مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مجلة مدينة حمد الاسبوعيه

رئيس التحرير جعفر الخابوري

المواضيع الأخيرة

التبادل الاعلاني


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

بقلم سوسن دهنيم

جعفر الخابوري
جعفر الخابوري
المراقب العام


المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

بقلم سوسن دهنيم Empty بقلم سوسن دهنيم

مُساهمة  جعفر الخابوري الأربعاء يوليو 06, 2016 9:39 pm

بأيِّ حال عدت؟
سوسن دهنيم

أصل معنى العيد هو الفرح والسعادة. الأنس بتجمع الأهل والأصدقاء والجيران. الإحساس بالآخرين قبل يوم العيد عن طريق دعوات التكافل والتلاحم التي يطلقها بعض الأشخاص لمساعدة المحتاجين في رسم الفرحة على قلوب أطفالهم. والامتنان لله عز وجل يوم العيد حين يخرج الميسورون زكاة الفطر وحمده لأنهم كانوا ممن يعطونها لا من يستحقونها.

أصل العيد الفرح. وأقصى ما كان ينغص هذه الفرحة هو الشعور بأن ثمة محتاجاً لم يستطع شراء ملابس جديدة لأطفاله. وشعور هذا الأب أو الزوج بالقلق قبل موعد العيد؛ لأنه يفكر في كيفية إدارة شئون بيته ومصاريفه عند كل مناسبة، والعيد واحدة منها. الشعور بالحاجة إلى المال. بالحاجة إلى إسعاد الأطفال بالعيدية التي تعني الكثير لمعطيها ومستقبلها مهما كانت بسيطة.

كان وجود غائب في بيت واحد من بيوت «الفريج» منغصاً آخرَ. غائب لسفر أو وفاة أو سجن. فالعيد لا يكتمل إلا باكتمال أفراد الأسرة. و «الفرجان» كانت أسراً حتى وقت قريب.

لم يكن هنالك أكبر من هذه المنغصات التي تعيشها أسر ربما لا تشكل ظواهر كبيرة، عدا مسألة الفقر والحاجة لدى شريحة ليست بالقليلة في مجتمعاتنا. لكننا اليوم نستقبل الأعياد وفي قلوبنا غصص كثيرة.

اليوم وبعد أن صار العالم قرية صغيرة، فكيف بالدولة الواحدة، صرنا نسمع ونرى ونعيش كل الأحداث التي تقع هنا وهناك. ولأن الإرهاب لم يترك لنا فرحاً إلا ونغصه، صار العيد ككل مناسباتنا التي كان من المفترض أن تكون سعيدة مراً. فلا الفرحة كاملة، ولا السعادة عنوان له كما كانت.

اليوم صرنا نرى أشلاء الضحايا تتناثر في كل حدبٍ وصوب. الموت يحدّق بالأوطان. والإرهاب لايزال هو سيد الموقف. فمن لم تقتله حرب طاحنة في بلاده، قتلته أيدي من لا رحمة لهم ولا قلوب في صدروهم.

بات العالم ساحة حرب وموت كبرى. فقد انتشرت تلك الأيادي في كل مكان. الأيادي التي يزداد نشاطها قبل كل مناسبة دينية أو اجتماعية أو تراثية. فها هو العيد يحل علينا بعد أن ودّعنا شهداء في أكثر من بلد من بلادنا. شهداء غادرونا قبل العيد في تفجيرات وحشية تنم عن موت ضمائر وأرواح من قام بها. فها هي بغداد تئن وتنوح - كما دائماً - بسبب التفجير الجائر في حي الكرادة والذي راح ضحيته أكثر من 213 شهيداً بينهم أطفال ونساء وشباب وشيوخ لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا رسم الفرحة على وجوههم ووجوه أحبتهم بملابس جديدة تعبر عن سعادتهم بالعيد. وها هي المملكة العربية السعودية تفجع بثلاثة تفجيرات في يوم واحد في القطيف وجدة والمدينة المنورة، راح ضحيتها أربعة شهداء من رجال الأمن بالقرب من المسجد النبوي الشريف الذي كان من المفترض أن يكون واحداً من أكثر الأماكن أماناً وسكينة. ولا يمكننا نسيان شهيدة البحرين التي قتلت في حادث أمام طفليها فخرية مسلم.

حتى كتابة هذا المقال كانت هذه حصيلة ضحايا الأسبوع الأخير من شهر رمضان وكم أتمنى ألا تزيد يوم نشره.

كم نحنّ لعيدٍ لا ينغصه دم. عيد يكون كامل السعادة وكامل الجمال.


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5052 - الخميس 07 يوليو 2016م

  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:12 am