________________________________
    ص 296 ) ( 1 ) يونس : 35 ، والحديث في المصدر ص 142 .
    وهكذا مايليه .
    ( 2 ) في المصدر ص 142 : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلى ، وفي ص 154 وغير ذلك " عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال : حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة ، لكنه كثيرا ما يروى عنه بلا واسطة فراجع وتحرر .
    ( 3 ) في الاصل المطبوع : حسن بن محمد ، وهو تصحيف وقد مر تحت الرقم : 40 .
    *

    [297]


    قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : يشمل الناس موت وقتل حتى يلجأ الناس عند ذلك إلى الحرم ، فينادي مناد صادق من شدة القتال فيم القتل والقتال ؟ صاحبكم فلان .
    54 - نى : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن الاشعري ( 1 ) عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كان ليلة الجمعة أهبط الرب تبارك وتعالى ملكا إلى السماء الدنيا ، فاذا طلع الفجر نصب لمحمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام منابر من نور عند البيت المعمور ، فيصعدون عليها ويجمع لهم الملائكة والنبيين والمؤمنين ويفتح أبواب السماء فاذا زالت الشمس قال رسول الله صلى الله عليه واله : يارب ميعادك الذي وعدت في كتابك وهو هذه الآية " وعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم " ( 2 ) الآية ويقول الملائكة والنبيون مثل ذلك ثم يخر محمد وعلي والحسن والحسين سجدا ثم يقولون : يارب اغضب فانه قد هتك حريمك ، وقتل أصفياؤك واذل عبادك الصالحون ، فيفعل الله ما يشاء وذلك وقت معلوم .
    55 - نى : أحمد بن هوذه ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ينادى باسم القائم يا فلان بن فلان ( 3 ) .
    56 - نى : بهذا الاسناد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ( أنه ) قال : يقوم القائم يوم عاشوراء ( 4 ) .
    57 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن

    ___________________________________________________________
    ص 297 ) ( 1 ) في المصدر " عن محمد بن أحمد " وانما عبر عنه المصنف بالاشعرى ولعله ابن أبى قتادة على بن محمد بن حفص بن عبيد بن حميد مولى السائب بن مالك الاشعرى .
    ولعله محمد بن أحمد المدينى كما في ص 95 من المصدر .
    ( 2 ) النور : 55 ، والحديث في المصدر ص 147 مع اختلاف يسير .
    ( 3 ) المصدر ص 148 وفيه " يا فلان قم " وقد مر في ص 246 .
    ( 4 ) راجع غيبة النعمانى ص 151 .
    *

    [298]


    الحسين بن عبدالملك ومحمد بن أحمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب السراج عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : يا جابر لا يظهر القائم حتى يشمل الشام ( 1 ) فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه ، ويكون قتل بين الكوفة والحيرة قتلاهم على سواء ، وينادي مناد من السماء .
    بيان : " على سواء " أي في وسط الطريق .
    58 - نى : وبهذا الاسناد عن ابن محبوب ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليه السلا م أنه قال : توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق ، فيه لكم فرج عظيم .
    59 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن أبيه ، ومحمد بن علي ( 2 ) عن أبيه ، عن أحمد بن عمرالحلبي ، عن حمزة ابن حمران ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ملك القائم تسع عشرة سنة وأشهر .
    60 - نى : أبوسليمان بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ملك القائم منا تسع عشرة سنة وأشهر .
    61 - نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم وسعدان بن إسحاق ابن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ، ومحمد بن أحمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول : والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاث مائة سنة ويزداد تسعا ، قال : فقلت له : متى يكون ذلك ؟ قال : بعد موت القائم عليه السلام قلت له :

    ___________________________________________________________
    ص 298 ) ( 1 ) في المصدر ص 149 : " حتى يشمل الناس بالشام فتنة " خ صح .
    ( 2 ) يعنى محمد بن على بن يوسف فان الحسن بن على بن فضال التيملى ، قد يروى عن الحسن ومحمد ابنى على بن يوسف بن بقاح ، كما مر في ص 244 تحت الرقم 118 وغير ذلك وقد أكثر عنهما .
    *

