مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رئيس التحرير جعفر الخابوري

المواضيع الأخيرة

التبادل الاعلاني


    الركب يسير ونحن للتو نتخطى عتبة التلقين والحفظ في مجال التعليم

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري
    المراقب العام


    المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 17/12/2010

    الركب يسير ونحن للتو نتخطى عتبة التلقين والحفظ في مجال التعليم Empty الركب يسير ونحن للتو نتخطى عتبة التلقين والحفظ في مجال التعليم

    مُساهمة  جعفر الخابوري السبت سبتمبر 14, 2013 10:55 am

    الركب يسير ونحن للتو نتخطى عتبة التلقين والحفظ في مجال التعليم

    لقد كُتب وقيل الكثير عن تطوير وتحديث مناهج التعليم في العالم العربي، وكيف أن هذه المناهج تخرِّج عقولاً حافظة للمعلومات، وليس عقولاً مدركة وفاهمة إلى جانب حفظها للمعلومات، كي تحلل وتدقق وترفع التساؤلات عن هذه المعلومات، وبالتالي تتدرب هذه العقول على التفكير والتحليل وطرق تطوير المعلومات التي يحفظونها؛ فعقول مدربة هكذا تدريب لا تتقبل ما يتم تلقينها بأنها حقائق ثابتة غير قابلة لإعادة النظر فيها، بل تأخذ طريق الحفظ كقاعدة انطلاق إلى التطوير والتغيير إلى الأحسن.

    وهذا الأسلوب يجب أن يبدأ به من المرحلة الابتدائية بحيث يتعوَّد التلميذ على التفكير، فيما يتلقاه من المعلم ولا أزال أتذكر قصة صديق لي يسكن في بلد أوروبي، حيث قال لي إن ابنه في المدرسة، وكان في المرحلة الثانوية، طلب منه في امتحان مادة اللغة الإنجليزية أن يكتب موضوعاً إنشائياً يعلق فيه إيجاباً أو سلباً مع ذكر الأسباب، على ما كان قد أعلنه وزير المواصلات في ذلك البلد قبل أسبوع من تاريخ الامتحان عن تطوير المرور ووسائل النقل في المدينة التي يسكنها صديقي هذا.

    وهنا، وبالرجوع إلى التطور والتنمية في ماليزيا أتذكر كلام رئيس الوزراء الماليزي الأسبق محمد مهاتير، الذي قال في كلمة له إن أول شيء اهتم به وركّز عليه عندما تولى رئاسة الوزراء هو تطوير التعليم وتوجيهه إلى الأمام وليس إلى الخلف، واستطاع أن يحول ماليزيا من دوله اعتمادها الأساسي في الاقتصاد على الزراعة إلى دولة يلعب فيها النشاط الصناعي دوراً كبيراً.

    اعتقد أن تطوير التعليم يجب أن يركز على أمرين مهمين، وهما أولاً: الابتعاد عن طريقة التلقين التي نمارسها الآن، حيث يقوم المعلم بتلقين الطلبة بعض المعلومات، ثم في الامتحان يطلب منهم إعادة هذه المعلومات إليه، وكمثال على ذلك فإننا عندما كنا في المدارس كان معلم التاريخ يلقننا أسباب الحروب الصليبية، وكان علينا حفظ هذه الأسباب وإرجاعها إليه في الإجابة على الأسئلة في الامتحان بدلاً من السؤال المحرك للعقل: ما رأيك في أسباب وقوع الحروب الصليبية؟

    وثانياً: يجب زيادة جرعات المواد العلمية، فالعالم اليوم يُتقدم بالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، وليس بالأشعار والمواضيع الأدبية، وليس هذا الكلام إنكار أو استصغار لأهمية الآداب في حياة أية أمة، ولكن إذا أعطيت المواضيع الأدبية الأولوية على المواد العلمية فلا نلومن إلا أنفسنا إذا تقدم العالم علينا، فنحن اليوم نمر بمرحلة تاريخية نرى فيها معظم الأمم تتقدم علمياً وصناعياً وتكنولوجيا، وأما نحن فدورنا يقتصرعلى استهلاك ما تنتجه هذه الدول والمشكلة الكبرى تكمن بأننا نعرف سبب المأساة، ولكن بسبب تمسكنا غير العقلاني بمواريث تسبغ عليها صفة القدسية نستمر في نومنا وسباتنا متخذين الطريق السهل لتبرير ما يحدث بأنه مؤامرة من الخارج، ونحن تواقون إلى اليوم الذي ننفض فيه غبار هذه الأفكار، ونعترف فيه بأخطائنا ونأخذ زمام المبادرة، ونضع أقدامنا بجرأة وجدارة على طريق التقدم.

    عبدالعزيز علي حسين

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:19 am