مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

رئيس التحرير جعفر الخابوري

المواضيع الأخيرة

التبادل الاعلاني


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

بقلم سلمان سالم

جعفر الخابوري
جعفر الخابوري
المراقب العام


المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

بقلم سلمان سالم Empty بقلم سلمان سالم

مُساهمة  جعفر الخابوري الأربعاء يوليو 06, 2016 9:46 pm

هكذا كان ينظر العالم لأبناء البحرين... أليس كذلك؟
سلمان سالم

إذا ما سألت أي إنسان سبق له أن عمل في البحرين، وعايش أهلها وتعامل معهم عن قرب، عن رأيه في أهل البحرين، تراه من دون تردد يقول لك في المجمل، لم نسمع عنهم إلا كل خير، فهم يتمتعون بالأخلاق الحسنة والتعامل الراقي، ويتعايشون مع غيرهم بالمعروف، ومسالمون إلى أبعد الحدود، وينبذون العنف في كل الأحوال والظروف، ويثقون كثيراً بعقولهم ووعيهم، ويتميّزون بثقافة رزينة وعاقلة، ولديهم قلوب طيبة تستوعب كل الناس، ونفوسهم راقية تترفع عن البغض والحقد والكراهية العنصرية والطائفية والمذهبية، فهم أكبر من أن يسيئوا إلى أحدٍ بسبب لونه أو جنسه أو انتمائه، حتّى في حال غضبهم وزعلهم، لأن أسوتهم وقدوتهم في الأخلاق والتواضع وطيب المعاشرة وحبّ الخير وعشق العلم وحسن المعاملة هو الرسول الكريم، محمد المصطفى (ص)، منذ دخولهم إلى الإسلام طواعية .

والشواهد على سمو أخلاقهم لا تعد ولا تحصى، فالأجانب والوافدون من كل الجنسيات، الذين يعيشون في أوساطهم في المدن والقرى نراهم يشعرون باطمئنان، هذه حقيقة لا يمكن لمنصفٍ أن ينفيها أو ينكرها عن أهل هذا البلد الطيب، فهي ساطعة كالشمس في رابعة النهار، يراها الداني والقاصي. ولم نبالغ في نعتهم ولا في مدح أخلاقهم ورقي وعيهم وثقافتهم، ولا في ثقتهم بأنفسهم وسعة تسامحهم وحسن تعايشهم. فرايتهم بيضاء في كل مكان يذهبون إليه، ولم يستطع المال والجاه أن يغيّر من طباعهم وسماحتهم، ولم يتمكن الفقر من المساس بقدرهم وكرامتهم الإنسانية، فالقناعة في ثقافتهم كنزٌ لا يفنى.

وهم لا يتكلفون في مشاعرهم ولا يسقطون أدبهم أينما ذهبوا، فهم يتعاملون مع كلّ الأمور بسجاياهم الطيبة، فلهذا يميلون كل الميل إلى كل إنسان يتعامل معهم بإنسانية راقية.

إذا كان كل ما قيل عن أبناء البحرين يجمع عليه جل الأجانب والوافدين الذين تعاملوا معهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فكيف حدثت التغيّرات السلبية في علاقتهم الاجتماعية والإنسانية في السنوات الأخيرة؟ وما الجهات التي عملت بكل طاقاتها البشرية والمادية والإعلامية في خلخلة علاقاتهم مع بعضهم البعض، التي كانوا يتمتعون بها طوال وجودهم على هذه الأرض الحبيبة؟ وكيف استطاعت في مدة قصيرة إقناع بعضهم بنهجها المخالف لكل المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية والوطنية؟

لا أحد ينكر أن هناك تباعداً نفسياً على أقل تقدير بين بعض أبناء البلد، حدث في السنوات الأخيرة، ولا نظن أن هناك أحداً يجهل الجهات التي أحدثت هذا الشرخ العميق في المجتمع البحريني. ونقولها بكل صراحة، ليس أمام المجتمع بكل أطيافه إلا أن يتقدّم بمبادرات حكيمة ويعمل بجد على تنفيذها بسرعة على أرض الواقع، لتقريب وجهات النظر وتحسين العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وإزالة كل الأفكار المغلوطة وغير الحقيقية التي تفشّت بين فئات المجتمع، وإشاعة الحب والود بينها، وإبعاد كل العوامل والأسباب المصطنعة التي أدت إلى إحداث الفرقة بينها، فلدينا الكثير من الفئات الاجتماعية يمتلكون الثقافة والوعي الكافيين لتحمل هذه المسئولية الوطنية الكبرى .

فالكل ينتظر منهم أن يعملوا بكل طاقاتهم وإمكانياتهم المتاحة في سبيل إعادة العلاقات الإنسانية بين جميع أطياف البلد، لأن تماسك وتلاحم وتعاون أبناء الوطن، فيه مصلحة كبرى للبلاد والعباد. فبلدنا صغير في مساحته ولكن كبير بطاقاته البشرية، وبالإمكان أن نجعله بالإنصاف واحة واسعة يستوعب كل مكوناته. أملنا كبير في الله تعالى أن يمنّ على أهل بلدنا الطيب، بحياة كريمة ومستقرة اقتصادياً واجتماعياً، وأن يبعد عنهم كل الأفكار السلبية التي تؤدي إلى تفرقهم اجتماعياً وتباعدهم نفسياً، قولوا أحبتي آمين رب العالمين .


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5052 - الخميس 07 يوليو 2016م

  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:31 pm