    [299]


    وكم يقوم القائم عليه السلام في عالمه حتى يموت ؟ قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته .
    بيان : إشارة إلى ملك الحسين عليه السلام أو غيره من الائمة في الرجعة .
    62 - نى : علي بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن بعض رجاله ، عن أحمد ابن الحسن ، عن أبيه ، عن أحمد بن عمر بن سعيد ( 1 ) عن حمزة بن حمران ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن القائم عليه السلام يملك تسع عشرة سنة وأشهرا ( 2 ) .
    63 - كا : محمد بن يحيى وغيره ، عن محمد بن أحمد ، عن موسى بن عمر ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن بكيربن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام لاي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ، ولم يوضع في غيره ؟ قال : إن الله تعالى وضع الحجر الاسود ، وهي جوهرة اخرجت من الجنة إلى آدم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق ، وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان ، وفي ذلك المكان تراءى لهم ، ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم عليه السلام فأول من يبايعه ذلك الطير ، وهو والله جبرئيل عليه السلام وإلى ذلك المكان يسند القائم ظهره ، وهو الحجة والدليل على القائم تمام الخبر ( 3 ) .
    64 - كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال و الحجال جميعا ، عن ثعلبة ، عن عبدالرحمان بن مسلمة الجريري قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يوبخونا ويكذبونا أنا نقول إن صيحتين تكونان يقولون : من أين تعرف

    ___________________________________________________________
    ص 299 ) ( 1 ) في المصدر ص 181 : " عن أحمد بن عمر بن أبى شعبة .
    الحلبى " وقد تفحصت كتب الرجال فلم أر من يسمى أبا شعبة باسمه فاما يكون نسخة المصنف مصحفة واما أنه ظفر باسم أبى شعبة فصرح باسمه .
    ( 2 ) ترى هذه الروايات في كتاب الغيبة للنعمانى ص 180 .
    ( 3 ) راجع الكافى ج 4 ص 184 ورواه الصدوق في العلل ج 2 ص 114 و الحديث مختصر .
    *

    [300]


    المحقة من المبطلة إذا كانتا ؟ قال : فماذا تردون عليهم ؟ قلت : ما نرد عليهم شيئا قال : قولوا : يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل إن الله عزوجل يقول : " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون " ( 1 ) .
    نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن خالد ، عن ثعلبه مثله ( 2 ) .
    كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد ، عن ابن فضال والحجال ، عن داود بن فرقد مثله ( 3 ) .
    65 - كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران وغيره ، عن إسماعيل بن الصباح قال : سمعت شيخا يذكر عن سيف بن عميرة ، قال : كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول ابتداء من نفسه : يا سيف بن عميرة لا بد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب ( قلت : يرويه أحد من الناس ؟ قال : والذي نفسي بيده لسمعت اذني منه يقول : لابد من مناد ينادي باسم رجل ) قلت : يا أميرالمؤمنين إن هذا الحديث ما سمعت بمثله قط ؟ فقال لي : يا سيف إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه أما إنه أحد بني عمنا ، قلت : أي بني عمكم ؟ قال : رجل من ولد فاطمة .
    ثم قال : ياسيف لولا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقوله ثم حدثني به

    ___________________________________________________________
    ص 300 ) ( 1 ) يونس : 35 ، والحديث في روضة الكافى ص 208 .
    ( 2 ) قدمر الحديث بلفظه وسنده تحت الرقم 50 ، فلا وجه لتكراره هنا .
    ( 3 ) تراه في الروضة ص 209 ، وكان المناسب أن ينقله المصنف بلفظه ، ولفظه : عن داود بن فرقد قال : سمع رجل من العجلية هذا الحديث : قوله عليه السلام : ينادى مناد : ألا ان فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون - أول النهار - وينادى آخر النهار ألا ان عثمان وشيعته هم الفائزون ، فقال الرجل : فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب ؟ فقال : يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادى ان الله عزوجل يقول : " أفمن يهدى إلى الحق " الاية .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:19 am